الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

عرفته رجلاً

عرفته... رجلاً... وإنساناً... وفناناً وأديباً... وفيلسوفاً... ومحاضراً... وخطيباً... إذا أحب... فإنه يفنى في "حبه".. و "ولهه"... وإذا ما "كره"... فإنه يسخط ويتبرّم بكل شيء... وإذا "خاصم"... خاض المعارك في شراسة لا تعرف التراجع... وإذا "شرب"... فشرابه حتى الثمالة من أنهر الحياة... فهو لا يعرف شيئاً اسمه الوسط... وأنصاف الحلول... أشد ما يستفزه أن يتعامل مع "نصف رجل".. أو مع "نصف امرأة"... أو "نصف حل".. تأسره الرجولة الكاملة.. والأنوثة الكاملة.. والحلول الجذرية الكاملة...

عاش حائر القلب... متوهِّج العاطفة... قلق الفكر... وحتى في أحلك الظروف.. كان أبياً.. كريماً.. شجاعاً.. لا يعرف الخوف.. زاهداً عازفاً عن الشهرة والمجد.. مقبلاً على الحياة في عالمه الخاص المحدود!!!

كان "حمزة شحاتة"... رحمه الله... نموذجاً حيَّا... لعذاب الفنان.. وقلقه.. وحيرته...

ولقد كنت أتمنى ألاّ يظل.. نتاجه الفكري العظيم.. حائراً.. تائهاً.. متناثراً بين أصدقائه وكريماته الفاضلات.. وأرحامه ومحبيه... دون أن يجمع في كتب.. تخلد ذكرى واحد من أعظم أدباء وشعراء الجزيرة العربية... لكنهم تشاغلوا عنه في زحمة الحياة... وأنا.. لا أتّهم.. إنما أعتب فقط... فأنا لا أملك سوى العتاب... وسوى أن أقدّم للقارئ العربي ما استطعت أن أجمعه من هذا التراث الخالد... إنها بداية أقدمت عليها "مؤسسة دار الشعب" للصحافة والنشر بالقاهرة... مناشدة رفاق.. وأصدقاء.. وزملاء.. وأحبّاء.. "حمزة شحاتة" من عمالقة الشعر والأدب في "الجزيرة" أمثال الأساتذة "عمر توفيق" و "الغزاوي" و "العواد" و "العطار" و "الساسي" و "عبد الجبار" و "حسين عرب" و "زيدان" و "قنديل" و "عمر شمس" و "الجفري" و "رجب" و "عزيز ضياء" و "باخطمة".. و "مشخّص" و "جمجوم" وغيرهم كثيرون.. أناشدهم.. تكملة هذه البداية المتواضعة... تخليداً لذكرى أديب عظيم من حقه أن تخلد ذكراه.. ومن حقه على الناس... أن يذكروه.. ويرددوا كلماته.. وينشدوا أعذب ألحانه.. التي عاش بها ولها... مؤمناً.. بالله.. ثم.. بالخير.. والحق... والعدل.. والجمال.. والحب.. والسلام..!!

"أنور زعلوك" ⁽¹⁾