شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
هو ليس سؤالاً في الحقيقة، إنما كلمة ترحيبية بالأمير، لكن المديرين الذين يتولون الندوة الليلة، يصادرون كثيراً من الأفكار وكثيراً من الرغبات. نرحب بالأمير، ونقول إن الجنادرية تشكل إضاءة حقيقية في حياة المؤسسة الوطنية، مؤسسة الحرس الوطني، وهذه الجنادرية بدأت كما يعلم الكثيرون بداية تراثية، ذات طبيعة تعتني بسباق الهجن وبالقرية الشعبية، وبالعادات والتقاليد القديمة، وقد كانت تُتهم آنذاك بأنها التفاتة إلى الماضي وليس لديها ما تنظر به إلى المستقبل، وأن هذه الالتفاتة إلى الماضي تعيق الأمة ولا تدفع بها إلى الأمام. لكن هذه الجنادرية تطورت في ما بعد، وأصبحت لها نقطة قوة أساسية، هي هذه الندوات التي تعقدها وتديرها في كل سنة، وقد تميزت هذه المؤسسة بحضور من اليسار ومن اليمين السياسي، وقد كان ذلك يُعدّ في الماضي نوعاً من الخيال، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يحضر إلى هذه الجنادرية يساريون يطرحون أفكاراً ذات طبيعة مختلفة عن هذا المجتمع. لقد كانت هذه نقطة توهج في حياة الجنادرية، حضوراً وموضوعاً، ثم كانت الخطوة التالية في هذه الجنادرية لجنة المشورة التي تشكلت من أبناء الوطن، من أكاديميين ومثقفين ومفكرين ومن بنات الوطن أيضاً؛ لرسم الصورة التي يجب أن تكون عليها الجنادرية؛ ولوضع البرنامج الذي يطرح في كل عام. ثم حدث تطور أكبر وأجمل وهو شخصية العام، إذ إنه أمر في منتهى الأهمية وفي منتهى القيمة لهذا الوطن، أن تقدم الجنادرية في كل عام شخصية وطنية عامة، واسماً من بين أسماء كبيرة، كالشيخ حمد الجاسر، الأستاذ عبد الكريم الجهيمان، الشيخ عبد الله عبد الجبار، الشاعر محمد حسن فقي، فكلها أسماء عظيمة جداً كشخصيات للعام، وفي اعتقادي أن الندوات في ظل تشكيل لجنة المشورة الجديدة، ستكون ذات فعالية، وذات قوة جاذبة لحضور هذه الندوات، وأعتقد أيضاً أننا باختيارنا للمواضيع سنحدد مستوى الحضور وحجمه أيضاً.. أذكر أنه في العام ما قبل الماضي، كانت فكرة الإصلاح مطروحة في داخل المملكة العربية السعودية، وقد أُخِذ رأي لجنة المشورة وتمت الموافقة عليها بالإجماع، لكن عندما شرعنا في تطبيق الفكرة، إذا بها تهبط من مستوى الفكرة العظيمة التي في ما لو عرضت على الناس -في الإصلاح الثقافي، والإصلاح الاقتصادي، والإصلاح السياسي، والإصلاح الاجتماعي- لكانت شكلت ندوة حقيقية تتفق مع منهج خادم الحرمين الشريفين في الحوارات التي أقامها. في اعتقادي أن الفكرة قد هبط مستواها وتحولت إلى مجرد ندوة صغيرة مرت ذات أمسية من أمسيات الجنادرية الماضية أو ما قبل الماضية. إن التغيير الذي حدث الآن في لجنة المشورة يطمئنني ويطمئن -حسبما أعتقد- كل من يهمهم نجاح الجنادرية واستمرارها وتألقها، فالتألق لا يأتي من فراغ، والتألق لا يأتي بالأماني، إنما يأتي عبر طرح الأفكار ذات الأهمية، وذات الجاذبية، التي تجعل الناس يحرصون هم بذواتهم على حضور هذه الندوات، وليس عبر دعوتهم أو رجائهم. يبقى أمر أخير: علينا أن نحافظ نحن في الدعوات على ذلك المستوى الذي كانت عليه في الماضي، ليس من خلال ألاّ نحصر أصحاب الرؤية المشتركة فقط، وألاّ نحصر أصحابنا الذين يحبوننا أو الذين يجاملوننا، أو الذين ينافقوننا، بل من خلال أن نحصر أسماء أخرى من أولئك الذين لهم وجهة نظر في ما نطرح، وفي ما نقول، أكان ذلك على المستوى الثقافي، أو على المستوى الاجتماعي، أو على المستوى السياسي. يا أمير نرحب بك، وسعداء بوجودك، وسعداء بكثير من الإجابات التي تفضلت بها، تمنياتي لك بالتوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج