شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الحفل الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من الرياض إلى موسكو إلى واشنطن ثم برلين.. أربع عواصم أسهمت في إثراء أمسيات الاثنينية على التوالي، وتعقبها القاهرة والخرطوم، نعمة من الله وفضل كبير.. يسعدنا أن نحتفي الليلة بالأستاذ الدكتور إيكهارد شولتز، رئيس قسم الإستشراق واللغة العربية في جامعة لايبزغ بألمانيا.. ملبياً دعوة اثنينيتكم مشكوراً، وفي جعبته الكثير من التجارب الأكاديمية النابعة من ثقافته الموسوعية.. فهو سليل مدرسة استشراقية ضاربة في القدم، ونتاج علاقات ثقافية عميقة لم تنشأ عن عاطفة مشبوبة، أو تحامل يتجنى على الحقوق والتاريخ والقيم الأخلاقية والعلمية.. فمرحباً به بين محبيه وعارفي فضله.
إن الاحتفاء بضيفنا الكريم يمتد ليشمل جيلاً من العلماء والأساتذة الأفاضل في ألمانيا الذين أبدوا اهتماماً مبكراً بالإسلام، واللغة العربية وآدابها.. وليس ذلك بغريب على أمة عريقة أسست حضارتها على العلوم، والآداب، والفلسفة، والفنون، والتقنية.. إنها أرض هيجل، ونيتشه، وماركس، وشوبنهاور، وباخ، وبيتهوفن، وغيرهم من عمالقة المبدعين.
ومن أبرز اهتمامات فارس أمسيتنا مسألة المخطوطات التي تمثل المخزون الطبيعي لفكر وثقافة الأمم عبر التاريخ.. والعناية بها جزء لا يتجزأ من المسؤولية الإنسانية تجاه البشرية بأسرها.. وله دور مشكور في توثيق المخطوطات وحفظها بتقنية الميكروفيلم، وغيرها من الوسائل التي تضمن استمراريتها ونشرها بين المهتمين حول العالم، منوهاً بالجهود التي بذلها للحفاظ على ما تبقى من مخطوطات في إندونيسيا عقب فاجعة تسونامي التي دمرت الكثير من تلك الكنوز التي لا تقدر بثمن.. توجه مبارك أتمنى أن يعم، ويجد طريقه إلى مختلف الجامعات ومراكز البحث العلمي المتخصصة.. مجدداً الدعوة إلى كل من يحتفظ بمخطوطات مهمة أن يسهم في حفظها لدى الجهات المعنية، حتى لا تكون عرضة للتلف، والضياع، وعمليات البيع والشراء غير المنضبطة.
كما أفرد ضيفنا الكريم جانباً كبيراً من وقته وجهده لتطوير مناهج تدريس اللغة العربية، بما فيها القواعد، والنحو، والصرف، وقد ألف ونشر في هذا المضمار سبعة كتب لمساعدة الطلاب في تحصيلهم العلمي، باذلاً قصارى جهده لوضع الأسس المناسبة لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.. عمل كبير وجهد رائع يشكل قاعدة قابلة للتوسع لنشر اللغة العربية كنافذة أساسية تطل على غيرها من الدراسات، وتفضي إلى توسيع المدارك.
لقد ظلت الحضارة العربية والإسلامية مصدر إلهام ووهج خلال مئات السنين، مؤثرة ومتأثرة بغيرها في تلاقح ينم عن انفتاحها على التجارب الإنسانية شرقاً وغرباً، ولهذا لم تكن قط نبتاً غريباً على العلماء المنصفين، وضيفنا أحدهم، ولا أود التطرق إلى مسألة الإستشراق، والمدرسة الألمانية تحديداً، فقد سبق أن تناول هذا الموضوع بعمق معالي الدكتور علي بن إبراهيم النملة، في أمسية تكريمه بتاريخ 21/05/1429هـ الموافق 26/05/2008م، وتضمنها الجزء الخامس والعشرون من سلسلة أمسيات الاثنينية، مع رصدها في موقعها على شبكة الإنترنت، فالمراجع متاحة لمن أراد الاستزادة في هذا الجانب.
يختصر بعض الغربيين الإسلام في إطاري اضطهاد المرأة، والإرهاب، يفعلون ذلك عن جهل بحضارة الإسلام وقيمه السامية، وآخرون يعلمون الحقائق ويقلبونها عن سابق قصد وتخطيط خبيث، ولم يخل تاريخ الإسلام عن كلا التيارين، تخبو نارهما تارة وتشب أخرى حسب الظروف والملابسات، غير أن الأمل معقود على العلماء الأفاضل من طبقة ضيفنا الكريم لنشر ثقافة التسامح والفكر الصحيح الذي يخاطب العقول، فالإسلام جاء مخاطباً العقل، والآيات الكريمة التي تحض على التفكر، والتدبر، وإعمال العقل معروفة، ولا يبتغي غير الإنصاف في كل زمان ومكان.
بقي أن أتقدم مجدداً بالشكر لضيفنا على جميل استجابته، والشكر موصول لمن مهد طريق التواصل، معالي السفير الأستاذ الدكتور أسامة عبد المجيد شبكشي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا، عرفناه دوماً سباقاً للفضل والخير، فله الشكر والتقدير والامتنان أصالة عن نفسي ونيابة عن جمعكم الكريم.. يسرني أن يرعى هذه الأمسية الأستاذ الدكتور جميل مغربي، عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الملك عبد العزيز.
آملاً أن نلتقي الأسبوع القادم للاحتفاء بالشاعر الكبير الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي، الكاتب الصحفي المعروف، قادماً خصيصاً من أرض الكنانة، وهو أحد رواد حركة التجديد في الشعر العربي وبالتأكيد معروف عندكم، صدرت له ستة دواوين بدئاً من "مدينة بلا قلب" عام 1959م، انتهاء بديوان "أشجار الأسمنت" عام 1989م.. كما أصدر ستة عشر كتاباً في المتابعات الثقافية ونقد الشعر، وقد عانى كثيراً بسبب مواقفه المبدئية وانحيازه التام لقيم الحرية والعدل، وقد ترجمت مختارات من شعره إلى الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والروسية، والأسبانية، واليونانية، والصينية، طبتم وطابت لكم الحياة وإلى لقاء يتجدد بكم الأسبوع القادم، إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل أن أترك لاقط الصوت أرحب بإخوانٍ ثلاثة قدموا إلينا من ألمانيا وأسبانيا وفي الحقيقة تحدثنا قليلاً قبل بدء الاثنينية، واطلعت اليوم على أوراق كثيرة لهم ومؤلفات أو بالأصح معلومات ثقافية وجدت أنهم يعملون لخير الإسلام، ولهم قناة فضائية ويتعاونون على توثيق الروابط الثقافية بين بعضهم البعض كمسلمين في الدول الأوروبية، وقد قدموا إلى المملكة ليروا كيف يمكن أن يتواصلوا معنا وينسقوا معنا، نرحب بهم وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس منتدى الاثنينية، الكلمة الآن أيها السيدات والسادة لسعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي راعي أمسيتنا هذه الليلة فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :507  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج