| الفكُر يُنجِزُها، واليأسُ يَلويِها |
| مُنى يَبيتُ على الوَعثاء سَاريها
(1)
|
| عِشنا، وعاشَت على صحراءَ مجدبةٍ |
| من الحقائقِ، تَطوينا ونَطويها |
| أنضاءَ معركةٍ، أفضى السِّلاح بها |
| للفوزِ، ما شَرَعت أخلاقُنا فيها |
| حيثُ النِّضالُ خَؤُونٌ، والقُوَى خِدَعٌ |
| ألقى عليها ضياءَ الحقِّ مُزجِيها |
| لَئِن أقمنا على خَسف فما فَتِئَت |
| قلوبُنا تَتَحدى بأسَ مُرديها |
| * * * |
| يا منكرَ العيشِ أوشاءً مذهَّبَةً |
| لقد رَضيناهُ أحلاماً وتَمويها |
| عِفنا الرَّخاءَ فلم تَعلَق بنُضرَتِه |
| مبادئٌ عن طِلابِ الذُّلِّ نُغليها |
| فمَورِدُ الإثمِ تأباهُ لنا شِرَعٌ |
| من الفضائلِ قادَتنا دَواعيها |
| فما تَميلُ بنا -يوماً- لِِمنقَصَةٍ |
| ولو تَقلَّد بالجَوزاءِ آتيها |
| ولو طَوينا على الأجراحِ راعفةً |
| صُدورُنا ما غضَضنا من نَواهيها |
| فافرح بدنياكَ ما جُنَّت، فإن عَقَلَت |
| رَدَّتك فيما يُديرُ القولَ تَشبيها |
| * * * |
| يا سَرحةَ الجَبلِ الطَّاوي على مَضَضٍ |
| حقائقُ العيش والأحياءِ تَطويها |
| ماذا عرفتِ عن الدِّنيا وباطِلِها |
| ممّا عرفناه مِن أخفى معانيها؟ |
| قد قُمتِ ناضرَة الأوراق، راويةً |
| من مُستَقاكِ على أعلى مَجاريها |
| وقد صَدرنا ظِماءً عن مواردها |
| مذ لوَّثَ الظافرُ الجاني حواشيها |
| يَرمي الشِّماتُ بنا في قاعِ غَيهبةِ |
| من ناعِمينَ رَأوا رُشداً تَوَقِّيها |
| جَرحَى نَنُوءُ بأعباءِ الحياةِ أسىً |
| مُطَلَّحِينَ، عَمِينا عن مَساريها
(2)
|
| يُلقِي بنا الأينُ عُزلاً في مَفاوزها |
| طخياءَ ترمي بنا هُوجاً مَراميها
(3)
|
| ويُوهَبُ الأمنَ بسامٌ على دَخَلٍ |
| في مِحنةٍ، هو، دُونَ النَّاس، جانيها
(4)
|
| لا، لن نلينَ على الأرزاقِ نُحرَمُها |
| ولا نَهونُ على الأرماقِ نُوهِيها |
| * * * |