شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتورة لمياء محمد صالح باعشن))
بسم الله الرحمن الرحيم، كلمتي خفيفة وليست من باب النقد للشاعرة ولكن من باب الحب للصديقة.
تترنم مطربة الشجن فيروز وتقول: نحن والقمر جيران، وأشدو لقربي من جامعة الشجن وأقول: نحن والشعر جيران، وأنا لا أقصد بذلك جلوسي بجانبها اليوم ها هنا ولكن أرمي إلى صداقة بدأت بجوارٍ طيب، فقد كنت وأشجان في مبنى كلية الآداب متجاورتين فقسم اللغة العربية يقع في مواجهة قسم اللغات الأوروبية، وكان مكتبها في طريقي فألقي عليها تحية الصباح، وكان مكتبي منزوياً لكنها كانت تطل بضحكة صافية لتلقي عليّ تحية المساء.
صداقتي بالدكتورة أشجان نشأت بين جدران المكاتب لكنها كانت وما زالت في صلابة تلك الجدران، أنا لا ألتقيها كثيراً، لكن قليل اللقاء بيننا كان كثيراً. عندما أراها أجدها لا تتسكع على الشواطئ بل تغوص في داخلي على الفور ثم تستخرج من أعماقي أجمل اللآلئ، إن أردت أن أصبغ صفة على صداقتي بأشجان فلن أتردد في القول إنها علاقة "هداياتية"، هي بالطبع هدية في حياتي لكننا في الحقيقة ولغاية لا ندركها لا نفتأ نتبادل الهدايا، لا أدري لماذا أجدها دائماً تحمل لي شيئاً ما، ولا أدري لماذا أجدني أحمل لها شيئاً، ربما هي حقوق الجيرة الطيبة التي بدأت بكتب استعرتها منها وبعد إلحاح شديد منها أعدتها إليها، وأرفقت معها كتاباً هدية كاعتذار عن التأخير، وكنت في الحقيقة أنوي أن أطبق معها معادلة قدور جحا فأحتفظ بالكتب القادمة ولا أعيدها لها وأدعي أنها ماتت.
منذ ذلك اليوم تبادلنا الكثير من الهدايا، كان آخرها هذه العباءة التي أرتديها الليلة، وأنا ما زلت أحتفظ بقصيدة كتبتها لي جامعة الشجن تصف فيها شيئاً مما دار بيننا، تقول القصيدة:
تحرضني هداياكِ على أن أدعي التعبا
فأعطس حين ألقاكِ وأشكو الداء والنصبا
وأعرج تارةً ألماً وأَشرَق تارةً كِذبا
وفي كلٍ أراكِ ندىً يحيل كآبتي طربا
ويهمي كالغيوم وما يَمُنُّ عليَّ ما وهبا
فذا طوقٌ وذا وردٌ وذا عطرٌ فوا عجبا
أأطمع في المزيد إذن إلى أن أحصد الذهبا
أيا لمياءُ هل تدرين أني أعشق اللعبا
وأني قد بدأت الشوط حين أعرتك الكتبا
فكم قايضتك علناً وكم أمطرتك عتبا
وقلت غياب أوراقي سيشعل أرففي لهبا
فما انقطعت هداياكِ ولا ناقشتني السببا
أنا أعتز بالقصيدة اعتزازاً خاصاً جداً، وفي وقت لاحق كان بيننا موقف طريف والهدية كانت في صميمها... كنت وأشجان في لقاء مع وفد كوري على وجبة غداء، وكان الجو حاراً فأخرجت من حقيبتي مروحة صينية، ما إن رأتها الضيفة الكورية التي بجوارنا حتى تعجبت وسألتني من أين لي بها؟! قلت: أبداً من معرض صيني محلي. فتحت حقيبتها على الفور وأخرجت مروحة كورية وأهدتها لأشجان بما أنها لا تملك واحدة، نظرت إليّ أشجان عاتبة وقالت: مروحة؟ أما كنت أخرجت من حقيبتك سواراً من ذهب أو عقداً من اللؤلؤ فتهديني الأخت الكورية مثله!!
والليلة احتفاءً بصديقتي الدكتورة الشاعرة المبدعة أشجان هندي، ها أنا أُخرج من حقيبتي عقداً من اللؤلؤ هدية لها في يوم تكريمها، وكم يسعدني أن يتم تكريمها في يومٍ هو عيد ميلادي.. ألف مبروك لك يا دكتورة، عطاؤك حقاً يستحق التكريم، شكراً.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: شكراً لك دكتورة لمياء محمد صالح باعشن، والآن الكلمة لضيفتنا الكريمة الدكتورة الشاعرة أشجان الهندي، لتحدثنا عن أهم المحطات والمراحل المفصلية في مسيرتها العلمية والعملية وتقرأ علينا شيئاً من شِعْرِها وبعضاً من أبياتها، فأهلاً ومرحباً بك دكتورة أشجان، وأهلاً ومرحباً بأبياتك وقصائدك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.