شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه يقرؤها نيابة عنه سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيِّك، سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وصحابته أجمعين.
الأستاذات والأساتذة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نفحة من أرض "بوشكين"، و "دستوفسكي"، و "غوركي"، و "تولستوي"، تصحب ضيفنا الكريم السفير الدكتور فينيامين بوبوف، مدير مركز شراكة الحضارات، وسفير المهمات الخاصة بوزارة الخارجية الروسية، قادماً خصيصاً من موسكو، إسهاماً مقدراً في مد الجسور التي أرادها الحق سبحانه وتعالى بين البشر وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات: 13).. حفيُّون بضيفنا الكريم، فخورون بفكره السباق نحو سبر المستقبل، وقراءة العلاقات التي تأسست على قواعد تاريخ عريق وثقت عراه صلات ممتدة بين العرب والمسلمين مع روسيا عبر سنوات كان بعضها عجافاً، ثم عادت سيرتها الأولى، بعد كسر الجدار الحديدي.
لقد دأبت "الاثنينية" على تأطير فعالياتها منذ انطلاقتها على خمس قواعد لم تحد عنها قط، وهي النأي عن الشؤون السياسية، والدينية، والمذهبية، والعنصرية، وتصفية الحسابات.. وعليه فإن أمسيتنا هذه تحفها بكل الحب العلاقات الودية والأخوية التي تجمع الشعوب الإسلامية والعربية على بساط التعاون والتكاتف، من أجل الأهداف النبيلة والقواسم المشتركة، التي لا مكان فيها للَّون أو العرق أو الفقر والغنى، وإنما بنيان مرصوص أسس على التقوى، مدعوم بكثير من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، أخذاً وعطاءً بين شعوب -لو استقبلت ما استدبرت- لما منحت الشتات والفرقة لحظة واحدة ليكونا عنواناً يتصدر أخبارها.. فالموروث الحضاري الذي يجمعنا يفوق كل ترَّهات الفواصل والحدود المصطنعة التي آن لها أن تختفي من خارطة عالمنا الواحد.
ضيفنا الكريم رجل فكر، وتأريخ، ودبلوماسية، وعمل أكاديمي.. برع في كل جانب من دوحة حياته المفعمة بالنشاط.. فكان بحق سفير محبة، وعنوان تقارب أكثر من مرغوب بين روسيا والدول الإسلامية.. وكان ولم يزل لمنظمة المؤتمر الإسلامي في عهد أمينها العام النشيط معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى أثر بالغ في تمتين هذه العلاقات، ومنحها أبعاداً تتجذر في مختلف مناحي الحياة.
إن الحديث عن العلاقات بين الدول الإسلامية والأقليات المسلمة في مختلف أنحاء العالم يتطلب جهوداً مخلصة ليأخذ مساره الصحيح، كما ينبغي أن تبنى تلك العلاقات على أسس علمية وإحصائيات توضح نهجها ودرجة نموها وتطورها.. فمن البشريات التي أشار إليها ضيفنا الكريم في لقاءات صحفية سابقة أن الإسلام سيكون الدين الأول في روسيا بعد نصف قرن تقريباً.. وهي فترة زمنية ليست بالطويلة في عمر الحضارات.. غير أن المسألة في النهاية ليست مجرد انفجار سكاني.. فهناك مليار ونصف مليار مسلم في العالم، إلا أن صوتهم لم يزل ضعيفاً، وإسهاماتهم في النمو والتطور العالمي محدودة ومتواضعة، ويكاد يكون محصوراً في إمدادات الطاقة والمواد الأولية.. الأمر الذي ينقلنا للحديث حول الكيفية لا الكمية، فالكثرة العددية مهمة، غير أنها ليست المعيار الوحيد للنهضة المطلوبة، فمن الطبيعي أن يأتي التقدم التقني في أولويات البناء الحضاري، فكما أسهم العالم الإسلامي في العصور الوسطى بدور بارز في الجغرافيا، والفلك، والطب، والهندسة، والموسيقى، واختراع مئات الآلات.. فإننا مطالبون الآن باختراق العملية التنموية في دولنا خاصة، وعلى مستوى العالم بصفة عامة، عبر سلسلة من المختبرات، والمدن الجامعية، ومراكز البحث العلمي، وتكريس الموازنات اللازمة بكل سخاء وأريحية حتى تظهر معطياتها ومكتسباتها في وقت مناسب، فالزمن ليس في صالحنا، والسنوات الضوئية التي تفصلنا عن العالم المتقدم قابلة للزيادة إذا لم نتدارك الوضع بجهود مقدرة كالتي يطلع بها ضيفنا الكريم، ومعالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين أوغلى، ولفيف كريم من ذوي العزم الذين يدركون حساسية الموقف، وأهمية التحرك السريع في الاتجاه الصحيح.
كلمة واحدة تحكم مسيرة الشعوب حول العالم، إنها (المعرفة)، فمن امتلكها دانت له الأرض، ومن فرط فيها فلا يلومن إلا نفسه.. والإسلام في أنقى صوره ظل نبراساً للمعرفة، فإن جار عليه بعض معتنقيه وطائفة من أعدائه ووضعوه -ظلماً وعدواناً- في ركاب الإرهاب، والفكر الظلامي، والتطرف، فإن إكسير المعرفة وحده قادر على تصحيح المعادلة، والعودة به نقياً غضاً إلى رحاب الوسطية، والتسامح، والمحبة، والتآلف مع الذات والآخر، ونبذ العنف وغيره من الممارسات السلبية.
إن جهود ضيفنا الكريم في هذا المقام معروفة، مشكورة، مبرورة.. سعداء أن يفتح لنا نوافذ مضيئة نحو مستقبل مشرق في العلاقات الإسلامية الروسية، وتمتين تلك الروابط بمزيد من قنوات الابتعاث، وتوطين التقنية في بعض الدول الإسلامية التي تستطيع التعامل معها وفق آليات المنظومة العالمية، دون تفريط أو إفراط.. ولا شك أن تبادل الزيارات بين الوفود الرسمية وغيرها سوف يؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى توطئة الأكناف، واجتياز الصعاب.. آخذين في الاعتبار التركيز على الانفتاح الإعلامي بكل صوره وأشكاله، وزيادة وتيرة ترجمة الأعمال الأدبية المميزة بين الدول الإسلامية وجمهورية روسيا الاتحادية، كل ذلك من شأنه أن يعين على تجسير الفجوة والعودة بالعلاقات إلى وضعها الطبيعي بين الدول والحضارات.
سعيداً أن يرعى هذه الأمسية سعادة الأخ الأستاذ السفير محمد أحمد طيب، مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة.. وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم للاحتفاء بالسيدة الأستاذة فريال بيت المال، ابنة مكة المكرمة التي تبوأت مكاناً مرموقاً في السلم الاجتماعي بالولايات المتحدة الأمريكية، نموذجاً مشرفاً لابنة الوطن القادرة على العمل والعطاء متى ما سنحت لها الفرصة لإثبات ذاتها، دون أن تتخلى عن قيمها وتربيتها الأصيلة.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بها بين أهلها وأصدقائها.
والسلام عليكم ورحمة الله،،،
عريف الحفل: مرة أخرى نرحب بضيفنا هذه الليلة فينيامين بوبوف، الكلمة الآن أيها السيدات والسادة، لسعادة راعي هذه الأمسية، سعادة السفير محمد أحمد طيب، مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة، فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :529  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 130 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج