(( كلمة صاحب الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه ))
|
- الكلمة الآن لسعادة الشيخ صاحب هذه الاثنينية عبد المقصود محمد سعيد خوجه: |
بسم الله الرحمن الرحيم
|
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك: وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم، على خير خلقك وخاتم أنبيائك حبيبك وصفيك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين. |
الأخوة الأحبة الأكارم: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
يسعدني أن أرحب باسمكم جميعاً؛ بضيفنا الكبير الأستاذ الأديب، والكاتب الإسلامي المعروف، زهير شاويش، الذي قدم من بيروت خصيصاً، لتشريف هذا الحفل الذي تستهل به اثنينيتكم نشاطها وعطاءها وتواصلها مع العلماء والمفكرين والأدباء وأصحاب الفضل، في المجالات كافة التي تعودنا على الإحتفاء بروادها خلال السنوات الماضية. |
وقد هيأ الله سبحانه وتعالى رجالاً أوفياء لرسالتهم في الحياة، فلم يبخلوا علينا بهذا التواصل كرماً منهم، وإدراكاً للدور الذي تخدمه هذه اللقاءات، من نواحي التوثيق والتعريف ومد جسور التعارف بين إخوة القلم على امتداد عالمنا الإسلامي. |
وكم يسعدني أن أشكر ضيفنا الكبير على تكبده عناء السفر، والتضحية بوقته وجهده، من أجل إمتاعنا بهذه الأمسية الطيبة إن شاء الله. |
ضيفنا أيها الأحبة صنو الكتاب.. ويكفيه ذلك فخراً وتعريفاً، بقدره ومقداره ومكانته السامية.. فقد عشق الكتاب قارئاً، ومحققاً، وكاتباً، وناشراً. |
وهذه الحميمية جعلته من أكثر الناس التصاقاً بهموم الكتاب التي يعرفها كل مثقف، ويعلم ما يعانيه المؤلف والموزع، وبالتالي القارىء من العقابيل التي تقف في طريق وصول المؤلفات المختلفة إلى أيدي القراء، حيث تعامِل بعض الإجراءات الكتاب على أساس أنه سلعة، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر وصول الجديد، وزيادة التكلفة، وعدم تشجيع وتحفيز المبدعين لبذل مزيد من الجهد لترقية وجدان هذه الأمة عن طريق الكلمة الأمينة الصادقة المعبرة عن آمالها وآلامها على مساحة خارطتها. |
ولعله من خيرة من يحدثنا عن هذا الجانب مع مرئياته النابعة من تجاربه الشخصية، وأفكاره النيّرة، للخروج من هذه الأزمة التي ما زالت تجثم بكلكلها على صدر محبي الكتاب في دول كثيرة. |
لقد تنوعت أنشطة ضيفنا الكريم، فحياته مليئة بالعطاء والبذل والإقدام، والتضحية. |
ولقد عركته الأيام وتعلم من دروسها الشيء الكثير، وقد أهلته تلك المعرفة التي ارتشفها من كأس الحياة، ليكون بمثابة سفير خاص بين بعض الملوك والرؤساء، وبين زعماء القبائل. والعشائر المختلفة، وعمل مخلصاً لرأب الصدع وإصلاح ذات البين بين من توسموا فيه الخير والصلاح. |
ولعل التقدير والإكرام اللذين يلقاهما سعادة ضيفنا الكبير في حله وترحاله خير دليل على المنزلة الرفيعة، التي يحتلها في قلوب محبيه الكثر ولله الحمد، فهو شعلة نشاط، وغيمة فرح، ويد حانية تواسي، وترسم البسمة ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. |
وهناك إضافة لا بد منها في هذه العُجالة التي لا أزعم أنها قد ألمت بجزء يسير من حياة ضيفنا الحافلة بالعطاء من غير من ولا أذى. |
فمن أهم مميزاته سلفيته النيِّرة، وصلته الوثيقة بشيخ الإسلام ابن تيميه، رحمه الله، ودراسة تراثه، لقد أحبه حباً كبيراً، ودافع عنه حتى أنه سمى ابنته باسم (تيمية) تيمناً بوالدة شيخ الإسلام. |
كما تجدر الإشارة إلى مكتبته الكبيرة، التي قل أن اجتمع لأحد من المعاصرين مثلها، وهي تحوي المئات من المخطوطات النادرة، والمئات من الدوريات الكاملة. |
أكرر الشكر لضيفنا الكريم، ولكم أيها الأحبة، على مشاركتنا هذه الأمسية، متمنياً لكم أمتع الأوقات وأطيبها، كما أحب أن أذكركم بأن ضيف (الاثنينية) القادم سعادة الدكتور خالد محيى الدين البرادعي، الشاعر والأديب الكبير الذي نال العديد من الجوائز التقديرية، وآخرها جائزة الشاعر الكبير الأستاذ السيد محمد حسن فقي، التي تسلمها في القاهرة في بداية هذا الأسبوع. |
فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم.. وعلى أمل أن نسعد بكم دائماً وأنتم بخير. |
|
|