شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
عريفة الحفل: نشكر الأستاذة فريال بيت المال على هذه الرحلة التي أمتعتنا بها من خلال استعراض التحديات التي واجهتها، وأيضاً التي اتضح من خلالها الإرادة القوية، وأن الذهن أو العقل الذي يفكر دائماً هو الذي يتطور، أما العقل الذي يأخذ الأمور كمسلمات للأسف الشديد يبقى كما هو، يتلقى ولا يعطي، إذاً الآن نبدأ بالسؤال من الرجال، وأرجو أن يكون السؤال واضحاً ومحدداً، وليس متفرعاً إلى عدة أسئلة، وسوف نستبعد إذا كان هناك أسئلة متشابهة، سوف نكتفي بسؤال واحد.
الأستاذ الشريف عبد الله بن فراج الشريف:
بسم الله الرحمن الرحيم، أهلاً وسهلاً بك سيدتي، في وطنك الأم حيث أحبابك وإخوانك في هذا الوطن، نحن فخورون بك، ولكن سمعت في سيرتك الذاتية أن هناك جمعية تشتركين فيها، عن الفيدرالية العربية -الإسرائيلية، أو الفلسطينية -الإسرائيلية، هل يمكن أن تجد هذه الفكرة في رأيك أنصاراً في الولايات المتحدة الأمريكية، بل هل تجد لها أنصاراً بين العرب والفلسطينيين، وهم في الحال التي تعرفين اليوم ليس بينهم اتحاد حتى بين العرب ذاتهم، وإذا ذهبنا إلى إسرائيل سنجدها أيضاً متفرقة، ولها أحزاب متعددة ومتناثرة؟ شكراً لك.
الأستاذة فريال بيت المال: ما حصل، أن هناك يهودي إسرائيلي أمريكي أمه عراقية، سمع عني وتلفن لي، وكان يشعر بأن إسرائيل لا يمكن أن تبقى في العالم العربي من دون سلام بينها والعالم العربي، وبين جيرانها. طبعاً نحن نعرف أن إسرائيل لا تستطيع أن تعيش وسط جزيرة في محيط كله عربي وإسلامي، وأن تكون كترسانة في هذه المنطقة. من يدرس التاريخ، يعرف أن ليس هناك من كيان عاش بهذا الخوف والرعب من جيرانه، ويتجه إلى الغرب، عوضاً عن توجهه إلى الشرق، طبعاً الإسرائيليون يفهمون هذا، وهناك بعض الأمريكيين يفهمون طبعاً، فهناك بعض العناصر المتزمتة، والعناصر التي لا تنظر للواقع التاريخي، ولا ترى أن الإسرائيليين يريدون أن يعيشوا في سلام داخل العالم العربي. يحس المرء بالقوة عندهم، بينما أرى أن العالم العربي والإسلامي غير ذلك، عندما أتحدث مع اليهود، أو عندما أذهب إلى معبد يهودي، أقول لهم إن العالم العربي والإسلامي هو أفضل شيء حدث لكم في تاريخكم. وإن نظرنا إلى التاريخ اليهودي فسنجد أن المسلمين كانوا واحة السلام لليهود. إذا نظرنا للحملة الصليبية الأولى، فإن أول ما اتجهت إليه هي فلسطين. وكان الصليبيون يقتلون اليهود في أوروبا، فكان اليهود دائماً يقتلون في أوروبا. انظروا لليهود في العالم العربي كانوا يعيشون معنا في سلام، ولم تكن هناك من فروق بين المسلم والمسيحي واليهودي العربي وهذا أمر لا يعرفه الأوروبي عنا للأسف. علينا أن نحاول الدخول في التجمعات لكي نستعيد تاريخنا. الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم تعامل من دون خوف، ونحن ليس لدينا خوف، وعلينا أن نعرفهم من نحن، وعلينا أيضاً أن نواجه العناصر المعادية بذكاء، فالرسول صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نواجه هذه العناصر، وعلّمنا أن نحاورهم، لأنه بالحوار نكسب، وهذا ما لمسته، لأنني عندما كنت أتحدث معهم كانوا يقولون لي هل كل العرب مثلك؟ وهل أنت متأكدة، لا أنتم تريدون قتلنا، لكنهم يتراجعون بعد أن يروا موقفي ومبدئي، وأبين لهم أن هذا تاريخنا، وهذا ديننا، وهذا منطلقنا، وهذه من المسائل التي يجب أن نلتفت إليها وأن نكون أذكياء في التعامل معها، لا نخفي عدونا، في نفس الوقت أن نكون منفتحين، وهذا ما علمنا إياه الإسلام، بانفتاحنا كسبنا العالم، الإسلام كان حضارة، وانفتاحاً ولم يكن بالسيف، وكان المسلمون يذهبون إلى أعدائهم، والإسلام انتشر بالتجارة، ونشر الإسلام مسلمون عاشوا في مجتمعات لم تكن مسلمة، من خلال تفهمهم وتفتحهم، ومعرفتهم للمجتمع، والتزامهم بكيانهم، وهذه هي طريقتنا في فتح الحوار، وعلينا ألاّ نفتح الحوار عن ضعف، بل عن فهم وعن قوة، ونحن نعرف أن المسألة التي يمر بها العالم العربي وفلسطين مرحلة صعبة، أنت تتحدث عن فلسطين، والعناصر الصهيونية في أمريكا مسيطرة على أمريكا، وما هي فلسطين، جماعة من المساكين الضعفاء، العالم العربي ليس ضعيفاً، وهذا من الأمور التي يجب أن نفهمها ونواجه بها واقعنا، وعلينا ألا نيأس وألاّ نتطرف.
الدكتورة فاطمة إلياس، أستاذة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ورئيسة اللجنة النسائية في نادي جدة الأدبي:
بسم الله الرحمن الرحيم، مساء الخير جميعاً، السيدة فريال بيت المال، ابنة مكة البارة، مرحباً بك في أرض الأجداد، من على منبر الحوار ومنصة التكريم، الذي يليق بأمثالك من النساء اللاتي اقتحمن عوالم بعيدة عن واقع المرأة السعودية، بتحدٍ وهمة، ودخلن بوابة السياسة، وخضن ماراتون الانتخابات، لتعكس بغض النظر عن النتيجة النهائية، الوجه المضيء للمرأة السعودية، لمبادئها وترفعها عن قذارة اللعبة السياسية، وتركت بصمتها على واجهة الأحداث، ولتثبت صلابة المرأة السعودية المسلمة، وقدرتها على خوض غمار المهام الصعبة، متى أُتيحت لها الفرصة، وتوفرت لها الإمكانيات التي توفرت في المجتمع الأمريكي، الأستاذة فريال كيف تصفين صورة العرب المسلمين بعد الحادي عشر من سبتمبر، ليس كشعارات نقرؤها، بل من واقع تجربتك الحقيقية، وكيف ترين صورة المرأة السعودية الآن، أو كيف تقيمين مسيرتها في المجتمع السعودي خلال السنوات الخمس الماضية، وهل أنت راضية عنها؟ شكراً لك.
الأستاذة فريال بيت المال: الواقع أنا زرت الرياض، في السنة الماضية، ولأول مرة اختلطت مع المجلس هناك، وشاهدت التجمعات النسائية، طبعاً أنا فخورة بالتجمعات النسائية، وفخورة بالتقدم الذي أحرزته المرأة السعودية. عندما خرجت من السعودية لم يكن هناك تعليم، أنا درست في الكتّاب، وآخر مرة ضربت معلمتي (بجزمتي) وهربت، هذا آخر شيء أتذكره في مرحلة تعليمي بمكة. عندما أتيت إلى هنا رأيت النساء وصلن إلى مناصب كثيرة، وأنا فخورة بالملك عبد الله لأنه أتاح للنساء هذا التعليم، طبعاً أمامكم مواقف صعبة ولا تنسوا أن السعودية كمجتمع تقليدي، مجتمع ديني، تمر بمرحلة فريدة من نوعها، وأنا دائماً أتحدث في المجتمع الأمريكي، بإعجاب عن الأمور التي تجري هنا، وعلينا أن نفهم ما وصلت إليه المرأة في الغرب لم يكن خلال يومين أو ثلاثة، خلال الحربين العالمية الأولى والثانية، أخذت الحركة النسائية هناك تتطور، فكل ما أنجز خلال مئة سنة ما زالت المرأة الأمريكية والتي هي قمة ما حققته أوروبا، عندها بعض المصاعب، وإنجازاتكم هنا في السعودية ليست في ترك العادات والتقاليد، بل في التمسك بها وتطويرها وتطوركم معها. وخطواتكم واسعة. طبعاً هناك صعوبات لكنني متفائلة وأرى في السعودية الكثير من الأمور التي نفخر بها.
الأستاذ عبد الرزاق الزهراني من جريدة الرياض:
قبل أشهر صرح رئيس لجنة الحوار بين الثقافات بهيئة الأمم المتحدة، السيد سامبايو، عند زيارته لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة قائلاً:
إن مناهج التعليم في معظم دول العالم، تؤجج الخلافات بين الثقافات والأديان، وبما أنك معلمة، سؤالنا: هل التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية يحتوي على مقررات دراسية من شأنها أن تؤجج الخلاف بين الثقافات والأديان أو لا؟ وشكراً.
الأستاذة فريال بيت المال: معظم المناهج الجديدة، تحاول أن تحتوي وتدرس الديانات، والعادات والتقاليد، في تطور كثير، عندما بدأ ما يسمونه تعدد الثقافات في أمريكا كنت أنا واحدة من الناس الذين بدؤوها عندما كنت في كاليفورنيا، وكنا نطالب بتغيير المناهج عن الإسلام، وعن الدول العربية، الذي يحصل، هذا ليس معناه أنها الحاجة، لأنه في بعض الأحيان في السياسة، مثلاً عندما رأينا المحافظين الجدد عندما جاءوا أيام بوش، حاولوا أن يستغلوا المجال التعليمي، وحاولوا أن يغيروا، في أمريكا هناك عناصر تحاول تخلق هذا التناقض من وراء الكواليس، ومن ناحية أخرى، تعتبر التجربة في أمريكا تجربة فعلاً ناضجة، وكثير تعلم منها، لكنها ليست كاملة، نحن نحاول، وهذا يعتمد على الحكومة الموجودة، وعلى الناشطين في هذا المجال، أنا مثلاً أدرس الأولاد، وأول ما أدرسهم، أعرض عليهم فيلم الرسالة، لأني أنقلهم من وقوع إسبانيا للاحتلال إلى أمريكا، وأريهم كيف أن العرب ساهموا في الحضارة الغربية، فعندنا مجالات قوية نستعملها في المدارس، هناك أفلام وهناك أمور كثيرة متوفرة للمعلمات.
الدكتورة أفنان الريس:
ما رأيك فيما تقوم به الجالية المسلمة من أنشطة في الولايات المتحدة الأمريكية؟
الأستاذة فريال بيت المال: الجالية الإسلامية تحاول من ناحيتين، من ناحية دينية في تطور عن الفترة التي ذهبت بها عندما كانت الجوامع قليلة، وكانت المدارس قليلة، أما الآن فقد انتشرت. هناك عدد من الأشياء على الجالية الإسلامية في أمريكا أن تثبت وجودها من خلاله. يجب أن تدخل في العملية السياسية، لأنني أنا أدرس مبدأ الحكومة الأمريكية، وأدرس الديمقراطية في المدارس، أنا أعرف أن النظام الأمريكي يعتبرك الآخر إذا اشتركت في العمل السياسي، وعندما تكون الآخر تكون مضطهداً، وهذه من الحاجات. نرى في أمريكا الجالية اليهودية، والأرمينية، والكورية، هناك جاليات كثيرة تشتغل في العمل السياسي، العمل السياسي لا يشبه العمل السياسي في البلاد العربية، فلا بد أن تشارك في العملية السياسية هناك، هذا من ناحية، من ناحية ثانية، مشكلة الجالية الإسلامية أن كثيراً من الناس الذين يأتون، وخاصة من البلدان الإسلامية، ويدرسون الناحية الإسلامية، يحتاجون إلى توعية، وإلى دراسة أنهم يتفهموا الشعب الأمريكي، لأن الولد الذي يولد في المجتمع الأمريكي، ولد مسلم، ولأنه مسلم أمريكي فيجب أن نأخذ هذا الواقع، ومن هناك يجب أن نحاول وندعمه لتقويته، لأنه إذا قوقعناه، وقلنا له أنت مسلم، بحيث إنه لا يختلط بالمرة، فسيخرج بعد فترة بعيداً عن المجتمع الإسلامي، وسوف لن يجد الحاجات اللي تنمي عنده المجالات الأخرى، وهذا من الحاجات المهمة جداً، وعلينا أن نهتم بالجالية الإسلامية.
المهندس معين عثمان:
السيدة فريال من مواليد مكة المكرمة، وهي رئيس مشارك في الحزب الديمقراطي، وعضو مجلس الإدارة الإسرائيلية -الفلسطينية، أود إبراز مجموعات تحسين العلاقات العربية -الأمريكية، ومجهودات في حل القضية الفلسطينية على أسس صحيحة، تعيد الحقوق، وتوقف الخسائر المستمرة، بسبب مماطلة الإسرائيليين مع اعتداءاتهم المستمرة، مع ما يقابلهم من صمت عربي؟
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا أستاذ خلينا نكون ضمن الإطار الذي تعودت عليه الاثنينية، دون الدخول في الأشياء السياسية بهذا الشكل.
الأستاذة فريال بيت المال: اسمح لي أن أرد على جزء من سؤالك، والذي هو كيف نمثل أنفسنا في أمريكا؟، مثلاً من الأمور التي أحاول العمل عليها، وعندي رغبة في ذلك، البدء في جمعية أمريكية -سعودية نسائية، لأنني وجدت أن موضوع المرأة من المواضيع الحساسة في أمريكا، فعندما تذكر كلمة السعودية، تذكر المرأة السعودية، المرأة ضعيفة، المرأة المضطهدة، هذه الصورة اللي يقدمونها عن المرأة، خاصة أن المرأة هنا تغطي وجهها، هنا يأخذونها على أنها مظهر من مظاهر الاضطهاد، ولا يمكننا أن نغير الشعب الأمريكي إلاّ إذا أعطي وجه للمرأة السعودية، بحيث أنها تتصل بالشعب الأمريكي وبالقيادات الأمريكية، بالقيادات التعليمية والسياسية، فهذه من الأمور التي أريد أن أحاول القيام بها، فموضوع المرأة هو العضو الذي يعتبرون أنه ضعيف، فمتى استطعنا أن نجعل من المرأة العنصر الإيجابي بدل من أن تكون عنصراً ضعيفاً، وتستطيع أن تدخل المجال الأمريكي، وتتصل بهم وتعطيهم الصورة الصحيحة، فسيكون هذا دعاية قوية للسعودية أكثر من أي شيء، وقد لاحظت ذلك عندما أتكلم عن السعودية، أرى عليهم الاستغراب، ويطلبون مني إعطاءهم فرصة الوقوف عن كثب عن واقع السعودية بدل ما يسمعونه عنها، وبالتالي يستطيعون الحكم على ما يرون لا ما يسمعون، لذلك إذا أردنا تغيير العلاقات، فأول علاقة نغيرها في الشعب الأمريكي، هو تواجد عنصر سعودي نسائي مع عنصر أمريكي، للعمل على المستويات المختلفة، في أمريكا وفي السعودية، ويكون تبادل زيارات، ويكون عملاً متواصلاً ومنسقاً ومبنياً لا منقطع، هذه من الحاجات التي أتمنى بعد العمل السياسي أن أحققها، تغيير صورة السعودية.
الأستاذة سحر نصيف، محاضرة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة:
الأستاذة فريال، في الآخر قلت إنك ما بتمثلي نفسك، بتمثلي الكل، يا ترى كيف ممكن ينطبق هذا على مجتمعنا السعودي، والمرأة السعودية بالذات؟
الأستاذة فريال بيت المال: منذ صغري وعندما ذهبت إلى أمريكا كنت أرى نفسي دائماً زي العالم، وكل ما أفعله سيقول الناس إنها سعودية، إذا قمت بما هو جيد، فسينطبق على كل السعودية، وأنا هناك، ويجب أن نفهم أننا لا نستطيع أن نحدث تغييرات كأفراد، فالفرد جزء من بناء المجتمع، يجب أن نتعامل كلنا ونحس إن لدينا هدفاً واحداً، وأن تتقن كل واحدة منا عملها، وعملها يساعد فتح المجال للآخرين، أعتقد أن المرأة السعودية يجب أن تعرف إنكم تبنون للجيل الذي سيأتي بعدكم، وأنا أحس الشيء نفسه بأنني أبني في أمريكا، أنا أفعل ما أفعله وأتحدث مع الجالية العربية المسلمة، وأشعر أنني أريد أن أرى المسلمين والعرب هناك، وأقول لست صغيرة أنا أكبر منكم، انظروا ماذا أفعل، أنا أحارب، وأضارب، لكني أنا مسلمة وإسلامي يدفعني للقوة، يجب على كل منا أن يحس أنه مثل للآخرين، فنحن نفتح المجال، مهما نعمل لنفسنا نعمل لغيرنا، وهذه التربية الإسلامية الصحيحة، فالواحد منا ليس ملكاً لنفسه، إننا مجتمع وأمة، ليس هناك من دين جاء وبنى مجتمعاً وأمة غير الدين الإسلامي، هذا السبب الذي يدفعنا إلى أن نأخذ المبادئ للأسف لدينا الكثير من المبادئ الإسلامية الرائعة، لكننا لا نطبقها ومتى وضعنا هذا على مستوى التطبيق، نجد أنفسنا أننا كمجتمع نخطو خطوات واسعة وقوية.
الأستاذ سليمان رحماني، كيميائي:
ما هي المنجزات العملية للكونفدرالية الفلسطينية -الإسرائيلية؟ وشكراً.
الأستاذة فريال بيت المال: الهدف منها كان، وطبعاً نحن في وضع سياسي موجود، أننا لم نستطع أن نغير الوضع السياسي الموجود إلاّ إذا اتجهنا من القاعدة، والفكرة هي أن الفلسطيني واليهودي يعيشون في منطقة صغيرة، وهناك تعاون بينهم بالرغم من كل الأعمال السياسية وأعمال العنف، ويتعاملون على المستوى اليومي، إذاً كيف نجعل المستوى اليومي أكثر تنسيقاً، والفكرة تكمن في تقسيم المنطقة الغربية، غزة والضفة الغربية وإسرائيل إلى مناطق، ويكون هذا عملاً جماهيرياً، وليس عملاً حكومياً، وهذه ليست أعمال الحكومة الفلسطينية أو الإسرائيلية، إنها بين الشعب الفلسطيني والإسرائيلي نفسه، فهم يتعاملون مع بعض على مسار اليوم، فمثلاً لو تنازع طفل إسرائيلي مع طفل فلسطيني، ماذا سيحصل، سيرسلون فوراً الجيش الإسرائيلي، أو القوة الفلسطينية، وبدلاً من أن تكون أمراً بسيطاً بين طفلين ولدين، تصبح المشكلة أكبر، وتصبح بين الكيانين الاثنين، فالفكرة أنه عمل جماهيري، يتعاملون مع بعضهم ويحلون مشاكلهم اليومية ليس على المستوى السياسي، لا يمكن أن يحل على المستوى السياسي إلاّ إذا أمريكا تدخلت، وانظروا كيف تتعامل الدولتان بالرغم من الوضع الموجود، كيف يتعامل الشعب الفلسطيني مع الإسرائيليين على المستوى اليومي الموجود، يذهب الفلسطيني ويعمل في الأراضي الإسرائيلية، أو يأتي الإسرائيلي إلى المنطقة الغربية، فالفكرة هي أننا نخلق عملية التنافر وعدم الوعي، نخلق عملية الفهم بين الاثنين، بالرغم من الوضع السياسي الذي لا يجب أن يدخل في العمل اليومي، فهي هذه الفكرة، إنها على المستوى اليومي للتعامل بين الاثنين.
الدكتور عبد الله مناع:
عندما نتكلم عن هذا الاشتباك اليومي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أراضي الضفة والقطاع، إنما نتكلم عن احتلال حتى ولو كان عبر الأفراد، فهذا التعامل الذي تفترضينه أو ترجينه، لا أهمية ولا قيمة له، لأن هذا يعتبر أساساً جزءاً من الاحتلال، فما الذي يأتي بولد فلسطيني أو ولد إسرائيلي إلى داخل قطاع غزة حتى يحدث بينهما الخلاف، نريد أن نسوي الأمر على مستوى العلاقة الإنسانية بينهما؟ لا وجود لهذا، إحنا هذا الأمر سيأتي فيما بعد عندما تحل المشكلة السياسية، يمكن ساعة ذاك أن نوجد هذه العلاقة الثنائية والإنسانية بينهم، وشكراً.
الدكتورة مريم عبد الله الصبان، الأكاديمية ونائبة رئيسة جمعية أم القرى بمكة المكرمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بك. سؤالي هو من خلال قراءتي في مجال التربية والأبحاث العلمية الأمريكية، كثير من الأبحاث بدأت تظهر أن التعليم في أمريكا الآن قادم على توجه معين، وهو الفصل بين الجنسين، في كثير أو في عدد من الولايات الأمريكية، ترى ما هي أسباب هذا التوجه للفصل بين الجنسين في المراحل التعليمية الأولى الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية؟ وهذا من خلال دراستي طبعاً وأبحاث أقرأها واطلعت عليها، أرجو الإجابة وشكراً.
الأستاذة فريال بيت المال: الموضوع الذي تتحدثين عنه، موجود في شيكاغو وبعض الأماكن الفقيرة، أول شيء في كاليفورنيا، وليس هناك كثير من فصل بين الجنسين فالناس هناك لا يفضلون ذلك، بعضهم وجدوا أن الفصل يساعد الأولاد والبنات على أنهم يدرسوا من غير ما يختلطوا في مرحلة المراهقة. هناك بعض الدراسات تقول أن الفصل المبكر فيمكن أن يستمر للجامعة، وهناك عدة وجهات نظر، وهذه العملية موجودة في عدة ولايات لكنها ليست منتشرة في جميع أرجاء أمريكا ولم تثبت نجاحاً ولا فشلاً، فهي ما تزال قيد الدراسة.
الأستاذ نزار الصافي رجل أعمال:
هل تم بناء مسجد جامع إلى الآن في ولاية كاليفورنيا؟
الأستاذة فريال بيت المال: هناك الكثير من المساجد، حتى في المنطقة التي أقطن فيها هناك مئتي عائلة، ويوجد جامع. الجوامع تنتشر في كاليفورنيا فهناك المئات منها، وفي جميع أرجاء أمريكا صارت كثيرة، فهناك وعي، والسبب في انتشار الجوامع هناك طبيعة المجتمع الأمريكي، فعندما بنى الأمريكيون أمريكا، كانت الكنيسة بالنسبة لهم مهمة خاصة في الفصل بين الدولة وبين الكنيسة، فهذا شجع كثيراً من الطوائف الدينية أن تبني كنائسها، وهذا بالطبع كان مثل العدوى انتشر بين الجميع، فهناك دور عبادة لليهود وغيرهم فهناك الكنيسة والجامع والمعبد، وهذا بات مهماً بالنسبة للحياة الأمريكية.
السيدة آسيا عبد الله الروين، حرم نائب القنصل اليمني للشؤون الإعلامية:
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا والأخوات الفاضلات نكن لك الشكر والتقدير السيدة فريال، السؤال: لماذا تشتهر المرأة المسلمة أو الرجل المسلم بعلمه وثقافته وقدراته في الدول الأوروبية، بينما في الدول العربية والإسلامية تتحطم مواهب العلماء والأكاديميين والمثقفين، ما هي الأسباب، وكيفية معالجتها في الدول العربية والإسلامية؟ رغم أن علوم الأوروبيين جاءت أساسياتها من الفتوحات الإسلامية وشكراً.
الأستاذة فريال بيت المال: الحضارة الإسلامية أول حضارة وهي الوحيدة التي قامت على القرآن الكريم. عندما نتساءل عن السبب الذي يجعل فيه أوروبا تقبل هذا، وفي العالم، يجب أن ننظر إلى تاريخنا الإسلامي، كان هذا عندما كان اهتمام بالعلم، وكان العلماء يقدرون، ووضع الإسلام أيضاً العلماء في مرتبة عالية، فهو يعتمد على المجتمع، إذا نظر المجتمع إلى تقدير العلم والعلماء، فإن ذلك يحصل، وعلينا ألاّ ننسى أن المجتمع الإسلامي خرج من احتلال، من جهل، وخرج من عصور الجهل والتخلف التي كنا فيها، أما الآن فالعالم الإسلامي يمر بمرحلة يحاول من خلالها أن يلحق بالقرن الواحد والعشرين، وأنا أرى، بالنسبة للعلماء في عندنا في العالم العربي، بأننا نيأس بسرعة، بدل أن نتوصل إلى حلول للمشاكل ونقف عندها، أما لماذا لا يوجد اهتمام بعلمائنا، فلأننا نحن لا نحاول أن نهتم بهم، ولا نحاول أن نقوم بذلك. لقد رأيت هذا في أمريكا، وهذا كان في الإسلام نفسه قبل أمريكا، لست أدري إذا كان أحدكم قد شاهد فيلم أمريكي اسمه "ميديتشي"، هذه العائلة اللي كانت في إيطاليا ابنة لعهد النهضة وكانت تملك البنوك، وتضع كل إمكانياتها وتبني وتشجع العلماء. فمايكل أنجلو، وكل الذين تسمعون عنهم في عصر النهضة هم الذين احتضنتهم هذه العائلة، فقد أعطتهم نقوداً، وأخذت شخصاً من العائلة يشجع العلماء، ويشجع المبدعين، نحن في الدول العربية نحتاج إلى عملية التفكير الخلاّق، هذه مشكلتنا أن كلاً منا يحاول أن يقلد الثاني، ولا يحاول بفكر (بره) زي ما يقولوا الأمريكان "outside the box" فكل واحد منا يحس بمسؤوليته، قبل ما أقول لنفسي، لماذا لا أقوم أنا بذلك، ولماذا لا أحاول أنا، لماذا لا نجتمع مع بعضنا ونشجع العلماء، وأرى هذا في أمريكا، للأسف الكل يعرفون عن أمريكا، هناك أمور كثيرة، أنا أتيح لي العمل السياسي، أن أرى أموراً كثيرة في أمريكا لا نعرف عنها شيئاً هنا مثل العمل التطوعي، والاهتمام بالعمل، الناس هناك تجمع النقود وتشجع العلماء في أبحاث السرطان، هناك ليست الدولة التي تنفق النقود، بل الناس، نحن نأخذ من الغرب ومن أمريكا القشور، وليست الحاجات الرئيسية والجوهرية وكما قلت إذا رجعنا لتاريخنا الإسلامي نجدها هناك، فمتى استطعنا أننا نحرر نفسنا من عقلية التخلف هذه إلى عقلية الانطلاق والإبداع، وكما يقال: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، أين هذا منا؟ وهذا ما نحتاجه يجب أن نساعد أنفسنا من دون اللجوء إلى الدولة، فالدولة لا تستطيع أن تفعل كل شيء حتى في أمريكا، الشعب هو الذي يفعل. عندما أحكي لكم حكايات يمكن أن تصابوا بالدهشة، لو سقطت أمريكا غداً، فستبقى أمورها بخير، لأن الشعب بخير ويقوم بأشياء بنفسه، الشعب الأمريكي ليس مهتماً بالعمل السياسي، بل بالعمل المحلي، والعمل التجمعاتي، والعمل العلمي، وهو يشترك في العلم، وفي المدارس وهم يجمعون النقود، ولا يمكن أن تتصوروا إلى أي حد تصبح الأمور بخير، فهذه الحاجات يجب أن نتعلمها، ومن دون هذا ليس هناك من حل.
الأستاذ خالد المحاميد، جريدة الوطن:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا بد أنك تتابعين التحولات الثقافية التي تكاد أن تكون جذرية في المنطقة العربية وفي المملكة على وجه الخصوص. هناك اتجاه يكاد يكون عميقاً في تغيير وضع المرأة ودفعها للعمل والتحرر والإنجاز، لكننا حين نقرأ ما ينتجه المفكرون الغربيون من قلق حول مستقبل الأسرة، في ظل هذا الانفتاح الكبير وانتشار المخدرات وفقدان الهوية، نشعر بالقلق، نريد منك أن تؤكدي لنا أننا على الطريق الصحيح؟
الأستاذة فريال بيت المال: أول شيء تعلمته في حياتي أنه إذا خاف المرء فلن يجد حلاً، وأول شيء هو المخدرات، وتفكك الأسرة، وهذا يحصل في كل العالم ليس فقط في الغرب. مشكلتنا في العالم العربي، أو المشكلة نفسها التي حصلت في أوروبا، أن التغيير سيحصل بالرغم منا، العالم يتغير، ولكن عندنا وجهتين، إما أن ننتظر من التغيير ويسحبنا، أو أن نكون أذكى من ذلك، وننظر لعملية التغيير كواقع، فنخوض التغيير حسب رؤيتنا والواقع الذي نريده للتغيير، لكن لا بد أن نعرف أننا لن نرجع المرأة إلى الوراء، المرأة ستتحرك، وستأخذ، بس نحن يا نتركها تأخذه بطريقتها، وهذا أنا شفته، مثلاً أنا كنت في مصر عندما كانت المرأة متحررة، فالرجال يجلسون في الحفلات، ويقولون لها، مو أنت تريدين تكوني زي الراجل، وقفي، أنا ليه أوقف لك، يعني كانوا يأخذون المسألة وكأنها منافسة، وإذا كنت تريدين الحرية، يجب أن تقومي بذلك، ففي البداية عملية تحرير المرأة هي عامل مهم لدعم الأسرة، وتحريرها لا يعني تفكيك الأسرة، وتحرير المرأة لا يعني أن الأسرة ستضيع، أو تنتشر المخدرات، وإذا تمكّنا من أن نبني في البداية قيمة لعملية التغيير، فهذا نفس الشيء الذي رأيته في أوروبا، لأن التغيير جرف أوروبا، الحرب العالمية الأولى، الحرب العالمية الثانية، بعدها خرجت المرأة تطالب بحقوقها، ولم يتفاهم الرجال معها، بل حاربوها، فكانت النتيجة أن الكل أخذ يتطرف، والتطرف ضياع، ولدينا الآن فرصة لنستفيد من تجربة الغرب، وعلينا أن نقود التغيير بدل أن نتركه يقودنا، فلدينا مبادئ قوية، وتاريخنا الإسلامي تاريخ غني في تحرير المرأة، فالمرأة عندنا أخذت حقوقها قبل أوروبا، يعني من مئة سنة كانت المرأة يعاملوها مثل البقرة، من زوجها لأبيها، فالمرأة عندنا ترث ولها حقوق أخرى، فلماذا لا نأخذ من هنا ونكمل عليه، فهذه الأمور التي أراها، نحاول أن نتحرر من الخوف ونفكر بعقل صحيح وواقعي.
الأخت إيمان عصعص: هو مداخلة أكثر مما هو سؤال، أنا كمواطنة لبنانية، أمريكية الجنسية، من سكان المملكة من حوالي ثلاث عشرة سنة، أسأل دائماً في أمريكا نفس السؤال، وهو عن حقوق المرأة، في الآونة الأخيرة حتى سئلت نفس السؤال في الأمم المتحدة، في "Commission of The State of Women" جوابي دائماً بيكون لهم هو أنه في أواخر السبعينات عندما زرت الولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك حملة لتعديل الدستور الأمريكي من قبل المرأة للمساواة، فوجئت أكثر عندما لم تستطع السيدات الناشطات تعديل الدستور بالنسبة لهذا الوضع، وتم التصويت ضدهن، وفوجئت أكثر عندما عرفت أن الدستور الأمريكي لا يمكن تعديله إلاّ كل خمسة وعشرين عاماً، لكن في الواقع إذا نظرنا في الأمر، نرى أن المرأة استطاعت بجدارتها، وبنشاطها، وبعملها الدؤوب، أن تحصل على هذه المساواة ومع ذلك، فالرئيس أوباما في اليوم الثامن من آذار الحالي، قال بأن المرأة حتى الآن في أمريكا لم تحصل على المساواة مع الرجل من ناحية الأجر، وفي نواحي أخرى، عندما أسأل عن هذا السؤال في أمريكا، فأنا أقول لهم السيدات السعوديات قد تغيرن كثيراً، وقد تطورن كثيراً، لكنهم يريدون أن يكون التطوير والتغيير من خلال عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية، وليس من خارج المملكة، وشكراً.
الأستاذ وائل سعود، إعلامي:
السلام عليكم، الأستاذة فريال، ذكرت أنك تمثلين الكل أثناء كلمتك، وكما هو معروف فالعمل السياسي تمثل تحركه المصالح والقوى، كيف تضمنين نجاحك، مع حقيقة واقع انتمائك لأهداف سامية ونبيلة، بمعنى آخر كيف تثبتين لهم مدى مصداقيتكم، وأنك تمثلينهم؟
الأستاذة فريال بيت المال: بالنسبة لي أنا، لا أقوم بشيء إلاّ عن مبدأ ما أعمل شيء إلاّ عن مبدأ، وإن كسبت فأنا أكسب في مبدئي، هذا أهم شيء بالنسبة لي. طبعاً في أمريكا أنا أواجه واقع، الواقع أن السياسة في أمريكا لا تمكنك من ترشيح نفسك إلاّ إذا كان عندك دعم مادي، للأسف إحنا عندنا كمسلمين وعرب، عندما نرشح، فالمرشحين ليس عندهم هذا الدعم، جالياتنا للأسف من الجاليات التي لا تدخل هذا المجال، فلهذا السبب عندنا مرشحين عرب ما بيدخلوا، قليل هم، وأكثرهم يتركون، لأنه لا يوجد دعم. أنا أعرف الواقع، لكن هذا الواقع لا يجعلني أمتنع عن أن أكمل طريقي، أنا أحاول، ولدي مجالات، ربما إذا ما كسبت في هذا أكسب في أمر آخر، المهم أن أبدأ، ومثل ما قلت، إن أنا رشحت نفسي، وقمت بما أفعله، سيقول الناس بأنها سعودية، سعودية مسلمة، وستبقى كلمة سعودية ومسلمة في المقالات وفي الكتب، الحزب نفسه يرى بالرغم من تخاذل وسلبية الجالية العربية الإسلامية، لكنني أنا أكافح، يعني أنني أحاول أن أضرب مثلاً لمستقبل الجالية العربية أن لا تخشى، وأن تدخل في هذا المجال، لأنها يجب أن تحارب، وليس مهماً إن كسبت أم، الكسب يكمن في العملية، فهناك الكرامة في العمل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 140 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.