أشدوا بماذا من سجايا جمة |
سبحان من يعطي بلا مقدار |
لكن خير خصالكم أشدو بها |
نشر العلوم بسائر الأمصار |
أحيت قلوباً كان غلفها الصدى |
فغدت تشع بساطع الأنوار |
وطبعت كل عظيم فكر محكم |
وأعدت للمخطوط كل وقار |
والفقه والتفسير نال لديكم |
ما نال علم الجرح والآثار |
ومع الجهاد لكم أياد ثرة |
"للقدس" جئت بزمرة الأخيار |
والجود في "الميدان" طبع شائع |
ووصلت فيه لسدة الإيثار |
و "الشام" تعرفكـم ومـا تنسـى الـذي |
قدمتموه "ليعرب""ونزار" |
هذي زهيرات لكم قد أينعت |
والغصن ماس بأنضر الأزهار |
وعلى الغصون بلابل قد غردت |
لحناً أصيلاً عامر الأوطار |
شدو البلابل صادق ومعبر |
أين الأصيل من الدعي العاري |
و "دمشق" سامقة ويحكي مجدها |
قصر الوليد ونسمة الأسحار |
فتحوا البلاد وحطموا آصارها |
فاستسلمت للواحد القهار |
هذا "زهير" بيننا متسامياً |
كالبدر في أفق المعارف ساري |
ما حاد عن سلفية في نهجه |
نعم الصراط ومسلك الأبرار |
فالشيخ "ناصر" في "دمشق" وقبله |
"القاسمي" و "بهجة البيطار" |
و "حماةٌ" "الجابي" أنار سبيلها |
و "نسيب" في "حلب" رعاه الباري |
وشرفت في نسب النبي "محمد" |
ورفعت شأن الصحب والأصهار |
ما زغت في قول ولا شطت بكم |
قدم كشأن العصبة الأشرار |
ومودة الآباء تورث مثلما |
إرث يكون لدرهم وعقار |
والعتب عند الأكرمين محبة |
فاقبل عتاباً لست فيه مماري |
هلا ذكرت الشيخ "ناصر" مرة |
ليكون عقدك كامل الأحجار |
فالشيخ قد غمر البلاد بعلمه |
ومع الحديث لـه قبول ساري |
هبوا إلى دوح التسامح واعبروا |
وهم العثار وزلة الإنكار |
* * * |
وإذا عتبت على "زهير" مرة |
فالعتب ممدوح لدى الأخيار |
من نصف قرن كنتما في خندق |
كم كسرت فيه النصال ضواري |
من نصف قرن والمودة بينكم |
ما شأنها إلا الجديد الطاري |
وإذا توحدت العقيدة بينكم |
ما ضرها نزغ من الأشرار |
في قصر "خوجة" والسجايا جزلة |
والبشر يعلو طلعة الزوار |
من إسمه قد نال حظاً وافراً |
فسعى الكرام لكعبة الأخيار |
والله قد خص الكرام بفضله |
شتان بين الجود والإقتار |
واليوم هذا الجمع جاء مكرماً |
لجميع ما أسلفت من أخبار |
ثم الصلاة على النبي "محمد" |
فخر الوجود وسيد الأبرار |