شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي))
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، وأزواجه، ومن والاه، أبدأ من حيث ما بدأ الله عز وجل من مكة المكرمة، حيث انبجس ينبوع الشعر، حينما قال مضاض بن عمرو الجرهمي:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا
صروف الليالي والجدود العواثر
مناهضاً ما يزعمه الجاحظ بأن عمر الشعر مائة وخمسين إلى مائتين سنة، واخترت مكة المكرمة، لأنها حضنتني منذ أن توسدت باب الكعبة، ولذا غادرتها بالماجستير، متجهاً إلى بريطانيا، ولسبب آخر أنني رافقت في رحلة الماجستير، رجلاً حبيباً إلى نفس الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وهو يكن حباً واحتراماً وتقديراً للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وأعني به، أستاذ النقد الأدبي الكبير، الأستاذ لطفي عبد البديع رحمه الله، لقد أشرف على رسالتي، وتعلمت منه الكثير، وأعود لأقول إن الشعر لا ينطلق إلا من خلال ظاهرة، عثرت في المظان على نموذج شعري في العصر القديم، هو لعجيلة السلولي حينما كان يقول:
خليلي عوجا واتركا الرحل
إننا بمعزلة والنائبات تدور
فبينما يسري رحله قال قائل لمن الجمل الرخو الملا فيجيب الشاعر هاهنا نطق شعراً مرسلاً، وخالف بين قوافيه، وأثار قضية نقدية، لكن لم يتأتى لهذا الشعر ولم يتأتى حتى لكل المحاولات الفردية أن تنجح في الشعر، ولذلك كان أهم تحول في موسيقاه بالشعر، نعرفه جميعا، هو شعر الموشحات، حينما تغاير المصطلح، بدلاً من أن يصبح قصيدة، أصبح موشحاً، والبيت لم يعد هو البيت الذي يمثله صدر وعجز، إنما أصبح يمثله مطلع ودور، أو دور وخارجه، أو جملة من الأبيات، ولذلك كان الموشح أهم تحول شعري، لأنه كان ظاهرة شعرية أو phenomena كما نقول بالإنجليزية، حينما ظهر الشعر الحديث الحقيقة، ظهر في شكل ظاهرة، حينما شاهدنا بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، عبد الوهاب البياتي، وغيرهم، هذه الموجة أردفتها موجة تسونامي شعري آخر من مصر، يمثلها شاعرنا الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، صلاح عبد الصبور، محمد إبراهيم أبو سنة، فاروق شوشة فيما بعد، وهكذا دواليك، هذه ظاهرة شعرية، حقيقة هذه الظاهرة الشعرية تبلورت حول مفهوم آخر، إذا كان شيخنا عبد المقصود ذكر أن أحمد عبد المعطي حجازي يحن أو يحب القرية، فأنا أقول أن من شعره حب للمدينة أيضاً، استهل شعره "بمدينة بلا قلب"، وهو انعكاس لمفهوم ونظرية s.t.eliote حينما قال: جعل لغة الشعر هي لغة الكلام العادي للناس، فلذلك تحسس هؤلاء النبض، نبض الشارع، أحاسيس الملايين، المشاعر، فنجد قصائد "مدينة بلا قلب"، "الناس في بلادهم" صلاح عبد الصبور، "أباريق مهشمة"، هذه عناوين وهذه معان، لا أود أن أطيل لكن أود أن أقول أن هذه الظاهرة مضت في إصرار كبير، وتحدث عنها الكثيرون، ولا بد أن أذكر أيضاً بالمستشرق أو المستعرب سيموريه، الذي تحول للسياسة حينما قدم رسالته في معرض الدراسات الشرقية في لندن، حول موسيقى الشعر الحديث، والتي ترجمها وقدمها، زميلنا الدكتور سعد مسروح، بعنوان "حركات التجديد في موسيقى الشعر"، هذا وددت أن أحصر فيه هذا الشعر الذي ينطلق بتوظيف الرجز، والرجز كما تعلمون هو من الأنماط الشعرية التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا أود أن تنظر إلي العيون هكذا، وأنا أود أن أسترسل، لكن أختصر وأكرر ترحيبي باسمي وباسم من أحب عبد المعطي حجازي، والدكتور لطفي عبد البديع، رحمه الله وغفر له، وأشكر لكم الإصغاء، وأعتذر عن الإطالة، والسلام عليكم.
عريف الحفل: إذا أيها السيدات والسادة نحن الآن بشوق إلى سماع ضيفنا المحتفى به هذه الليلة، الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي، فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :579  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 155 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج