شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة البروفيسور إيكهارد شولتز))
العفو أنا متعود على الوقوف عند إلقاء المحاضرات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً اسمحوا لي أن أشكر مضيفنا في هذه الأمسية شكراً جزيلاً، ولست أعرف بالضبط ماهية المناصب الخاصة بهذه الأمسية، وبالتأكيد صاحب السمو يعذرني، فهناك ارتباك في هذا المجال، إذ لست متعوداً على إلقاء محاضرة في هذا المستوى الرفيع وفي هذه الظروف الخاصة الليلة، أنا معتاد على إلقاء محاضرات داخل الجامعات، فيما يخص موضوع أو عنوان المحاضرة الليلة العنوان هو "الإستشراق الألماني بين الواقع والتحديات" أنتم بالتأكيد تعرفون أشياء كثيرة عن الإستشراق الألماني، وعادة الانطباع الموجود هو أن الإستشراق الألماني عبارة عن جيش كامل من المستشرقين يعرفون ويصادرون كل شيء، لكن العكس صحيح وسأتطرق فيما بعد إلى هذه النقطة.
أولاً: أحب أن أتحدث قليلاً عن جامعة "لايبزغ" ومعهد الدراسات الإستشراقية فيها، وثانياً: أرغب أن أتكلم عن أسطورة تأثير المستشرقين، والنقطة الثالثة في محاضرتي الليلة: ستكون التحديات الجديدة التي يجب علينا أن نواجهها كمستشرقين في ألمانيا، أو كأصحاب رسائل عربية بشكل خاص.. بشكل أدق فيما يخص معهد الدراسات الشرقية والعربية في جامعة "لايبزغ" أنا من هذه المدينة وهي ثاني أكبر مدينة في الجزء الشرقي من ألمانيا، وتقع في جنوب برلين، على بعد مائة وخمسين كيلو متراً، تم تأسيس جامعة لايبزغ في عام 1409 قبل ستمائة سنة، وهي ثاني أقدم جامعة في ألمانيا كلها.
وتم تأسيس المعهد نفسه، أي معهد الدراسات الشرقية في لايبزغ قبل أكثر من مائتي سنة، ويتم تدريس اللغات العربية واللغات الشرقية بشكل أدق، تدريس هذه اللغات يتم منذ أكثر من مائتين وخمسين سنة في جامعة لايبزغ، ولنا تاريخ طويل في تدريس هذه اللغات الشرقية بما في ذلك اللغة العربية، وهناك شيء خاص يتعلق بهذه الجامعة وهو انفصالها عن كلية "اللاهوت" في وقت مبكر في التاريخ الأكاديمي الألماني، أي الكرسي في لايبزغ انفصل عن كرسي علم اللاهوت في عام 1840 تقريباً تم الانفصال بين اللغات الشرقية وكلية "اللاهوت" الموجودة في جامعة "لايبزغ". عدد الطلاب عندنا في المعهد يتجاوز الـ 500 طالب حالياً، هذا العدد هو أكثر من عدد الطلاب في كلية الرياضيات والفيزياء والكيمياء مجتمعة، وهذا يعني أن الإقبال إلى الآن شديد على الدراسات العربية والشرقية، ونحن نقدم الشهادة في المجالات التالية: الشهادة في درجة البكالوريوس والماجستير، حالياً جديد الماجستير انتهى في ألمانيا هذه المقررات الدراسية منتهية في ألمانيا تماماً، والطالب عندنا يتخصص في الدراسات العربية تخصص تاريخ وأدب، تخصص في القانون، تخصص في الاقتصاد، وتخصص في اللغويات.. وعلم اللغة.. تاريخ اللغة.. والآداب بشكل عام.
عندنا في المعهد أربعة كراسٍ، وأربعة تخصصات أساسية لتدريس كل هذه المواد، تقريباً 90٪ من الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية في ألمانيا يدرسون هذه اللغة على أساس، على ضوء كتابنا نحن الذي تم تأليفه في جامعة "لايبزغ"، هذا الكتاب أيضاً يستخدم في بلدان أخرى في سويسرا.. النمسا.. تشيكوسلوفاكيا.. حتى في روسيا. وفي أمريكا وبريطانيا أيضاً تتم الاستفادة من هذا الكتاب الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية.
فيما يخص الشق الثاني من التدريس في المعهد وهو تدريس الترجمة الفورية، فما زلنا إلى الآن المعهد الوحيد في أوروبا كلها ربما الذي يقوم بتخريج مترجمين في الترجمة الفورية من العربية إلى الألمانية، ومن الألمانية إلى العربية، وهذا المجال هو مجال خاص، يعني ميزة من ميزات تدريس اللغة العربية والدراسات الشرقية في جامعة "لايبزغ" وفي معهد الدراسات الشرقية، نحن نتعاون كمعهد مع أكثر من جهة داخلية وخارجية ونعاني من كل المشاكل التي تعاني منها كل المعاهد والكليات الأخرى في ألمانيا، مثل التنسيق بين الجانب الأكاديمي والجانب التمويلي، ونحن كمؤسسات تعليمية تدريسية تابعة للولايات، ولسنا تابعين للمستوى الفيدرالي أو الاتحادي، هذا فيما يخص المعلومات عن جامعة "لايبزغ"، وإذا كانت عندكم أسئلة أخرى في هذا المجال أنا مستعد أن أتكلم فيها فيما بعد وأرد على الأسئلة والاستفسارات في هذا المجال.
الآن أنتقل إلى نقطة ثانية، والأهم هو فيما يخص عدد المستشرقين في ألمانيا، وتأثير المستشرقين في ألمانيا وإمكانياته، وكما قلت في البداية فإن عدد المستشرقين محدود جداً والتحديات كثيرة، أمامنا فيما يخص العالم الحالي والتطورات الجارية، وكما قلنا: نحن لسنا جيشاً من مئات، بل أقل من مائة من المؤثرين من أصحاب الكراسي في الدراسات العربية والشرقية والمرتبطة بالدول الإسلامية، والعدد يتناقض من سنة إلى أخرى، لأن الاهتمامات في العلوم الاجتماعية تنتقل من هذه الدراسات التقليدية الأثرية والعربية الإستشراقية التعقيدية إلى الاهتمامات الحديثة، ونحن كعلماء وكباحثين في هذا المجال يجب علينا أن نراعي هذه التطورات الجديدة، في المجال العلمي والأكاديمي، التي تؤدي إلى إغلاق معاهد من نوع الدراسات الإستشراقية، ومعاهد أخرى تقليدية التي يقل فيها عدد الطلاب سنة بعد أخرى، وهذا يؤدي في الأخير بعد إحالة صاحب الكرسي إلى المعاش التقاعدي إلى إغلاق المعهد، وعلى هذا الأساس فقدنا في السنوات الأخيرة خمسة أو ستة من المعاهد التي كانت مشهورة ومعروفة في ألمانيا، كلها أغلقت بسبب الموارد المالية والمشاكل الموجودة، ونحن كباحثين في هذا المجال يجب علينا أن نراعي مهمتنا فيما يخص الجانبين الجانب الطلابي والأكاديمي في البحث العلمي والتدريس وليس فقط في مجال التدريس.
وفيما يخص التحديات التي يجب علينا أن نواجهها هي التالية: وأنا أحاول أن أشرحها بشيء من التفصيل، أولاً: نحن أمام خيارين، مواصلة البحث العلمي التقليدي الذي له شهرة والذي هو معروف في كل العالم، ولكن هذا يؤدي في الأخير إلى إغلاق المعاهد لسبب عدم وجود الطلبة في هذه المعاهد، أو يقل عدد الطلبة في هذه المعاهد عن ثلاثة.. خمسة.. أربعة في أي صف في الصفوف المختلفة، وهذا يشكل خطورة كبيرة فيما يخص مستقبل المعاهد.
والسؤال الثاني كيفية ربط هذا الجانب من البحث العلمي بالمتطلبات الحديثة، مثلاً اتخاذ موقف مما يسمى بالحرب ضد الإرهاب، المستشرق قبل خمسين سنة لم يُسأل عن هذه المسائل، الآن يجب علينا تقريباً يومياً، أن نقف مواقف، ونتخذ موقفاً مما يقال في (الميديا) في الإعلام في الوسائل المختلفة في هذا المجال، وأصبحنا في موقف الدفاع عن بعض التيارات الإسلامية وغير الإسلامية في هذا المجال، أو مثلاً يجب علينا أن نقف موقفاً حيال ما يسمى بـ "الحركات التحررية" ونفرق بين التحرر الوطني والإرهاب، ونحن ما زلنا نناقش هذه المسائل داخل صفوف المستشرقين ويجب علينا أن نقف مواقف من هذه الثورات أو من التحديات الأخرى، يجب علينا أن نقوم بشرح ما يدور في العالم العربي والإسلامي، وليس عن طريق الكتب التي لا يقرأها إلا الزملاء، من الممكن أنكم لا تعرفون مثلاً أن عدد الكتب التي تطبع من المنشورات العربية، أي الكتب العلمية، لا يتجاوز الألف أو حتى أقل، وتأثيرنا الآن حالياً يمكن أن يكون أقوى في الإعلام من الكتب التقليدية أحياناً، أو في هذا المجال.
المشكلة في الإعلام، وأنتم تعرفون هذه المشاكل بدقة وربما على نحو أفضل مني، أن قناة التلفزيون الألمانية الأولى تعطي ثلاثين ثانية أو أقل لشرح أكثر المشاكل تعقيداً في العالم مثلاً بين الديانات المختلفة إلى آخره، وهم بحاجة إلى إيجاد عبارات سياسية معينة لشرح ما يدور حالياً، ويجب على المستشرق الحديث أن تكون لديه إمكانية أن يرد على هذه الأسئلة ويتخذ مواقف مما يقال في الإعلام، ما يناقش عندنا حالياً في ألمانيا، وفي صفوف المستشرقين ومن يتخصص في الدراسات العربية، هو تحديد الموقف من تصدير أو من فرض ما يسمى بالقيم الشمولية على الآخرين، وحقوق الإنسان الشمولية والقانون ونشر الديمقراطية، ونحن على ضوء معرفتنا للظروف الواقعية في معظم البلدان الإسلامية والبلدان التي لها تطور معين في هذا المجال، أصبحنا في موقف الاتهام الآن، إذ بات المستشرق يُتهم من الجانبين، الجانب الحكومي يشتمه ويتهمه أنه متعاطف مع الإرهابيين، والإرهابي أو الإسلاموي أو المتطرف يشتمه ويهاجمه ويتهمه بالتعاطف مع الحكومة، ونحن نقول إننا جالسين بين كرسيين، بين كرسي الموضوعية والواقعية العلمية، وكرسي الموقف السياسي الصحيح، وهذا يتطلب منا مرونة معينة، يجب علي أن أشير إلى شيء واحد، نحن كمعاهد علمية ليست لدينا ميزانية خاصة في البحث العلمي في الجامعات، والموارد المالية التي نحتاج إليها للبحث العلمي يجب أن تكون من مصادر من خارج الجامعة.. من المؤسسات الألمانية الممولة للبحث العلمي على المستوى الفيدرالي أو على مستوى الولاية، وإذا اقترحنا في التقارير أو في مشاريع البحث العلمي أسئلة لا تنسجم مع الأسئلة التي تطرح في المؤسسة المعينة لا نحصل على التمويل المناسب للمشروع، وعلى هذا الأساس يجب أن تكون هناك مرونة معينة فيما يخص الحصول على موارد علمية، وهذا شيء طبيعي في كل العالم وليس فقط في ألمانيا.
فيما يخص موقف المستشرقين بتصدير القيم الشمولية يمكننا القول إن هناك اتفاق، أو شبه اتفاق، بين الجميع في أوروبا، نحن في أوروبا أقلية، لا نستطيع أن نفرض على الآخرين ما لا يحبونه، ونفس الشيء فيما يخص مجال نشر الديموقراطية، نحن نقول إن نشر الديموقراطية في العالم بالطريقة الأوروبية وبالطريقة التي نشأت وبدأت في أوروبا وأمريكا هي طريقة لا يمكن نقلها نقلاً أوتوماتيكياً آلياً ميكانيكياً إلى كل العالم، النتائج ستكون وخيمة وعكسية وليست النتائج المرغوب فيها.
نقطة جديدة فيما يخص التطور داخل ألمانيا، هي نقطة تدريس مادة الإسلام كمقرر في جميع المدارس الابتدائية والثانوية في ألمانيا، وتدريب المعلمات والمعلمين في هذا المجال، الآن يطلب منا نحن أن نقوم بمساهمة معينة في هذه المهمة، وأنتم تعرفون بالتأكيد أن عدد المسلمين في ألمانيا يتجاوز حالياً الثلاثة ملايين، وربما أصبح أربعة ملايين في المستقبل أو في المستقبل القريب، وهنا يجب حل مشكلة من يدرس مادة الإسلام كمقرر دراسي في المدارس في ألمانيا، وأنتم تعرفون أن أغلبية المسلمين في ألمانيا من أصل تركي، والمشكلة ليست في تعامل الدولة معهم ولكن في تعاملهم مع الدولة، وعدم وجود مؤسسة إسلامية أو رابطة أو منظمة إسلامية شاملة لكل التيارات الإسلامية المختلفة في ألمانيا التي يمكنها أن تمثل المسلمين أمام الدولة الألمانية، وهذه من المسائل التي يجب أن تحل في المستقبل، ونحن نحاول أن نساهم.. في بلورة المواقف والتطورات المستقبلية، مع هذا يجب أيضاً أن نقوم -نحن كمستشرقين- بالحوار مع من يختلف معنا في الرأي، كما نقوم به الآن معكم هنا، نحن نرى أن هذا غير ممكن، فقد نلتقي مع من يقف نفس المواقف وينسجم مع رأينا في كل شيء، فالحوار يتحول إلى حوار أحادي الجانب ولا يؤدي إلى أية نتيجة، وعلى هذا الأساس نحن نؤيد أن نلتقي مع كل التيارات الإسلامية، ليس فقط مع من يمثل الحكومة ومن يمثل المصالح الغربية في الحكومات الإسلامية، ولكننا نؤكد دائماً ونصر على أننا نلتقي مع كل التيارات الإسلامية، مثلاً كان عندنا قبل شهر أو شهرين، الآن في شهر ديسمبر، كان عندنا وفد من الكويت حلّوا ضيوفاً عندي في المعهد: طارق السويدان ومحمد العوضي زارونا في لايبزغ وجلسوا معنا أسبوعاً كاملاً في زيارة رسمية أو غير رسمية جامعية، أحياناً نحن على المستوى الأكاديمي العلمي نستطيع أن نلتقي بالناس الذين لا يمكن أن نلتقي بهم أو تلتقي بهم وزارة الخارجية الألمانية، وهذا مؤشر إيجابي فيما يخص مستقبل العلاقة بيننا وبين هذه التيارات.
تم تحديد موقف من التطرف في ألمانيا بشكل عام بين المستشرقين والمنطلق لكل هذه المناقشات، هو أن كل الحركات التقدمية أو الرجعية بدأت بالمتطرفين، يعني أنهم كانوا خارج نطاق الوسط، ومن يخرج من الوسط يعتبر لفترة معينة متطرفاً، أنا أضرب مثلاً بالنازيين في ألمانيا، النازيون أصحاب هتلر كانوا في العشرينات، بداية الثلاثينات، متطرفين في رأي الأغلبية في ألمانيا، في الثلاثينات إلى بداية الحرب العالمية الثانية أصبحوا وسط المجتمع، وبعد الحرب تحولوا من جديد إلى أقلية إلى متطرفين ونحن نحذر في مؤلفاتنا العلمية من تطرف الوسط لأن تطرف الوسط أحياناً لا يسمح للأطراف بالتحرك، وهذا يؤدي إلى زيادة التطرف، ونحن كمستشرقين نحاول أن نشرح هذه العلاقة بين ما يسمى حالياً بالتطرف، وبما قد لا يسمى بالتطرف في المستقبل، وإلى آخره، وأيضاً نحاول مثلاً أن نشرح العلاقة بين النظام الاقتراعي في ألمانيا الذي كان سائداً في فترة معينة، وأول الديموقراطيين وأول الجمهوريين وإلى آخره الذين قاوموا وبدأوا التحرك ضد الظروف والأوضاع السائدة في هذا الوقت.
المشكلة التي نعاني منها كمستشرقين هي في الأساس أنه لا توجد هناك حيادية حالياً فيما يخص هذا الموقف من هذه التطورات الحديثة في البحث العلمي التقليدي في مجال المخطوطات.. في مجال الكتب القديمة، العالِم ربما يقوم باستخراج أشياء.. معارف.. تفاصيل بشكل حيادي وبدون أن يتدخل في مشاكل، في صعوبات مع السياسة أو الجامعة وإلى آخره، ولكن فيما يخص البحوث الحديثة فيجب علينا أن نعترف بالأمر الواقع في الدولة الألمانية وموقف الدولة الألمانية مما يجري مثلاً في أفغانستان أو مما وصلت إليه الأمور في العراق وأماكن أخرى في العالم، وعلى هذا الأساس أنتم بالتأكيد تفهمون أننا كنا نفضل لو كانت الظروف ملائمة، كنا نفضل أن نواصل البحث العلمي التقليدي، ولكن لدينا في نفس الوقت الشعور بالمسؤولية أمام المجتمع والشعور بالمسؤولية أمام ما يجري في العالم حالياً، ويجب علينا أن نراعي هذه التطورات.
وفيما يخص المشاريع التي قمنا بها في إندونيسيا، رأينا المشكلة في إندونيسيا بعد تسونامي، أنه كان يجب علينا أن نقوم بإنقاذ ما تبقى من مخطوطات، وأنتم تعرفون أن المستشرقين الألمان يتم الهجوم عليهم أحياناً واتهامهم أنهم سرقوا المخطوطات من العرب، وسرقوا المخطوطات من كل العالم، والعكس صحيح، الألمان اشتروا المخطوطات. فالمخطوطات الموجودة عندنا في برلين وفي لايبزغ وأماكن أخرى، اشتراها مستشرقون ألمان، وهذا يختلف عن بلدان أخرى، ومع ذلك نحن نحاول أن نعيد هذه المخطوطات الموجودة في المكتبات والجامعات الألمانية بطريقة أخرى حيث يتم إرجاعها إلى العرب أو إلى أصحابها عن طريق الإنترنت، يعني كل ما نقوم به حالياً من مسح إلكتروني للمخطوطات العربية والشرقية داخل ألمانيا وبالتمويل من الدولة الألمانية، الهدف منه أن كل المخطوطات سوف تكون تحت تصرف الكل بالفهرسة وبالصورة من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة، وليس فقط الصفحتان الأولى والأخيرة بل من الأولى إلى الأخيرة للبحث العلمي والتحقيق فيها عالمياً، ونحن ندعو علماء وباحثين ومن لديه القدرة على تحقيق المخطوطات ندعوهم للتعاون معنا للعمل معنا في هذا المجال، وفيما يخص إندونيسيا قمنا بإنقاذ المخطوطات أو ما تبقى منها، والطريقة هي نفس الطريقة، وهي موجودة في الإنترنت، أنا كتبت ذلك في السيرة الذاتية، العناوين بالإنترنت هي نفسها ونحن نقوم بإنقاذها.. بترميمها بفلوس الحكومة الألمانية، حالياً التمويل ألماني، وسيكون هناك تمويل مشترك مع مؤسسة جمعة الماجد في دبي في المستقبل لأجل إنقاذ المخطوطات في إندونيسيا، في سومطرة، وفي أماكن أخرى في جاوة، وعمرها يتراوح بين خمسمائة إلى سبعمائة سنة، وهي مكتوبة بالأحرف العربية واللغة الجاوية، وأحياناً بالأحرف الجاوية واللغة والكلمات هي عربية وإلى آخره، وهي من أجمل المخطوطات في العالم، ونحن نعتبر هذا من الإمكانيات الموجودة عندنا، لمساهمة المستشرقين أو مساهمتنا في إنقاذ التراث العالمي في مجال المخطوطات والتاريخ، مخطوطات وتاريخ الإنسان بشكل عام، ومثلاً هناك المخطوطات الإندونيسية فيها شيء مهم، وشيء يجب الاهتمام به وهو التسامح الموجود في المخطوطات والتعايش الموجود في هذه المخطوطات بين الجاليات والشعوب المختلفة في إندونيسيا ونحن نعتبر هذا من الأشياء المفيدة جداً وتجربة رائعة وعظيمة فيما يخص إندونيسيا.
نحن حالياً نقوم بتوسيع العمل في تأليف الكتب لتدريس اللغة العربية، أيضاً من التحديات حالياً أنتم بالتأكيد تعرفون أنه عند المستشرقين الألمان إمكانية في مجال اللغة العربية، وعندهم أيضاً موقف معين من العرب قد يختلف عن موقف بلدان أخرى من العرب والإسلام، ولكن أولاً من يتعلم اللغة أو من يحب أن يكون مستشرقاً أو من يدرس الدراسات العربية أو الاحتكاك عن طريق كتب اللغة والنحو والصرف، والنصوص الموجودة في هذه الكتب، وقد يكون هناك شيء مهم جداً، نختلف نحن في هذا المجال عن بلدان أخرى فيما يخص تأليف هذه الكتب، وحالياً نحن نقوم بتأليف كتاب جديد ونستخدم في تأليف هذا الكتاب كل الوسائل السمعية والبصرية، يعني يكون مثل "الكتاب الإلكتروني"، (E-book) وتكون كل النصوص مسجلة وإلى آخره والكتاب يترجم الآن حالياً إلى اللغات: العربية.. الإنجليزية.. الفرنسية.. الأردو والفارسية وإلى آخره، ستكون هناك نسخ مختلفة لنشر ثقافة معينة فيما يخص تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.
نكتفي الآن بهذا القدر من الكلام، الاتفاق كان عشرين دقيقة.. لكنني تجاوزته إلى نصف ساعة والآن أترك المجال للأسئلة وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :674  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 146 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.