(( كلمة ضيف الاثنينية المحتفى به معالي الشيخ محمد أبا الخيل ))
|
- أصحاب الفضيلة أصحاب المعالي أصحاب السعادة الإخوة الحضور الكلمة الآن لضيفكم ضيف الاثنينية معالي الشيخ محمد العلي أبا الخيل. |
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين.. |
سعادة الأخ الشيخ الصديق عبد المقصود خوجه، الإخوان الكرام جميعاً.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
من المؤكد أنني لا أستطيع، وسوف لا أجد الكلمات التي أستطيع أن أرد بها أو أن أعبر عن مشاعري نحو الكلمات الكريمة التي تفضل بها الإخوان وفي مقدمتهم سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه. ولكنني بصراحة أود لو كان بإمكاني أن يقتصر حديثي فقط على التعبير عن مشاعري العميقة الخالصة بالشكر لأخي الوفي عبد المقصود على تفضله بإقامة هذه المناسبة. ليس فقط هذه المناسبة، وإنما جميع المناسبات التي يدعو لها والتي تقوم بدور ثقافي وطني مميز، وكثير من الحاضرين يعرفون عن كثب أو يسمعون عن هذه الأمسيات التي تنظم في هذا البيت الكريم؛ والتي تقوم بدور وطني ودور مؤثر في الحياة العامة. |
أقول بودي أن يقتصر حديثي على هذا الأمر، لأن هذا هو الإحساس الذي يتملكني الآن. أكثر ما أشعر فيه هو الشكر، والتقدير، والمحبة نحو صاحب هذا البيت المضياف. وكل ما أريد أن أعبر عنه هو الشكر والتقدير، وبودي لو لا أتكلم إلا عن هذا الموضوع، ولكن الموقف ربما يتطلب الحديث عن نقاط أخرى أود قبل أن أتحدث عنها أو هي على الأصح نقطة واحدة أن أعبر عن مشاعر الشكر والتقدير والإحساس، بالصداقة والأخوة للإخوان الذين تفضلوا بالحديث في هذه الأمسية، وهم جميعاً أصدقاء وأحباء ولعل شهادتهم؛ وكذلك شهادة الأخ عبد المقصود كما نقول مجروحة، فيما قالوه في هذه الأمسية، لكنني على كل حال تأثرت بها كثيراً وأي إنسان مثل في أي عمل كبر أو صغر، لا يطمع أكثر من بعد أن ينتهي هذا العمل أو يقف في إحدى محطاته، إلا أن يسمع أو يجد مثل هذه الكلمات، التي من المؤكد أنها تشعره بالرضا، وتشعره بأنه قد قام بعمل مفيد جزئياً أو أكثر من الجزء أو بذل ما في استطاعته.. |
الإخوان الكرام: تعرفون بأن التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية يتكون تقريباً من مرحلتين متداخلتين. |
المرحلة الأولى هي مرحلة التأسيس التي قادها وبذل من أجلها الكثير المغفور له؛ مؤسس هذه الدولة الملك عبد العزيز رحمه الله، الذي كما قلت بذل جهداً مضنياً على إمتداد سنوات طويلة، ليقام هذا الكيان الكبير بقوة الله وبقوة أبنائه وقوة ايمانهم. وقد بُذل هذا الجهد المضني، وبعد ذلك جاءت أجيال تمتعت بنتيجة هذا الجهد وهذا السعي في سبيل إقامة هذا الكيان الكبير إن شاء الله. |
وأتصور أن جميع هذا الجيل أو أقصد جيلنا والأجيال التي بعدنا، تحمل في أعماق أعماقها الكثير من الشكر والتقدير لله أولاً ثم لمؤسس هذا الكيان الذي جعلنا نعيش في كيان نعتز به ونفخر بالإنتماء إليه. |
المرحلة الثانية التي تلت ذلك هي مرحلة بلورة جهاز الدولة، وفي هذه المرحلة التي شهد بعض الحاضرين هنا بدايتها وشهد البعض الآخر بعد فترة قصيرة من بدايتها، مرحلة اشترك فيها الكثيرين جداً من مجتمعات مختلفة من جميع أنحاء هذه المملكة خلفيات ثقافية مختلفة، نتيجة الدراسة في أماكن مختلفة، لكن كلهم كانت تجمعهم رغبة جامحة وقوية منذ ذلك الوقت، وحتى الآن إن شاء الله، لبناء هذه الدولة، بناء أجهزتها. والنقطة التي أود أن أتحدث عنها وهو الشيء الذي أتذكره وعشت فيه هو العزيمة القوية والتجمع القوي من أجل أن تختصر هذه الدولة سنين طويلةً من التاريخ حتى تصل إلى المرحلة التي وصلت إليها بحمد الله، ولا بد أن بعضكم يعرف هذا الموضوع وشاهده عن قرب وبعضكم سمع عنه، شهدت الكثير من العمل والجهد - وشهدت الكثير من التنافس أيضاً، ولكنه تنافس في سبيل مصلحة هذه الدولة، والتنافس هذا أيضاً أثمر عن زيادة في الكفاءَة وزيادة في الإنتاجية، وقد منَّ الله على هذا البلد بكرمه وهيأ لها الظروف أن تحقق فعلاً ما لم تحققه دول أخرى في سنوات طويلة، المجموعة الكبيرة التي ساهمت في هذه المرحلة، في المرحلة الثانية، انصهرت تماماً في عملية تأسيس وعملية إقامة الكيان الحديث للدولة، وتفاعلت فيما بينها، وفي الوقت الحاضر عندما ينظر الإنسان، أي إنسان، ممن شهد هذه الفترة إلى المراحل السابقة يتراءى له كما لو كان هناك ترتيب لتكوين هذا الفريق الكبير، الذي قام بجهد مشترك طور فيما بعد إمكانيات للتنسيق وللتعاون، كلنا نعرفها ويشهد بها كل من عرف أو قرأ عن هذه الفترة، حتى أن أحد الإخوان قال لي في إحدى المناسبات: إنه عندما يرى هذا الجيل الذي صاحب المرحلة الثانية لإقامة جهاز الدولة وتطويره، يشعر كما أنهم يتحدثون بطريقة واحدة، كما لو أن هناك تشابهاً فيما بينهم برغم من أنهم ربما لم يتقابلوا إلا عندما بدأوا العمل في الحكومة، وهذه ملاحظة لا زلت دائماً أتذكرها لأنها تشعر الإنسان بأن الله سبحانه وتعالى هيأ لهذا البلد الشيء الكثير، هيأ له التأسيس وهيأ له الجيل الذي استمر في المسيرة، والجيل الذي أتحدث عنه ليس هو فقط موظفي الدولة، أو الذين يعملون في الدولة، وإنما ضم الكثير ممن يعملون في قطاع الأعمال؛ ممن يعملون في قطاعات مختلفة.. |
في البداية كانت إمكاناتهم الفردية محدودة، وكانت إمكانات الدولة محدودة، ومع ذلك كان يجمعهم - حتى لو اختلفت الآراء فيما بينهم - كان يجمعهم طموح قوي جداً إلى إقامة الدولة الحديثة وإلى إقامة دولة الإنتاج والرفاهية، والأعمال أو النتائج التي أثمر عنها هذا التعاون بين هذه المجموعة الكبيرة في مختلف المناطق، لا يمكن إلا أن تعزى لهذا التعاون، لا يمكن إلا أن تعزى لهذه الرغبة المشتركة التي قادت الجميع في هذا الاتجاه، أنا لا أقول هذا من باب التعليق الطيب أو الكلام الذي يسر، ولكنها شهادة شخص شهد هذه الفترة وأي أحد منكم من الشباب الذين لم يحضروا هذه الفترة، ربما يسمع الكثير عن هذا وربما يسمع كما كان صديقي الوفي عبد المقصود يتحدث على جهة ما عليها ولها.. |
ربما تسمعون هذا عن جهات مختلفة وعن أفراد مختلفين، ولكن يجب أن تعرفوا حقيقةً واحدةً وهي أنهم كانت تجمعهم قوة، وكانت تجمعهم رغبة قوية في سبيل المساهمة في سبيل هذا الكيان الذي نعتز ونتشرف بالإنتماء إليه والحمد لله، بعض هذا الجيل سبق أن تقاعد وبعضهم تقاعد مؤخراً وبعضهم قد يتقاعد في المستقبل وبعضهم سيستمر، ولكن سيظلون وهو الشيء الذي أعرفه وأشاهده، يشعرون فيما بينهم كأنهم فريق واحد، الفريق الذي كان يعمل في ذلك الوقت كأنهم فريق واحد لا يزال يعمل، ولا يزال يشعر أعضاؤه إذا صحت التسمية والتعبير، بأن بينهم شيئاً مشتركاً حتى ولو لم تكن بينهم صداقة شخصية مستمرة، بينهم شيء مشترك يشعرون دائماً بالاعتزاز والفخر بأنهم تزاملوا في سبيل تحقيقه والحمد لله على ما تحقق. |
أود أن أكرر محاولة التعبير عن الشكر للصديق الوفي - عبد المقصود خوجه - وللإخوان الكرام، الذين تحدثوا في هذه الأمسية التي ستظل محفورةً في ذهني طالما حييت، لأنني شعرت بالكثير من الإمتنان والتأثر للدعوة من إقامتها من حيث المبدأ، ولما قيل فيها، كما أود أن أشكركم فرداً فرداً على تفضلكم بالحضور لهذه المناسبة. وشكراً. |
|
|