شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ماذا تقول شجرة لأختها؟!
أَكذا نحن -حيث نحن- مقيمان على الخسف ليس نرجو فكاكا؟
كأَسيرين لا نريم ولا نملك سعياً، والكون فاض حِراكا
ترسل الشمس حرها فوق رأَسينا سياطاً والريح طعناً دِراكا..
وتعيث الطيور فينا -على ضعف قواها- ضراوة وانتهاكا
لا الأَديم المبسوط فيه لنا فسحة خطو ولا بلغنا السِّماكا...
وأَرانا -وعمرنا نهبة العجز- سنقضي كما حيينا ركاكا...
أَفهذا، لأَننا ننكر العيش غِلاباً ونجتويه عِراكا..؟؟
* * *
لِمَ يا أُخت نؤثر الصبر، والصبر -على ما ترين- قيد المساعي؟
ما لنا من ثمارنا -وهي من صنع قوانا- إلاّ نصيب الجياع...
ما أَرانا للحارثين سوى نهب، وللآكلين غير متاع...
فتعاليَ نداوِ بالقول قلبينا ونعزف به على الأَسماع..
علّنا بالغان بالقول ما لم يبلغ الصمت في مجال الصراع
رب قول هز العزائم أَو أَحيا الأَماني أو استحثّ الدواعي
بل دعينا نثر على تربة الضيم فإِن الحياة فوق التلاع
* * *
أَي عيش هذا الذي نحن صالوه هواناً وفاقةً وشنارا؟
أَخرست فيه دعوة الحق والعز فعادا ضراعة وصَغارا!
وغدا راجح النهى فيه منقوصاً وحر الضمير يكدي عثارا...
قد ظمئنا والماء ملء السواقي واهتدى غيرنا وعشنا حيارى..
* * *
أَفلا تحزنين للشجر الباذخ جفت جذوره فأنهاراً...؟
وي، كأَن القلوب في محبس الضيم حيارى، وكم نظل أَسارى
فلنثر، ولنمت، أَكرم بالموت مصيراً، إِن لم نعش أَحرارا
أَفلا تحزنين للواقع البخس أَلفناه ذلة وخمولاً؟
أَفلا تحزنين للنور للفرحة تغشي الكيان عرضاً وطولا؟؟
ولنهر الحياة أضحى على شطيه ضوءُ الجمال ذليلا؟
ولهذا اللأْلاء فاض على الدنيا وأَحيائها سناً مطلولا
ولحرية النفوس خيالاً وانطلاقاً، ومأْملاً، وقبولا...
ما نصيبي؛ وما نصيبك من ذاك؟ أَليس الحرمان والتعليلا؟
فانفضي عنك غمرة الحزن والخوف، وشقّي للتاعسين السبيلا
* * *
ما لنا أَوهن الخنوع قوانا فغدونا مطلحين رزاحا
أَو لسنا سلالة الشجر الشامخ أَصلاً وعزة وطماحا؟
والعديد الذي يضيق به الغاب، أَليس النخيل والأَدواحا؟
أفلسنا به، وبالعمر اليابس أَقوى بأْساً وأَمضى سلاحا
إِيه أختاه برح الصبر بالعانين سالت به القلوب جراحا
ما أَرانا في قلة فأَطلقي الصرخة في الغاب تلهبي الأَرواحا
قد كرهنا الحياة أَسراً وصبراً فلنرمها حرية وكفاحا
* * *
آن يا أخت أَن نثورَ فقد عشنا طويلاً على الرجاء المضاع
نتأَسّى باسم العدالة والرحمة حلمين في ظلام الخداع
إِن حق البقاء للحي يا أُختاه وهم للواهن المتداعي
وسبيل الحياة مذ كانت الدنيا وأَحياؤُها سبيل الصراع
لا تقولي: ما نحن في كفة الحرب فما ضاقت الحياة بساعي
نحن بالحق والعزيمة والإيمان في خير أُهبة واضطلاع
فهلمي بنا إِلى ساحة الموت نزلزل بها قوى الأَطماع
* * *
ما لنا والحياة في الأَسر لا
الغاية نلنا ولا حمينا الذمارا
قد يئسنا واليأْس أَمضى سلاح
ما أَرى بعده لحي خيارا..
فاتركي الناعمين في برزخ العيش
يرودوا من الهوان القرارا
واتبعيني لنبعث الحرب شعواءَ
تدك النجود والأَغوارا
ولنحرر بها العزائم والأَفكار
ولنجعل الغناءَ شعارا
إِيه أُختاه مم تخشين والدرب
مهاد والظالمون سكارى
فلنثر إِن في السماء على الحق
غيوراً يبارك الثوارا
* * *
ما أَرى الكون منذ كنا سوى
سجن كبير أُعدَّ للضعفاءِ
يشرّع القادرون فيه القوانين
قيوداً للرق والإِفناء..
فإِذا أَنّ مثقلٌ قِيل قد ثار
وجنّت شريعة الأَقوياءِ
إيه أُختاه فلنثر ولنحطم كل
قيد ولنستبق للفداء
ليس في سنّة الطبيعة أَن يحرز
حقاً إِلاّ دم الشهداء
وهبينا متناً ولم نبلغ القصد
أَليست حياتنا كالفناءِ؟
قد فقدنا يا أُخت في الأَرض عدلاً
فدعينا نلذ بعدل السماءِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1024  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج