شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبد الله القبيع))
كلمة واحدة فقط عن إنسانية عثمان العمير، الذي عشت معه أكثر من ثلاثة عشر أو أربعة عشر عاماً في لندن، أنا لا أريد أن أطيل، ولكن أتحدث عن طلاق عثمان العمير للصحافة الورقية، أنا شاهدته، وكان أسرع طلاق تم في الصحافة السعودية، كما يقول هو: كان سهلاً للغاية، هذا رأي رئيس التحرير عثمان العمير العاشق للمفاجآت، والعاشق لدخول الأنفاق بجرأة وبشغف. هو في الحقيقة لا يهاب المجهول، وهكذا دائماً حتى في شوارع لندن الخلفية، عندما كنا ننتهي من الطبعة، كنا نأخذ جولات بسيطة، كنت أخاف عليه من لصوص لندن، قال لي لا تخف من لصوص لندن، ولكن خاف من لصوص الكلمة، لصوص الشهرة، لأنه له نظرية في ذلك، كان يقول أن اللص يعرف من يهاجم عن طريق شمه للضحية، ولم يكن ولله الحمد عثمان ضحية إلا ضحية المؤامرات التي كانت تحاك ضد نجاحاته وما أكثرها. هذا الرجل الجالس بينكم، والذي نكرمه جميعاً كما نكرم أنفسنا، خلق مجموعة من الصحافيين أصبحوا الآن رؤساء تحرير بنفس عثمان، وانتشلهم من أنهار الصحافة الرسمية، أعاد تشكيلهم من جديد، وأرسلهم إلى العالم المتعب، متسلحين بالثقة التي زرعها في أجسادهم وعقولهم، وكأن طلابه جاءوا من كوكب آخر على الرغم من أنهم يمسحون بلاط الصحافة ليل نهار قبل أن يلحقوا بقطاره السريع الذي لا يتوقف. كان يلقنهم أن مهنة الصحافة لا قداسة ولا استشارة ولا مزايدة فيها، إنما ببساطة خدمة حضارة. دائماً ما يحلم هذا الرجل ويحقق أحلامه في اليوم التالي، وعندما تدربت على يديه كان لا يقدم لنظريات صحافية، وإنما يخترع أعمالاً لا أقل ما توصف بأنها شيطانية وبهلوانية، ولكنها في الأخير أسست مدرسة صحفية كاملة النمو. عثمان الإنسان، كما ذكر زميلي وهيب غراب، دائماً ما كان يقف مع زملائه ولا يتخلى عنهم في أحلك الظروف، وهناك أدلة وشواهد كان يدافع فيها عن "مرتكب الخطأ" أو "الضحية" أو "كبش الفداء"، ويقدم نفسه أنه المسؤول، وأنه هو من يستحق العقاب حتى إن كان العقاب الفصل، لأنه في كل الأوقات كان رئيساً للتحرير يشتغل بتبرير جرائم لم نرتكبها نحن. يحب أن يلعب بالأشياء الصغيرة ويحولها إلى كرة نار يصعب إخفاؤها، ويحب التحدي، وعاشق كبير لكل ما هو جديد. في الحقيقة أنا لامست كل تحولاته في زمن ما، ولكنه كان لا يعتذر عن أي خطأ، إنما يتوهم، ويشعرك بالاعتذار بأكثر من طريقة. له في الحروب لغته الخاصة، كما كان في تجلياته الرياضية عندما كان صحافياً رياضياً، ولا أعتقد أن هناك من نسي عبارته الشهيرة "اتركوا التعصب وشجعوا الأهلي". كان في "الشرق الأوسط" يواجه واحداً وعشرين رقيباً وحسيباً، ولكنه يعرف كيف ينسل منهم ويمرر الجريدة بطريقته إلى قراء العالم العربي، وأعتقد أنه تحرر منهم الآن إلى الأبد. كانت "الشرق الأوسط" في عهده، كما عهدناها نحن العاملين معه، جسراً لكل العرب، فالقارئ المصري يقرأ أخبار بلاده في أمريكا، والمغربي يطالع أحداث بلاده في السعودية. كانت جريدة العرب الدولية، الحضن الدافئ لكل عربي في العالم كله. لا أطيل عليكم فهذا الرجل مجموعة صحفية في رجل، خلاصة لكل ذلك أنه يؤمن بالتغيير، وأن التغيير لا بد أن يتزامن مع رحلة القطار، وأن أسوأ شيء هو إيقاف القطار حتى يحدث التغيير. رجل نادر الحدوث، نادر التكوين، أجمل مشاغب في الصحافة العربية.
عريف الحفل: شكراً للأساتذة الذين تحدثوا، أما الآن أيها السيدات والسادة، قبل أن نستمع وإياكم إلى ضيفنا المحتفى به هذه الليلة، أود أن أذكركم بأنه ستتاح بعد كلمة الضيف، الفرصة لكم لطرح الأسئلة، وسيكون السؤال مباشرة من قبل السائل نفسه، الآن أيها السادة والسيدات، نستمع وإياكم إلى ضيفنا المحتفى به عثمان العمير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :453  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 180 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج