الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((استئناف الحوار مع المحتفى به))

معالي الدكتور محمد عبده يماني: إن شاء الله، شكراً دكتور عبد الله، والسؤال التالي من معالي الدكتور مدني علاقي فليتفضل.

بسم الله الرحمن الرحيم، معالي الدكتور عبد الله العثمان أسعدنا وجودك هذه الليلة وأنت تمثل إحدى جامعاتنا العريقة وأولاها جامعة الملك "سعود" التي تعاقب عليها كوكبة من الرواد بدءاً من الشيخ عبد الوهاب عزام، ثم معالي الأستاذ ناصر المنقور، ثم معالي الأخ الدكتور عبد العزيز الخويطر الأستاذ المؤسس بحق، وحاضراً تحت قيادتك المؤثرة والمتميزة. سؤالي أيها الأخ الكريم هو: برزت جامعة الملك "سعود" في الآونة الأخيرة كواحدة من أفضل الجامعات على مستوى العالم العربي، والأولى من بين الجامعات السعودية بحسب مقاييس بعض المنظمات العالمية المهمة المختصة بتقويم جودة الأداء في الجامعات، كتقويم "شنغهاي" مثلاً السؤال: ترى أيهما أكثر أهمية لجامعاتنا لتكون متميزة عالمياً، هل في أن تكون في أولى قوائم تصنيف الجودة كتقويم "شنغهاي"؟ أم أن تكون البرامج الدراسية التي تقدمها الجامعات أو الكليات أو الأقسام العلمية في قوائم الاعتماد الأكاديمي للمنظمات الأكاديمية المعروفة في الولايات المتحدة وكندا على سبيل المثال؟ وشكراً.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: بالنسبة إلى تشكيل الجامعات في العالم، فلنأخذ نموذج "جامعة كاليفورنيا": إنها نموذج متميز، وهذه جامعات بحثية مرتكزة على البحث، ثم "كاليفورنيا ستايت يونيفيرستي" وهذه جامعات تدريسية، ثم تأتي "كومينتي كولج" Comunity college تقريباً 13٪ في الجامعات البحثية في حدود 15٪ في الجامعات التدريسية و 79٪ أو النسبة الباقية في كلية المجتمع، كل وظيفة من هذه الوظائف لها مؤشرات قياس، مؤشرات قياس جودة البرامج التعليمية للاعتماد الأكاديمي، ومؤشرات قياس جودة البحث العلمي من واقع تجربة جامعة الملك "سعود" هو "تقويم شنغهاي" نحن نحتاج للاعتماد الأكاديمي، للبرامج التعليمية.. ونحتاج مؤشرات أخرى لقياس جودة البحث العلمي، وعناصر الجودة في البحث العلمي تتمثل في الباحث المتميز والبحث المتميز، ومؤشره هو جودة المجلات العلمية التي يُنشر فيها هذا البحث المتميز. يجب أن يكون لدينا في المملكة هذا التقسيم، وأنا أرى أن جامعة الملك "سعود" أو جامعة الملك "عبد العزيز" أو جامعة الملك "فهد" يجب أن تختلف وظائفها اختلافاً جذرياً عن الجامعات الأخرى، لأن البنى التحتية موجودة، والعمر المديد موجود فيجب أن تتحول هذه الجامعات إلى جامعات بحثية، إذ إن الجامعات التي تقود الدول نحو التقدم والتطور خصوصاً في هذا القرن الذي اتسم بالاقتصاد المعرفي هي الجامعات البحثية. إن رؤية جامعة الملك "سعود" اليوم تطمح لأن تكون جامعة بحثية متميزة، وهذا لا يعني بالضرورة أن يتم الأمر على حساب جودة البرامج التعليمية، فالجامعة المتميزة في البحث العلمي يتزامن معها التميز دائماً في جودة البرامج على طريقة الاعتماد الأكاديمي.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً يا دكتور، ليس هناك أفضل من الصراحة، أردتم القول أنكم أنتم في القمة أي أن من في الأسفل هم الآخرون...

معالي الدكتور عبد الله العثمان: لا.. لا، كله بخير.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: تعني لن تأخذوا من ذوي الـ 60٪ أو 70٪؟!! تريدون أن تكونوا جماعة الأوائل في البحث ووضحت وجهة نظرك، وهذه أدوار قادتها جامعات عالمية، أما أولادنا فلهم الله سبحانه وتعالى ليسخّر لهم "أبو 60٪ وأبو 70٪".

معالي الدكتور عبد الله العثمان: على كلٍ أنت ذكرتني بالتعريف عن...

معالي الدكتور محمد عبده يماني: فقط بعد أن نسمع لائحة السيدات فقد تأخرنا عليهن.. إنني ما شاء الله أنظر يميناً ويساراً فلا أرى واحدة منهن، على العموم سوف نفتح الطريق تفضلن.

الأستاذة نازك: دكتور لدينا هنا 40 حاضرة، فالحضور هنا كبير ما شاء الله بالنسبة للسيدات.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: لأننا لم نسمع أصواتكن.

الأستاذة نازك: شكراً لكم. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أصحاب المعالي.. أصحاب السعادة.. السيدات والسادة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جامعة الملك "سعود" ثلاثة وخمسون عاماً من العطاء منذ بداية تأسيسها في عام 1377هـ، وهي تتطور شيئاً فشيئاً وتنمو وتكبر حتى تبوأت مكانة عالية. ولأنه يمتلك الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية لما يتطلبه التعليم في ظل التطور التقني والتكنولوجي، فقد ارتقى بالجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية فاستحقَّ بجدارة أن ينال جائزة "الشرق الأوسط" السادسة للشخصيات التنفيذية للقطاع المؤسسي لعام 2009م، وهذا غيض من فيض من عطاءاته الجليلة في خدمة الجامعة التي اهتم بها منذ اليوم الأول لتوليه مهام منصبه، حيث آلى على نفسه الاهتمام بها والترقي بها نحو المجد والعُلا، وإنجازاته على أرض الواقع خير دليل وبرهان على ذلك، إنه معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مدير جامعة الملك "سعود" نحتفي به هذه الليلة فأهلاً ومرحباً به.

لقد وردنا في الحقيقة العديد من التساؤلات لكنني لا أعتقد أننا سنستطيع الإجابة عنها، لأن كثيراً منها قد أجاب عنه معالي الدكتور. نبدأ بداية مع الدكتورة زينب السحيمي من جامعة الملك "عبد العزيز" بجدة، فلتتفضل.

بسم الله الرحمن الرحيم، باختصار كم أشعر بالفخر والاعتزاز تجاه كل ما سمعته من معالي الدكتور عبد الله العثمان خاصة في مجالات التعاون المختلفة مع الجامعات العالمية، وأتوق بشدة إلى أن نرى بقية الجامعات الرئيسة في المملكة -أقصد بذلك جامعة الملك "عبد العزيز" وجامعة الملك "فيصل" والجامعات الرئيسية- قد حذت حذو جامعة الملك سعود، سؤالي هو: ما هو مدى التعاون بين الجامعات الرئيسية وجامعة الملك "سعود" حتى تستفيد من هذه التجارب؟

معالي الدكتور عبد الله العثمان: لا شك أن جامعة المؤسس الملك "عبد العزيز" من الجامعات الرئيسية وبينها وبين جامعة الملك "سعود" صندوق بحثي مشترك بـ 10 ملايين ريال. الآن هناك مشاريع مشتركة في مجال الطب وفي مجال الهندسة، وهناك تعاون كبير، ومجموعة من المشاريع البحثية. النقطة الأخرى: إن جامعة الملك "سعود" قد ساهمت في تشغيل بعض الجامعات وخاصة برنامج السنة التحضيرية مثل جامعة "تبوك" وغيرها من الجامعات، ولا تزال الجامعة مقصرة في هذا الجانب رغم أن لديها بعض المشاركات الرئيسية.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً، الكلمة الآن للأديب الشريف الأستاذ خالد الحسيني..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، معالي الدكتور يقال إن جامعة الملك "سعود" هي بصدد وضع علاج للسرطان حتى الآن لم تكتمل دراسته.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: لدينا برنامج "التوأمة" مع الجامعات.. لجامعة الملك "سعود" علاقات علمية واسعة مع جامعة ولاية نيويورك، وهناك بحث مشترك لم تنتهِِ بعد منه سوى المرحلة الأولى وهي مرحلة حيوانات التجارب. هناك أمل كبير جداً وسندخل الآن في المرحلة السريرية، ونأمل إن شاء الله أن تنجح المسألة، أول من كتب عن هذا صحف ووكالات مثل "يو إس تودي" (Us today) و "روترز" (Reutews) لكن المشروع لا يزال في مرحلة الـ "أنيمال إكسبيرمنت" (Animal experiment) والآن سينتقل إلى المرحلة الثانية، وهي مشروع بحثي ممول من معهد الصحة الأمريكي، عبارة عن بحث مشترك، وقد حصلنا على جهة تمويلية من أمريكا وسُجلت براءة اختراع ونُشر البحث في مجلة يبلغ الـ "إمباكت فاكتور" (impack facter) لديها 5.2، ونأمل إن شاء الله الانتقال إلى المرحلة الثانية.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: سؤال لكم يا معالي الدكتور.

لا شك أنكم قد حققتم مع أسرة الجامعة إنجازات كبيرة في زمن قياسي وركزتم على تصنيف "شنغهاي"، لكني أود أن أسألكم ماذا عن تصنيف "التايمز"؟ وشكراً.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: يحق للجامعة بعدما حققت المرتبة الأولى في كل التصنيفات أن تُقيِّم تلك التصنيفات، نحن في المركز الأول عربياً بحسب تصنيف "التايمز"، وفي المركز 247 على مستوى العالم في الطب المركز 97، وهذا ما أثار الزوبعة في عام 2006م. إن الذي يحكم على قوة التصنيف هي المعايير، كلما كانت المعايير دقيقة جداً فوّتت الفرصة على المُحَكَّمين في أن يعطوا آراء شخصية. ينقسم تصنيف "التايمز" إلى قسمين 40٪ من الدرجات هي عبارة عن عملية تصويت مجموعة من الخبراء على مستوى العالم يوجهون إليهم أسئلة محددة عن الجامعة، و 60٪ من الدرجات تعتمد على معايير محددة. إن جامعة الملك "سعود" لأنها تريد أن تكون جامعة بحثية قد أخذت بتصنيف "شنغهاي" كوسيلة أو كمؤشر لجودة العملية البحثية. فلو طرحنا سؤالاً، بصرف النظر عن تصنيف "شنغهاي"، ما هي عناصر الجودة في البحث العلمي؟ كلما ارتقت جودة أوعية النشر كان ذلك مؤشراً على نوعية البحث العلمي، وبالتالي أنت تقول إن البحث العلمي متميز إذا كان وعاء النشر ذا جودة عالية، حسناً متى تقول إن الباحث متميز؟ إذا تمكن من أن ينشر في مجلات علمية مرموقة. متى يكون متميزاً؟ إذا أشير إلى أبحاثه بكثافة عالية، إن عناصر الجودة هذه جميعها متوفرة في "شنغهاي" لذلك أخذت الجامعة بهذا التصنيف، وليست الجامعة من أطلق هذا الحكم، لكن يسع جامعة الملك "سعود" ما يسع الجامعات العالمية المرموقة التي تحلم جامعة الملك "سعود" بعد وقت من الزمن أن تضاهيها.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً دكتور الآن نعود للسيدات مرة أخرى.

الأستاذة نازك: سؤال من الأستاذة فريدة شعث وهي إحدى الطالبات اللاتي التحقن بالجامعة في بداية سنواتها الأولى.

بسم الله الرحمن الرحيم، ليس لدي سؤال ولكني أريد أن أقول بأن لي الفخر بأن أكون من أوائل من درسن في جامعة الملك "سعود" عندما كان اسمها جامعة "الرياض"، وقد درست الأدب الإنجليزي لمدة سنتين بالانتساب، ثم انتقلت إلى أمريكا وأكملت هناك دراستي في جامعة "إلينوي" -أقول أكملت لأن أي ساعة من ساعات دراستي في جامعة "الرياض" لم تضِع بل احتُسِبت جميعها، أقول هذا لأبين أنها من الجامعات المعترف بها منذ تأسيسها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً، سؤال ثانٍ.

الأستاذة نازك: سؤال من الأستاذة عطية ناشد مدرّسة لغة عربية.

سعادة معالي الدكتور عبد الله العثمان، تعتبر جامعة الملك "سعود" من الجامعات الرائدة في العالم، وبعد حديثك المشوِّق لنا تمنينا لو عدنا إلى الوراء ودرسنا في تلك الجامعة المرموقة.. نتمنى أن تتاح الفرصة للشباب العرب المقيمين في المملكة للدراسة في الجامعة بدلاً من إرسالهم إلى أوروبا وأمريكا وماليزيا، خصوصاً الطلاب المتفوقين في دراستهم والذين حازوا درجات كاملة في الثانوية العامة وشكراً.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: الجامعة تتيح فرصة للمتميزين والمبدعين من هذه النوعية، وحددت الإبداع وربطته بثلاثة عناصر رئيسية هي: معدل الثانوية العامة، ومعدل القدرات، والمعدل التحصيلي.. لكن هناك فرصة كبيرة جداً في جامعة الملك "سعود" للمتميزين.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً دكتور. لدي سؤال متكرر هنا:

يقول صاحبه إنه قد حضر حفل إطلاق الأقمار السعودية وأنه كان من ضمن الأقمار قمر صناعي لا يزيد حجمه عن كف اليد الواحدة، فمتى تعتقد يا دكتور أنه يمكننا أن ندخل مجال هذه البحوث حتى نتمكن من صناعة قمر في جامعاتنا أو ابتكارات علمية مماثلة؟ الدكتور عبد الحفيظ محمد أمين مدير النادي العلمي السعودي.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: إن المؤسسات التعليمية فيها من البيروقراطية كأي مؤسسة أخرى، فالجامعة، ولكي تتجاوز هذه الحوائط الخرسانية بين الأقسام والكليات، قد لجأت إلى تأسيس معاهد بحثية متخصصة، فأسست معهد "الملك عبد الله لتقنية النانو"، وأسست معهد "الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة"، وهي في طور تأسيس معهد "الأمير نايف للأبحاث الصحية". أما معهد "الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة" فإنه سيدخل إن شاء الله في هذا المجال لكن متى؟ لا نعلم.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: إن شاء الله (ربنا يوفِّق). سؤال من أستاذنا الشيخ محمد علي الصابوني.

جامعتكم مبدعة وسؤالي: هل للعلوم الشرعية والإسلامية الغراء وعلوم اللغة العربية نصيب من هذه الجهود والأبحاث التي تقومون بها؟

معالي الدكتور عبد الله العثمان: كل جامعة لها نقاط قوة تركز عليها. لدينا قسم اللغة العربية وهو من الأقسام العريقة في الجامعة، كما لدينا قسم للدراسات الإسلامية وهو من الأقسام العريقة أيضاً، لكن اختيار أو انتقاء التخصصات التي تدخل في منظومة التركيز يعتمد على قدرات هذا القسم والمنافسة مع الآخرين. لقد حددت الجامعة خمسة مجالات لكي تبدع فيها، لكنها أتاحت للآخرين فرصة المنافسة.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً: الأخ عبد الله السيود مدير إدارة الموهوبين لدينا دقيقتان من الوقت، فلنعطه الميكروفون مع الالتزام بالموعد.

بسم الله الرحمن الرحيم، يُعد برنامج "التلمذة" أحد البرامج الدولية التي توجَّه لصالح الطلاب الموهوبين. باختصار شديد تقوم فكرة هذا البرنامج على عملية التواصل العلمي بين الطلاب الموهوبين وبين متخصصين وخبراء في مجالات أكاديمية متنوعة وفق آلية علمية محددة، وبما يتناسب مع ميول وقدرات الطلاب، إذ يقوم هؤلاء المختصون والخبراء بالإشراف على الطلاب بشكل مباشر لمساعدتهم في اكتساب خبرات ومهارات علمية وبحثية متنوعة للقيام بمشروع علمي متميز في آخر العام الدراسي، لدينا في جدة اثنان من الطلاب قد قاما بمشاركة بحثية (تلمذة) لدى أحد الخبراء في أمريكا، وتم هذا الأمر بالتنسيق مع الوزارة من خلال "الإدارة العامة للموهوبين". السؤال الذي أود طرحه، أنا سعدت جداً قبل يومين لدى قراءاتي خبراً بجريدة "المدينة" يقول: إن 15 كرسياً في جامعة الملك "سعود" من أصل 90 كرسياً قد وافقوا حسبما علمت اليوم من كراسي البحث العلمي -على دعم برنامج "التلمذة" للطلاب الموهوبين والذي أطلقته عمادة السنة التحضيرية في الجامعة بمشاركة ثلاثين طالباً، طبعاً هذا الكلام للدكتور عبد العزيز العثمان عميد السنة التحضيرية، وقد بادرت الجامعة ما شاء الله إلى هذا الموضوع.. آمل حقيقةً من جامعة أخرى أن تحذو هذا الحذو، وأيضاً أن يكون لطلابنا نصيب، فيها، بدلاً من أن نرسلهم إلى الخارج ليتتلمذوا على يد عدد من الخبراء. لقد سمعنا الليلة شيئاً جميلاً جداً من معالي الدكتور، نأمل أن يكون هذا الأمر على مستوى الوزارة، وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي. شكراً لكم.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: أنا تكلمت في جزء والأستاذ علي يتكلم في جزء آخر، الموضوع ينقسم إلى شقين: هناك تلمذة للطلاب الصغار، هذا في السنة التحضيرية، أي هي مرحلة البكالوريوس، ولدينا تلمذة حتى للأساتذة تحت برنامج اسمه برنامج "زمالة عالم"، قوامه اختيار شباب من أعضاء هيئة التدريس الذين جاؤوا الآن من البعثة، وتكويِن مجاميع بحثية.. اليوم "البنش ماركينغ" Benching Marking ليس فقط من مؤسسة لمؤسسة، بل إن هناك "بنش ماركينغ" في ما بين الأشخاص المتخصصين في الليزر على سبيل المثال: "البينش مارك" الخاص بهم هو البروفيسور "هانش" في "ماكس بلانك" في ألمانيا، وهو فائز بجائزة "نوبل" وفي الوقت نفسه فائز بجائزة "الملك فيصل"، وعندنا للطلاب الصغار وفي الوقت نفسه التلمذة حتى للكبار تحت مسمى برنامج "زمالة عالم" والدكتور علي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي.. لو تعطينا يا معالي الدكتور دقيقتين أو دقيقة ونصف كما تحب.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: أعطي الميكروفون للدكتور علي الغامدي:

بسم الله الرحمن الرحيم، أسعد الله مساءكم بكل خير. الحقيقة إن الموضوع الذي طرحه الأخ مهم. طبعاً علاقتنا بالموهبة أولاً، وهناك كما نعرف علاقة جيدة بين مؤسسة الملك عبد العزيز والرجال الموهوبين، والحمد لله سيكون هناك معرض الابتكار في جدة بعد حوالي شهرين من الآن، وبالتالي هناك مشاركة من الجامعة نتمنى إن شاء الله أن تكون للجميع فرصة لزيارة هذا المعرض.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: ما ذُكِر صحيح طبعاً.. لدينا حقيقةً مركز ابتكار في الجامعة، وقد أُسس انطلاقاً من منظومة تمكنت الجامعة من بنائها وتعتمد على الابتكار وذلك تحقيقاً للركن الثالث من رؤيتها التي ذكرها معالي المدير قبل قليل، ألا وهو بناء مجتمع المعرفة، ومساعدة الطلاب في احتضان أفكارهم المبدعة. وربما لاحظتم عندما دشن خادم الحرمين الشريفين مجموعة من المشاريع الاستراتيجية في صفر الماضي أن هناك أحد طلاب الجامعة من خريجي كلية الهندسة قد أنجز ابتكاراً من بنات أفكاره، وأعلن في ذلك الحفل وكُرِّم من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وأطمئنكم بأن هذا الابتكار ولله الحمد قد لقي الآن القبول في وزارة التربية والتعليم وسوف يسوَّق وربما قرأتم عنه.

منظومة الابتكار تبدأ بمركز الابتكارات في الجامعة، حيث يتلقى مركز الابتكارات الفكرة من أي طالب أو عضو تدريس أو مواطن يتقدم بفكرة ويريد أن يختبر ما إذا كانت هذه الفكرة قابلة لأن تكون منتجاً له قيمة اقتصادية مضافة أم لا؟ وبالتالي أنت تسعى لإعادة صياغة الفكرة لتصبح مُنتِجاً له قيمة في السوق الاستهلاكية. يرتبط مركز الابتكار لدينا بمكتب آخر هو مكتب "حقوق الملكية الفكرية"، ومكتب حقوق الملكية الفكرية يضمن تسجيل البراءة سواء محلياً أو عالمياً عندما تكون هناك قناعة بالفكرة من خلال حاضنتين: حاضنة تقنية وحاضنة أعمال، ويرتبط ذلك بمركز إدارة الأعمال ووادي الرياض للتقنية. إذاً تستهدف هذه المنظومة أساساً الموهوبين والموهوبات، ولله الحمد أطمئنكم بأن هناك الآن أكثر من مئة فكرة، سيكون ثلثها على الأقل حسبما أعتقد منتجاً إن شاء الله تعالى.

بالنسبة لبرنامج "التلمذة"، لدينا برنامج الشراكة الطلابية في الجامعة، وهو أُطلِق بمبادرة من الجامعة منذ أكثر من عام. هناك أكثر من أربعمئة طالب الآن من طلاب البكالوريوس يعملون مع الباحثين في ضمان كراسي البحث، إذ يعمل تحت كل كرسي بحث مجموعة من طلاب البكالوريوس لا تقل عن أربعة أو خمسة طلاب أو طالبات، بناء على قدرتهم في الاستمرار بذلك. وهناك تحت برنامج الشراكة الطلابية برامج محفزة للابتكار، وهناك أيضاً مسابقة للابتكار تضم جامعة الملك "سعود" وجامعات المملكة وبالتالي لدينا حوافز تشجيعية -باسم رئيس القسم الأكاديمي، وباسم عميد الكلية، وباسم مدير الجامعة- لكل طالب (أو طالبة) موهوب يقدم فكرة جديدة، وبالتالي فإن مشروع الموهبة يتتلمذ عليه كثيرون.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً، نعود مرة أخرى للسيدات لأننا نريد أن نختم.

الأستاذة نازك: هناك سؤال سأطرحه نيابة عن الأستاذة منى مراد من جريدة "البلاد".

انتقد معالي الدكتور العثمان بشدة ما يُدرَّس في الثقافة الإسلامية وفي مواد الآداب العامة لطلاب الجامعات السعودية ووصفه بأنه دون المستوى، ما هي أسباب هذا النقد؟ وما مدى قبول الجهات ذات العلاقة لهذا النقد وما هي نتيجته العملية؟ شكراً لكم.

وأيضاً هنا سؤال من إحدى الحاضرات مزيَّن خالد حقي، تفضلي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه لقد كنت في زيارة لمدينة الرياض واسترعت انتباهي لوحة كُتِبَ عليها "أوقاف الجامعة".. ما هي أوقاف الجامعة وما هو هدفها؟ وتعليقاً على كلمة معالي الدكتور محمد عبده يماني وحديثه عن تأسيس جامعة الرياض أود القول إنه قبل تأسيس الجامعات في المملكة العربية السعودية، ذهب زوجي -رحمه الله- أحمد عبد الغفور عطار عقب تخرجه من المعهد العلمي السعودي وبعض رفاقه إلى الملك فيصل -رحمه الله- وطلبوا منه افتتاح جامعة لهم فأجابهم: أنتم سبعة أو ثمانية فقط، إن تأسيس جامعة لهذا العدد يكلف كثيراً فمن الأفضل أن نبتعثكم إلى الجامعة المصرية للدراسة هناك.. وكانوا أول أعضاء بعثة تعليمية ذهبوا للجامعة المصرية في ذلك العصر، والسلام عليكم ورحمة الله.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: الوقف كنا عرضناه وأرسلنا كُتيِّباً عنه، وهو عبارة عن استثمارات في الجامعة جُمعت بتبرعات من رجال المال والأعمال، وقد بلغ إجمالي التبرعات الآن 1500 مليون، المرحلة الأولى: هي عبارة عن استثمار عقاري للجامعة لأن لدى الجامعة تقريباً 180.000 متر مربع في أفضل الأراضي في الرياض، أي في شارعي الملك عبد الله والملك خالد، وستملك الجامعة إن شاء الله في نهاية 2010م محفظة استثمارية عقارية لا تقل عن 3500 أو 3700 إذا أضفنا إليها الأصول. تبقى هناك خاصية من خصائص جامعة الملك "سعود" ومشاركتها مع الجامعات العالمية أود أن أختم بها؛ ألا وهي طريقة انتقاء العمداء: هذه الطريقة تتم لدينا في منتهى الشفافية ووفق الممارسات الناجحة لدى الجامعات العالمية المرموقة، وذلك حسب المسار التالي: أولاً: حددت الجامعة مواصفات العميد الذي تبحث عنه، وحددت أحد عشر معياراً له. تعلن جامعة الملك "سعود" في رسالة الجامعة عن حاجتها إلى عميد هندسة، أو عميد إدارة أعمال، هناك لجنة نسميها "سيرش كومتي" أو لجنة الاختيار أو لجنة الحكماء، وهي عبارة عن (دكاترة search committee) يرأسهم واحد من كلية العلوم كان عضواً في مجلس الشورى هو الدكتور عبد الرحمن أبو عمة، يتنافس المرشحون ولكل شخص الحق في أن يرشح نفسه أو يرشَّح من الآخرين، ثم يقدم خطة لهذه الكلية فيها رؤيته وفيها رسالة تتضمن أهداف خطة العمل، ثم تكون هناك مقابلة تفصيلية ويخضع لاختبار الأحد عشر معياراً، كل معيار له درجة أو وزن من الدرجات، ثم تجمع الدرجات وترتب ويُختار أفضل ثلاثة مرشحين ويتم وفق هذه الآلية اختيار عمداء جامعة الملك "سعود".

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً، كلمة للدكتور الأستاذ حسين فؤاد سندي، أمامنا دقيقة واحدة إذا أذنت.

شكراً، الشكر أولاً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه لاستضافته الشخصيات المهمة التي لها دور بارز في نهضة البلد. أنا من جامعة الملك "عبد العزيز"، لكن لا بد من الإشادة بالقفزات النوعية التي حصلت في جامعة الملك "سعود"، ولا بد من الإشارة إلى أن كلية الهندسة بجامعة الملك "عبد العزيز" قد حصلت على تصنيف "الأَبِتْ"، وهذا إنجاز حضاري كبير في المملكة العربية السعودية. بالنسبة للمواطن العادي الذي يسمع بالأرقام الخيالية هذه، لا يوجد دولة في العالم تصرف على جامعاتها وتعليمها كما تفعل المملكة العربية السعودية، أفضل دولة في العالم تحاول أن تأخذ بيد شعبها للتقدم، لكن السؤال:

ما هو دور الجامعات في النهوض بالمواطن العادي؟ كيف نستطيع أن نكسر هذه الأرقام والكرم الحاتمي والنقود التي تُصرف على الجامعات باتجاه التعليم للمواطن العادي؟ هذا هو في الحقيقة مربط الفرس، وشكراً لكم.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: لم تعد جامعة الملك "سعود" اليوم جامعة تعليمية تقليدية، لقد انتقلت جامعة الملك "سعود" إلى مؤسسة تنموية شاملة، والدليل تأسيسها لعدد من الجامعات في المملكة العربية السعودية بهدف تفعيل الدور التنموي لهذه الجامعة. ويمكننا اليوم أن نقسم المشاريع الاستراتيجية التي تعمل لها الجامعة إلى خمسة مشاريع: هناك مشاريع تعليمية خاصة بالجامعة منها إتاحة فرصة كمية ونوعية لخريجي الثانوية العامة، وهناك مشاريع لخدمة المجتمع، إذ تقوم الجامعة اليوم بتحويل المستشفيات الجامعية من مستشفيات إلى مدينة طبية متكاملة، لماذا؟ لأن جامعة الملك "سعود" في الوقت الحالي لا تقدم خدمات إلا لـ 700.000 مريض في السنة، وهذا العدد قليل في حق جامعة الملك "سعود"، إذ يجب أن يُضاعف إلى 1.500.000. وقد عملت الجامعة على رفع الطاقة السريرية لهذه المستشفيات 800 سرير إلى 1800 سرير، فالمستشفى الجامعي يستقبل اليوم 56.000 مواطن، وهذا عدد قليل بالنسبة لجامعة الملك "سعود"، حتى نضاعفه يجب أن نضاعف الطاقة السريرية. كما إن الجامعة لا تجري إلا 36.000 عملية في السنة وهذا أيضاً عدد قليل جداً، والتالي كل هذه الخدمات النوعية موجهة للمواطن، اليوم لا تقدم جامعة الملك "سعود" خدمة علاجية فقط، فالمدينة الطبية التي تُطوَّر الآن في جامعة الملك "سعود" تضم مراكز طبية متخصصة، على سبيل المثال: "مركز الملك فهد للقلب" ليس مركزاً جراحياً فقط بل هو مركز بحثي وجراحي وهو مرتبط بـ "إمبريال كوليج" (Imperial College) مع البروفيسور مجدي يعقوب وقِس على ذلك.

النوع الثالث من المشاريع هو مشروع "الأوقاف"، هو مشروع مجتمعي، هو فلسفة جديدة للعمل الخيري، "وادي الرياض للتقنية" هو مشروع وطني تحتضنه جامعة الملك "سعود"، وبالتالي هذا الذي يجعل الجامعة مؤسسة تنموية شاملة تستهدف كل شرائح المجتمع. يجب أن تخرج الجامعة من الوظائف التقليدية للتعليم والبحث وخدمة المجتمع، يجب أن يكون لها دور في الاقتصاد، اليوم إذا لم تعمل الجامعات على تحويل اقتصاد المملكة من اقتصاد مبني على عنصر واحد إلى اقتصاد معرفي فلا يمكننا اعتبار الجامعات في السعودية قد أدت المهمة المطلوبة منها.

معالي الدكتور محمد عبده يماني: شكراً، السؤال الأخير من الأخ سعيد فرحة الغامدي، وكما ترى الوقت تأخر، تفضل.

أسعد الله مساءكم جميعاً. باختصار هذه أمسية جميلة في رحاب شخص مضياف ونخبة من المفكرين والعلماء. لقد أسعدتنا جامعة الرياض بشخصية مديرها معالي الدكتور عبد الله العثمان، نشكره جزيلاً على ما قدمه، أنا أيضاً سعيد بأني سمعت ما قاله عن الطلاب الخريجين من كندا لأنني عاصرت أكثرهم هناك، وأهنئ كل الجامعات على حسن الاختيار لأن كل الطلاب الذين ابتعثوا إلى كندا كانوا من الطلاب المتميزين ولم أشهد أياً من الطلاب والطالبات الـ 700 قد أخفق خلال دراسته، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية أود أن أطرح سؤالاً حول علاقة التنسيق بين الجامعات في ما يخص البحوث، أخشى أن يكون هناك نوع من الإزدواجية "الدبلوكيشن" (duplication) بدلاً من أن يكون هناك تعاون متبادل بين الجامعات، وسؤالي الأخير: لم تذكروا جامعة الملك "عبد الله" التي سمعنا عنها الشيء الكثير لا سيما أنها ستكون جامعة بحثية بحتة أكثر مما هي عليه أي جامعة تعليمية أخرى، فأرجو أن تفيدونا عن هذا الأمر، وشكراً.

معالي الدكتور عبد الله العثمان: كان الحديث عن جامعة الملك "سعود" لكن لا شك في أن جامعة الملك "عبد الله" للعلوم والتقنية هي خطوة متقدمة جداً في تطوير منظومة التعليم العالي للبحث العلمي في المملكة، قد كان لي شرف أن أرأس اللجنة التحضيرية التي أعدت الوثيقة الأولى لجامعة الملك "عبد الله"، وكان الهدف الرئيسي أن نوجد نموذجاً وطنياً على أرض المملكة العربية السعودية وفق أحدث المعايير وأفضلها. لا شك لدي في أن جامعة الملك "عبد الله" ستكون جامعة عالمية عريقة تختصر الزمن في الوصول إلى الريادة والتميز، وهي ستكون أشبه بالـ "بينش مارك" (Bench mark) الوطني، ووجودها اليوم قد ساهم مساهمة فاعلة في الحراك الموجود في الجامعات. النقطة الثانية: يجب ألا تخرج العلاقة بين الجامعات السعودية عن كلمتين رئيسيتين: تكامل وتنافس. لا يمكننا من دون التنافس أن نحسن الجودة، والتنافس في كل شيء هو الذي يحفز الآخرين لتحقيق الجودة، وإن الهدف الرئيسي من البرنامج الذي تفضلت به وزارة التعليم العالي في مراكز التميز للبحث العلمي هو بناء التكامل بين الجامعات لأن مراكز التميز هي للمتخصصين وليست للجامعات، والهدف الرئيسي من التكامل هو بناء نقاط قوة بحثية لدى كل جامعة.