((الحوار مع المحتفى به))
|
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هو صاحب رواية "الموت يمر من هنا"، تلك الرواية التي أعلن من خلالها ميلاد روائي مبدع، يملك مقومات الإبداع الروائي، التفت النقاد لكتاباته وخيالاته، وأثار دهشة القراء وإعجابهم بشفافيته، قيل عنه أنه صاحب بصمة مميزة في عالم الرواية، كيف لا وهو يعتبر أول روائي سعودي يفوز بجائزة البوكر العربية لعام 2010م، وهو القائل: أنا أكتب من أجل إنسان، وأؤمن أن أحلام عواطف البشر تتطابق في كل الثقافات والمجتمعات، وأن حلمه الكبير نقل أعماله الأدبية وترجمتها إلى لغات العالم، إنه الروائي والكاتب، عبده خال، صاحب الرواية التي تصدرت القائمة القصيرة، لجائزة البوكر العربية من أصل مائة وخمسة عشر أديباً، فمرحباً به مكرماً للمرة الثانية في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه، ونبدأ بداية بالأسئلة. |
الأستاذة منى مراد، من جريدة البلاد ومجلة اقرأ: |
السلام عليكم، قيل بأن فوز الروائي السعودي بجائزة البوكر العربية، كسر احتكار ما يسمى في الثقافة العربية، خاصة وأن أول نسختين عربيتين لهذه الجائزة، حصل عليهما أدباء من مصر، هما بهاء طاهر، ويوسف زيدان، فهل تتوقع هذا الفوز انطلاقاً للروائيين السعوديين في هذا المجال؟ شكراً.
|
الأستاذ عبده خال: قضية كسر الاحتكار، أتصور أن المسألة ليست بهذا السياق، فكما ينظر إلينا الآخرون بأننا على السبيل المثال، أو أن الرقعة الجغرافية للمملكة أو السودان، أو اليمن، لا تنتج أدباً، أيضاً نحن بهذا الفوز، ننظر بشكل معكوس لهذه الصورة، أن الإنسان متى ما أحب شيئاً، هذا الشيء المحبوب سوف يعطيك ذاته، والكتابة عشق وحب، إذا أحببتها لذاتها، فسوف تعطيك ما تستحقه من تلك الكتابة، أما إذا كنت تبحث عن الكتابة من أجل الجوائز، أو من أجل حفلات التكريم، فلن تصل إليها، والكتاب في جميع أنحاء العالم، كتابتهم ودأبهم من أجل أدبهم، وليس من أجل قطع مضمار سباق، والحصول فيه على المركز الأول، أتصور أن المسألة ليست مضماراً، أو جنادرية للبعارين، الكتابة عشق، ليس لها علاقة بالاحتكار، وكسر الاحتكار، والكتابة كلما كانت إنسانية وحميمية، سوف تدخلك إلى أي نقطة في العالم. |
الأستاذ خالد الأصور، من جريدة عكاظ: |
بسم الله الرحمن الرحيم، الأستاذ القدير، عبده خال، لا شك أن بوكر أضافت "ترمي بشرر" إليها، وهي أثيرة إليك قبل البوكر، ولا شك أنها أثيرة إليك أكثر بعد البوكر، هل "ترمي بشرر" هي أفضل أعمالك الأدبية، من وجهة نظرك أنت؟، خاصة في ظل الجدل الدائر حول معايير اختيار الأعمال الفائزة بالجائزة ذات البعد العالمي، خاصة أن بعض أعمال الفائز قد تكون أفضل من حيث الحرفة الأدبية؟ شكراً.
|
الأستاذ عبده خال: البوكر سعفة لعام، بمعنى أن الروايات التي صدرت في نفس العام، تعطى وفق رواية مقدمة من الدار أو مرشحة من قبل الدار، الدكتور محمد عبيد كان يتكلم قبل قليل أن هناك من النقاد من يرى أن عبده نضج في "الطين"، أو أنه لم يكتب بعد "الطين"، وأن هناك آخرون عندما كتبت "الموت يمر من هنا" قالوا لم تتجاوز "الموت يمر من هنا"، وهناك من قال أنك لم تتجاوز "الأيام لا تخبئ أحداً"، وفي كل فترة زمنية أكون كتبت رواية تكون أسيرة لدي، لكن كلما غادرت أجواءها وشخوصها، أبحث عن شيء يعيد لي الفرح، ويعيد لي روح المغامرة، أنا لم أكتب بعد روايتي الأثيرة. |
الدكتورة عائشة نتو، الكاتبة وعضو مجلس الغرفة التجارية والصناعية بجدة: |
أنا سأتكلم بعيداً عن البوكر، سأقول لكم حكاية عبده خال مع الصم، لأني كنت أريد قلم عبده خال ينشر لنا قضية الصم، فاتصلت به، وطلبت منه زيارتنا، وتوقعته أن يزورنا لمدة دقائق، إلاّ أنه لم يغادرنا إلا الساعة الثالثة بعد الظهر، وتناول الغداء مع الصم، وفي الأخير، طلبنا من الصم، أنهم يعطوا إشارات لعبده خال، فأعطاه إشارة القلم، وبعد كده جلس، وتغذى معهم، وكتب عدة مقالات، وصار يتصل بهم بعد كل فترة، ويسأل عن مشاكل الصم لكي توضع في مقاله، هذا عبده خال والصم.
|
الأستاذ خالد المحاميد، من جريدة الوطن: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحباً يا عبده خال، الناس يحتفلون بك كنجم بوكر، وأنا أرى دعائمك الثقافية أمامي، فايز عطا، والتراوري، حمزة فقيه، أهم رجال.. المنسيون في هذه الأيام، في هذه الاحتفالات النجموية، أريد أن أسألك بما أننا في هذا المحفل العام والجميل، أريد أن أسألك بعد أن جلسنا معك، أو بين يديك، أو بين يدينا، كنت كتبت كثيراً بأن الرواية السعودية ستكتبها امرأة، وقلت بأن عبده خال هدم المقولة، هل تستطيع أن تعطيني تقييماً ما بين المستوى الذي عليه الكتابة النسوية للسرد الروائي، وبين الكتابة الروائية لما يكتبه الرجل؟، شكراً.
|
الأستاذ عبده خال: أنا صديق خالد، المنسيون كلنا منسيون عزيزي خالد، ولولا الجائزة هذه لكنت نسياً منسياً مع أصدقائي الذين ذكرتهم، وما هذه الاحتفائيات إلا فضل من أناس قدروا أن عبده حصل على الجائزة، وهو أيضاً قلته كثيراً، فوز عبده خال، هو فوز ليس لعبده، وإنما هو فوز حركة ثقافية تكبدت الكثير من المصاعب والمشاكل، ومنهم من حرم من عمله، ومنهم حورب في رزقه، ومنه من سحبت شهادته كالدكتور سعيد السريحي، أناس كثر، أنا نفسه لهذه الحركة، وبالتالي تكريمي ليس إلا تكريماً للحركة كلها مجتمعة، وأذكر أني مع الفوز مباشرة، وسائل الإعلام المختلفة يوم إعلان الجائزة، كنت أقول أن عبده خال لم يفز، ولكن فازت حركة ثقافية كبيرة، أعود إلى سؤال تضخيم، أو أن المرأة ستكتب الرواية، أتصور عندما نقول أن المرأة ستكتب الرواية، هو التقسيم، هو التجزئة، هي الفصل، هي الحجاب مرة أخرى، ولكن ليست في الثقافة أن المرأة ستكتب، وأن الرجل سيكتب، هذا هو تفتيت الثقافة، وتفتيت الإنسان، والارتهان إلى التجنيس ذكراً وأنثى، عبده خال لما كتب الرواية وفاز، هو امرأة، هو امرأة لأنه منتج امرأة، وبالتالي هذا نتاج امرأة الذي حصل عليه عبده خال، إذا تعلمنا تماماً أن نحترم الإنسان بعيداً عن تجنيسه، تجنيس ذكر وأنثى، نستطيع أن نعيش ونتواصل مع الحياة بشكل نظيف ورائع، ولأننا لا زلنا نفصل بين الذكر والأنثى، حتى في مفرداتنا، حتى في تقسيماتنا، لن نتحرك بعيداً عما نحن عليه. |
الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه: (عبده خال الليلة، قلت شيئاً لم أسمعه من قبل، قلت كلمة حق، وكلمة جميلة جداً). |
الدكتورة منيرة صالح العكاس، المشرفة العامة بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، منطقة مكة المكرمة: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساءكم بكل خير، أخي الفاضل أين نجد روايتكم "ترمي بشرر"؟.
|
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنا أجيب عن الأستاذ عبده خال، الاثنينية أحضرت ثلاث مائة نسخة من "ترمي بشرر"، مائة وخمسون للمملكة، ومائة وخمسين ستتخذ الاثنينية طريقة جديدة لتوزيعها على سفارات المملكة خارج المملكة، لتبقى تجابه الخناجر والطواقي والفوط، والعمائم، ليعرف عن الخليج جزءاً ما كتبته أمة اقرأ، فنحن قدمنا استبيان، وفي ضوء هذا الاستبيان يقدم من يريد نسخة من الرواية، وإن شاء الله سيكتب عليها الأستاذ عبده خال إهداءً، وترسل إليه مع الشكر. |
الأستاذ أسامة السباعي: إلى أستاذ الرواية عبده خال، هل ترى من المناسب أن نسألك عن اعتراض الملحن محمد رحيم على ورود اسمه في روايتكم "ترمي بشرر"، ماذا لديك لتخبرنا به، فما يسيء إليك يسيء إلى فن الرواية؟، والعكس صحيح، وشكراً. |
الأستاذ عبده خال: صديقنا أسامة السباعي، أنا لي أيضاً صديق آخر اسمه أسامة السباعي، وإذا ذكرت هذا في هذا المجلس، أستطيع أن أقول أسامة السباعي الكاتب، أستطيع أن أقول أسامة السباعي صديقي، فتوافق الأسماء وارد في أي مكان، وعندما تكتب ستين شخصية، فبالضرورة ستكون هذه الستين شخصية متواجدة في كل مكان من هذه البقعة الجغرافية العربية، الحقيقة بعدما أثير الموضوع، طلبت كثير من الصحف، وكثير من وسائل الإعلام أن أتحدث عنه موقف، وقد قرأت للفنان الموسيقار محمد رحيم، أنه لن يرتاح حتى يراني بين أسوار السجن، وألبس رداء المساجين، وهذه الدعوات كلها انتظرها حتى ينتهي من مقاضاتي عبر القضاء، شكراً. |
الأستاذة فاطمة سيدا، الصحفية في عرب نيوز: |
السلام عليكم، عن المداخلة الأخيرة، في سؤال عن استئصال اتحاد الناشرين العرب من التدخل في ادعاءات الملحن محمد رحيم، موقفك من هذا الاستئصال، خاصة أنه ورد على لسان رئيس اتحاد الناشرين أن يتدخل أو يعلن عن موقفه من تلقاء نفسه دون توجيه دعوة رسمية، هل نتوقع من عبده خال توجيه دعوة لاتحاد الناشرين العرب؟، وشكراً.
|
الأستاذ عبده خال: والله أنا لا أوزع الحديث، لأن هذه النقطة تحديداً مسألة قانونية أو قضائية، وربما أتورط في كلمة ألام عليها، لكن أي منا يعرف من يقرأ رواية، أو من هو متدرب على الرواية، يعرف تماماً أن الأسماء الروائية قد تتطابق مع الشخصيات بظروفها وبحياتها، بشكل رئيسي وكبير، ومع ذلك يفصل ما بين الأمرين بشكل كبير، روائيونا الكبار في القطر المصري، كل يوم لهم شخصيات كثيرة، أو شخصيات داخل الرواية، وتتطابق مع أسماء أخرى، مع ذلك لم يثر ما أثاره الأستاذ الموسيقار محمد عبد الرحيم، رغم أنني لأول مرة أسمع عنه، ولم أسمع به إلا بعد أن رُفعت القضية، وأعتذر من أي صديق أو من أي حاضر أنني لن أجيب عن هذه المسألة، إيجاباً أو سلباً. |
معالي الدكتور مدني عبد القادر علاقي، عضو مجلس الوزراء سابقاً: |
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أخي الأستاذ عبده خال، مرحباً بك في هذه الاثنينية، منتدى الأدباء والمثقفين والعلماء، وكما قال وذكر صديقنا وزميلنا وأستاذنا الكبير معالي الأخ محمد عبده يماني، أنك قد أهديت جازان للوطن، فأقول أنك قد أهديت أيضاً الوطن للعالم العربي، ونأمل إن شاء الله أن تهدي الوطن للعالم الخارجي، وقد كسرت قاعدة تقول: إن الأدب والثقافة هما حكر على شعوب ودول معينة في العالم العربي، وكسرت قاعدة تقول: إن أرضنا بلا رموز، وشعبنا بلا ثقافة، فالحمد لله والشكر لله، والشكر لك أيضاً موصول بعد الله سبحانه وتعالى، ونرجو أن يحقق الله آمالنا وتطلعاتنا في هذا الوطن، بنيلك جائزة أكبر أنت أو آخرين من هذا الوطن، أخي عبده، أود أن أسألك سؤال عن كيفية ترشيحكم لجائزة البوكر، هل أنت الذي رشحت نفسك؟ أو كان ترشيحك من خلال مؤسسات؟، ثم ما هي الآليات التي تمت من خلال عملية التحكيم، لاختيار الرواية الفائزة؟ ثم هل تستطيع أن تحدثنا عن مناورات حدثت في عملية التحكيم والتفسير؟ وشكراً.
|
الأستاذ عبده خال: أولاً أنا سعيد بوجودك بجواري معالي الدكتور مدني، فضلاً منك أن تحضر وأن تتجشم بالمجيء، حملت ملاحظتك الأشياء الكثيرة، عبده خال شخصية أقل بكثير من الرموز العظيمة التي تعيش في هذا البلد، مشكلتنا يا سيدي، أننا لا نعترف برموزنا، لا نريد أن نصنع رموزنا في هذا البلد، بلد تبتر رموزها عنوة، هي تختار قتلهم، ولو قامت هذه البلد بتصدير رموزها فسترى المئات من هذه القامات العظيمة التي زرعت في كل جنبات حقول المعرفة، نحن ليست لدينا ثقافة تصدير الرموز، لدينا ثقافة قتل الرموز أو دفنها، البلد هذه تنتج عشرات العظماء، ولكنهم للأسف أشبه بالنباتات التي يهال عليها تراب الصحراء مجتمعة، أيضاً تعريف بالأدب، ربما البوكر، أعمال عبده سوف تترجم إلى سبع لغات وبها يمكن الالتفات إلى أدب الرواية أو الشعر، وبلد زاخرة بأسماء كثيرة، وعبده هو المحبوب الذي قفز في سماء البوكر، لكن لدينا كتاب عظماء ورائعون، فقط يمكن أن تتصدر هذه القامات العظيمة إلى بقية العالم مجتمعاً، آليات ترشيح جائزة البوكر، وأصدقك القول، ولو كان هنا صديقنا وحبيبنا، حمود أبو طالب، لأخبرك بما حدث، كنت في الرياض في مناسبة ثقافية، وصدر اسمي في قائمة 16 أو الستة، واتصلوا لإيقاظي مباركين، فإذا بي أصرخ بهم: بوكر إيه، خلوني أنام، ليس للكاتب دور في الترشيح للبوكر، الدار التي تقوم بالطبع هي التي تقوم بترشيح الرواية، وعادة كل سنة هي لها ثلاث دورات، الدورة الأولى فاز بها الأستاذ بهاء طاهر، والدورة الثانية فاز بها الدكتور يوسف زيدان، والدورة الثالثة فاز بها عبده خال، آلياتها أن تقوم الدار بترشيح الرواية التي تصدر في نفس السنة، يعني عام 2011م الروايات كلها التي تصدر في 2010م يتم تقديمها من قبل دور إلى لجنة الترشيح، بقية التفاصيل، لوبي وحركة ناس، والبحث عن ترشيح فلان من فلان، طبعاً تحدث معارك من تحت السطح وفوق السطح، لكن أكون صادقاً لم أكن ضمن المحاربين أو المحتربين على الجائزة، وذهبت إلى هناك ضمن قائمة الستة، وأنا خالي الوفاض أن أفوز بهذه الجائزة. |
الشاعرة والدكتورة بديعة قشقري: |
مساء الخير، سؤالي له علاقة ربما بالرقابة الإعلامية والنشر، وطباعة الكتب في دور النشر محلياً أو دور النشر خارج المملكة، لاحظت أن روايتك الفائزة لم تكن متوفرة في معرض الكتاب في الرياض، في العام الماضي، وقد توفرت هذا العام بعد فوزك، فهل تعتقد أن فوز رواية سعودية بجائزة البوكر العالمية سيشكل نقطة تحول، أو منعطف في معايير الرقابة الإعلامية؟، وحيث تتبنى وزارة الثقافة والإعلام، معايير أوسع سقفاً وتتبنى طباعة بعض الأعمال المحلية؟.
|
الأستاذ عبده خال: نستطيع أن نقول معرض الكتاب قبل البوكر ومعرض الكتاب بعد البوكر، حقيقة من يرتاد معرض الكتب، يعرف أنه خلال فترة المعرض تجاز جميع الكتب، وبعد نهاية المعرض تسحب جميع الكتب، وحتى "ترمي بشرر" نفس الشيء، لم يضف شيء جديد، سمحت في المعرض ثم سحبت بعد المعرض، إذا وجدت في أي مكان في المملكة العربية السعودية نسخة من "ترمي بشرر"، أنا أريد ثلاث مائة نسخة، شكراً. |
الأستاذ جميل الفهمي، من إذاعة جدة، الأستاذ عبده ألف مبروك، السؤال هو: |
كيف توائم بين الإبداع الصحفي من خلال مقال صحفي متوهج، ما شاء الله، وإبداع روائي متألق، إذ المعروف أن الصحافة محرقة الأديب؟.
|
الشيخ عبد المقصود خوجه: قبل الإجابة، أحب أن أضع النقاط على الحروف، أحب أن أوضح أن معالي وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز محي الدين خوجه، كان رجلاً واضحاً كعادته، وقال في بيتي هنا، وبوجود بعض الزملاء على طاولة صغيرة، في عشاء بسيط: أنه ليس هناك ما يمنع من كتاب، هناك ثوابت، دينية سياسية، أسرية ملكية، ومبادئ مجتمع، لا يمكن ملامسة الخطوط الحمراء بها، ولكن أي كتاب آخر فنتكفل بأنه غير ممنوع، فبعد أن تكلمت معه جزاه الله خيراً، في الأسبوع الفائت حين شرفني هنا، فقال لي: من قال لك إنه ممنوع؟، تفضل أحضر النسخ التي تريد، وأشكر هنا بكثير من الفضل، الأستاذ سعود الشيخي، المشرف على الإعلام في منطقة جدة، هو الذي تولى أخذ البوليصة، وإحضار الكتب إلى هذه الدار، فشكراً لكم جميعاً، وشكري له، ولمعالي وزير الثقافة والإعلام، ليست هناك كتب ممنوعة، ولكن هناك جهات تمنع. |
الأستاذ عبده خال: وتكميلاً لأسفك، أقول لكم أن الدكتور عبد العزيز خوجه، كتبه ممنوعة، وليس فقط عبده خال، وزير الثقافة كتبه ممنوعة، وصرح بذلك في LBC، في لقاء، وأنه لا يستطيع وهو وزير أن يجيز كتبه، وأزيدكم ثالثاً، أن وزيراً عظيماً كغازي القصيبي كتبه ممنوعة، فعندما تقول كتبي ممنوعة، ليست بطولة، إنما هي مسألة في بحث هذه الازدواجية العجيبة في منع بعض الكتب أو عدم تواجدها، عودة إلى سؤال الأستاذ جميل، عن الاحتراق الصحفي، صديقي أو أستاذنا محمد تونسي موجود، إذن يكون شاهدنا سعيد السريحي، عملت بالصحافة فترة طويلة، والله يذكره بخير أستاذنا الدكتور هاشم عبده هاشم، حاول بشتى الوسائل أن يدخلني إلى المحليات، أقف أحضر أخبار، أجلس مع مسئولين، أسوي تحقيقات، عجز تماماً، لم يستطع أن يدفع بي إلى هذا المجال، كنت أعمل دائماً في الثقافة، أتصل بأناس لهم علاقة بالثقافة، لكن أن أتصل بمسئول، أو أن أبحث عن مسئول، لم أقم بها بتاتاً، وبالتالي عدم احتراقك مع المسئول هو حماية لك من الاحتراق، هذا على الجانب التسليم بما تؤمن، في بعض الأوقات أنت تستحي عندما تلتقي بشخصية بشكل مستمر، وبالتالي لا تلومها، هذا الأمر يجعلك أيضاً قريب من الثقافة، وليس من الدهك اليومي، من يعرف الصحافة، الحريق الحقيقي للصحفي الكاتب، هو أن يتحول إلى صحفي محليات، هناك الموت، هناك رحم الله من دخل ذلك المطبخ، أنا لم أدخل المطبخ، وإنما بقيت مدللاً بحفاوة سعيد السريحي، وبالتالي كان شغلي كله منصب في الجانب الثقافي والأدبي، عندما أصبحت أكتب الزاوية اليومية، لو تلاحظ لا أحاول أن أتصدر للجوانب الثقافية، أو أستنزف لغتي، إنما أكتب كما أتكلم، وربما السر في أنني لم أحترق، وإن كنت أقول شيئاً لبعض الأصدقاء، وليس عيباً أو أن أقول لكم، ربنا يكثر المشاكل، ولا تنتهي، عشان نقدر نكتبها كما هي، ويبدو أن استجابتنا باقية، لأن تحديداً جدة، ليس بها شيء صالح، فسوف تمكننا من الكتابة خمس سنوات قادمة. |
الأستاذة سامية العيسى، محررة في جريدة الوطن: |
السلام عليكم، بداية نهنئ الكاتب الكبير على الفوز العظيم، وفي رأيي كان يستحقه منذ زمن طويل، سؤالي: |
هل كان وقع عبده خال حين استعان بصور نساء منقبات، آخر رواياته، في خطأ حيث أن استخدام صور نساء من مواقع الإنترنت، يعد خطأً صحافياً، حيث استعان الكاتب بصور نساء يرتدين نقاباً إشارة على أنهن نساء لشخصيات حقيقية، عبده خال في تعريفك ينتمي لمنتدى الليبراليين، ماذا تعني هذه العبارة لك؟، وشكراً.
|
الأستاذ عبده خال: من قال لك إنها من النت، وسأقول لك إنها من النت، إذا ليس هناك إثبات بأنها من النت أو خارج النت، ولذلك دعيها ولن نجيب عن هذه المسألة، ماذا لي من علاقة بموقع الليبراليين، فقط اسمي مسجل فيها، ولا أكثر. |
سعادة الأستاذ علي مدهش: مساكم الله بكل خير، أنا أعرف عبده خال البوكري، من بداية عمله في "عكاظ" حتى الآن، المهم أنني أعرفه لأنه شجاع في أعماله وأقواله، شجاع في تناوله لشخوصه الروائية في جرأة أكثر من كافية، وشجاع في أفعاله من خلال تواجده في عكاظ، دائماً كان هو لاعب في الأطراف، لا يشتغل في المحور، وأنا لي موقف معه، خلال تواجدي في "عكاظ"، كان يفكر في يوم من الأيام من خلال إحساسه بالظلم في الجانب المادي، فحاول أن يحسن وضعه المادي بطموح آخر، أنه يشتغل داخل الصحيفة، ولا أعرف من أين أتته هذه الفكرة، بأن يمسك بإدارة مكتب "عكاظ" في الطائف، وأقولها وبصدق، أنني كنت معارضاً وبشدة للفكرة، لأنه هناك تيار آخر كان يدعمه، يبدو أن رئيس التحرير الدكتور هاشم عبده هاشم، الذي كان يقف مع عبده حتى من خلال طلابته، ومن خلال أيضاً أنه كان نظامي أكثر من النظام نفسه، حتى عبده خال تضرر كثير من خلال الحسومات، ولكن خال هو المنتصر دائماً، المهم أنه فكر أخيراً أنه لا يذهب إلى مكتب القاهرة، السؤال هو: |
ما الذي دفع عبده خال عن صرف النظر عن الاشتغال من داخل "عكاظ"، وليس من خارجاً؟، شكراً.
|
الأستاذ عبده خال: أستاذنا أبو فيصل علي مدهش، مدير التحرير، ثم نائب رئيس التحرير، ومن يعمل في الصحافة يعلم تماماً أنه يعيش في أزمات نفسية بشكل يومي، أحمل لأبي فيصل كل حب وتقدير، ولكنه ما دام أنه ذكر، سأذكر، كرهت علي مدهش، في فترة كان مشرفاً على ملحق الاثنين، ثم كان هناك زاوية أخيرة بعنوان "استجواب"، كنت صغيراً، "دوبي" بدأت، كتبت قصة أو قصتين، وكان ذكره الله بخير مصطفى إدريس يريد أن يقفل الصفحة، ويذهب، لأنه كان نائباً للأستاذ علي مدهش، فقال عندك مادة يا عبده، قلت له عندي، وأنا مستعد لأكتب أي شيء، في الصفحة الأخيرة، أن تكتب في الصفحة الأخيرة، في ذلك الزمان، وفي تلك السن، فكتبت، الحرمة الخامس، ذاكر الموضوع، ثم ظللت أنتظر الصباح بفارغ الصبر، كي أرى مقالتي تنشر في الصفحة الأخيرة أو الملحق الأسبوعي في "عكاظ"، يعني فتح كبير، جاء الصبح ولا توجد مقالاتي، ذلك اليوم كرهت علي مدهش بشكل لا يطاق، كنت صغيراً، لا أعرف هدف الأستاذ، والآن أدين له بالفضل، لأنه حرمني أن أكتب في الصفحة الأخيرة، عرفت أن حالة شاب أن يبحث باستمرار وبشكل متواصل، لكي يحظى بالمكان الذي يصل إليه، وكانت هذه الرسالة المبطنة التي وصلتني منه، لكن وصلتني بعد ثلاث أو أربع أو خمس أو ست سنوات، لأقول له شكراً، لأنه لم يتركني أن أكتب في الصفحة الأخيرة. |
نعود للقاهرة، كان العرض أن تذهب إلى القاهرة، وتصبح مدير تحرير، ويرتفع راتبك، مقابل أن تدير مكتب القاهرة، مكتب إقليمي كبير، كانت حجة الأستاذ علي، وهو الذي وقف، وأعتقد معه الدكتور عبد الرشيد حافظ، طبعاً قعدت، أشتم وألعن وأدعو عليهما ليل ونهار، لأنهما ببساطة كان ترك مدرستي، وقدمت تفرغاً، وأخذت أغراضي إلى بيت عمي، وأصبحت أعيش في غرفة واحدة لمدة ستة أشهر، منتظراً قرار علي مدهش، والدكتور عبد الرشيد حافظ، فكلاهما أصرّا على عدم ذهابي، ما ينفع، في الجانب المادي، لكن تعرف أنني غاضب حتى الآن، الأستاذ علي في هذه النقطة، منها الحلو، ومنها المر، لكن يظل الأستاذ علي مدهش اسم نتعلم منه، قلبه أبيض، يغضب كثيراً، ولكنه يسامح سريعاً أيضاً، أنا مدين لك، أنت من الناس الذين أضافوا لي الشيء الكثير، شكراً أبو فيصل. |
الأستاذة الكاتبة فريدة الفارسي: |
طالب الكثير بتفرغ الأستاذ عبده خال، هل تعتقد أن تفرغ الكاتب يضيف له أم يأخذ منه؟، أنا أطالب بأن يفرغ الأستاذ عبده خال من التدريس لكي يقوم بإنشاء ورش للكتابة لجميع الأجيال الجديدة، لم يعد الإبداع مجرد موهبة، ولكنه بحاجة إلى صقل، وهذا هو المتعارف عليه في كل البلاد التي تنظر إلى كل ابن من أبنائها أنه إنسان تستطيع أن تستخرج منه مبدع في مجال ما، نحن بحاجة إلى الأستاذ عبده خال، لكي يعلِّم جميع أبنائنا الموهوبين كيف يكتبون، وشكراً للأستاذ عبده.
|
الأستاذ عبده خال: شكراً سيدتي على هذا السؤال الحراق، البارز في نفس الوقت، الشيخ بدأ حديثه، وكنت أود أن أثني على أن هناك أناس في حاجة لأن يتفرغوا، يكفي مثلاً عبده خال اثنين وعشرين عاماً بين استيقاظ مبكراً الساعة السابعة، ويكون قبلها يكتب أو يقرأ إلى الساعة الخامسة صباحاً، لينام ساعتين، ثم ينهض ليحضر الطابور الصباحي، أتصور أن من له مشروع ثقافي هو بحاجة حقيقية لأن يفرغ، أنت لا تستطيع أن تقسم نفسك، وخاصة الكتاب، في بلدنا، يذهبون صباحاً لأعمالهم، وفي الليل سائقاً لزوجته وأولاده، يعني حياته مقسمة بشكل مزعج جداً، تصور لو أن وزارة الثقافة أخذت ألف كاتب ووظفتهم في وظائف، ولكن في نفس المجال، أو أن اثنين أو ثلاثة، لديهم مشاريع ثقافية، كما يحدث في كل العالم، يتم تفريغهم سنة أو سنتين لينجزوا فيها مشروعهم الثقافي، فأنا من هنا أسلم القلادة للشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، لكي أقول له أنا في ذمتك، انطلاقاً من هذا التكريم، أن أكرم أيضاً، بأن يكون لي إتمام لمشروع الرواية الكبير، شكراً. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا أستاذ عبده خال، لست في ذمتي، أنت في ذمة الوطن، وأنا قلت في كلمتي، فليوفروا لك زجاجة الدواء، ويوفروا لك ما يكفيك، وأنا أعرف ما يكفيك قليل، ككافة المبدعين، أنت في ذمة هذا الوطن وفي ذمة كل مخلص لهذا الوطن، وعندما يعطى لك ما يكفيك، فأنت لا تحتاج أن تقف لا في الطابور، ولا في أول الصف، فتقف في مكانك الذي تحدده بنفسك، هذه كلمتي وشكراً. |
الأستاذ سمير خوجه بكه: |
يا عبده في هذا المساء الجميل، نحن نحتفي بمبدع، نحن نحتفي بصاحب عطاء، صاحب هذه الجائزة، وهذه الحفاوة، رغم كل ذلك أشعر من خلال نبرات صوتك، بحزن كبير، كأنما تريد أن تقول أنك لم تكرم التكريم الحقيقي لك، أنت تشكو الآن، وتقول للشيخ عبد المقصود أنك في ذمته، تأتي في الصباح الباكر، تعلم الصبيان كما كان يقول أستاذنا محمد حسين زيدان، أما تريد أن تقول أنك بحاجة إلى تكريم أكبر؟، هل بعد كل هذه الحفاوة، هل عبده بعد كل هذه الحفاوة، يريد حفاوة أخرى في مساء كهذا المساء؟.
|
الأستاذ عبده خال: يبدو أنك من الناس الذين يأخذون (الكبة من فم القدر)، هذا ماذا تسميه، هذا الحضور، هذا الذي تعنى كل أحد وجاء، هذا هو تكريم، أنا كتبت لهؤلاء الناس، للوطن، ولا أريد من أحد أن يكرمني إلا أبناء الوطن، والشيخ ابن من أبناء الوطن، هل رأيتني أحمل معروضاً، وأرفد بالقصور، وأبحث عن تكريم ما، الذي كرمني هم أبناء الوطن، وأنا بهم، وقلت كثيراً، أنّ مَنْ وُلد عارياً فليستتر بالناس، أنتم غطائي ودثاري، ولا أريد أحداً غيركم، أنا ممتن لكم كثيراً لأنكم تكرموني بحضوركم، وعلى رأسكم صاحب الاثنينية طبعاً، أحد أبنائي الصغار حضوره تكريم لي، هذا أدرسه، وأسعد به، هذا أحد طلابي يدرس عندي بالصف الرابع، هذا تكريم، (يقف الطالب بين الحضور محيياً أستاذه) أهناك أجمل من هذا التكريم يا سيدي، شكراً لكم. |
|