شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الدكتور مدني علاقي))
بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً معالي الدكتور على هذا اللقاء الكامل الشامل، قد تحدثت فيه عن استراتيجيات جائزة مكة للتميز وركزت على جانبين هما: الإنسان والمكان، الحقيقة أن الإنسان هو الأساس، فإذا حَسُنَ الإنسان حَسُنَ المكان، ومن ثم فإني أقترح أن ترمي هذه الجائزة بثقلها وراء الإنسان، الإنسان في مجتمعنا السعودي وفي مجتمع مكة المكرمة له سلوكيات متعددة تجاه المجتمع وتجاه أطيافه المختلفة، الإنسان له سلوكيات في إتقان العمل أو في إهماله، الإنسان له سلبيات أو إيجابيات في المواطنة والإحساس بهذه المواطنة، الإنسان يتفاعل أو يتقيد أو يتعاون مع النظام والأنظمة، هو لن يستطيع أن يبلغ الأداء المنشود إلا من خلال التطوير والتدريب والتنمية.. في الجانب الآخر هناك سلوكيات في المجتمع نعاني جميعاً منها، هناك أفراد يتعاملون بالرشوة والفساد.. هناك أفراد يتعاملون باللامبالاة والإهمال في العمل، هناك التزوير.. هناك النصب.. هناك العنف.. هناك.. جوانب سلبية كثيرة في المجتمع، في هذا الإطار أعتقد أن الاهتمام بالإنسان هو الركيزة الأولى في تميز المجتمع سواء كان ذلك في مكة المكرمة -يعمرها الله- أم في أي مكان آخر، إذا حَسُنَ الإنسان حَسُنَ المكان، أرجو أن يكون للجائزة ثقل في هذا المجال وشكراً.
الدكتور عبد العزيز معتوق حسنين استشاري أمراض باطنية: سؤال من جزئين: جزء خارج عن الموضوع، وجزء في الموضوع. الجزء الخارج عن الموضوع هو:
أنكم حصلتم على شهادات الماجستير كلها من الولايات المتحدة الأمريكية ثم عبرتم المحيط الأطلسي لتحصلوا على الدكتوراه من جامعة لندن فهذا من غير المعتاد دائماً أن يحصل الإنسان على الماجستير ثم الدكتوراه من الجامعة نفسها، والسؤال لهذا السبب هو أن حرف (الدال) الذي أنا أتمثل به هو من جامعة لندن، والاسم عبد العزيز كذلك، السؤال الذي يخص الموضوع هو: للأسف من المفهوم أن تنمية الإنسان تبدأ من البداية وليس من النهاية، بداية تنمية الإنسان من تلميذ الإبتدائي لذلك سموها المرحلة الابتدائية، إلاّ أنني أرى أن جميع الجوائز توزع على رأس الهرم، وكل من حازوا على ميلاد جائزة مكة قد وصلوا في التنمية إلى القمة، قمة الهرم، لا يحتاجون تنمية إضافية، أطمع من معاليكم أن تبدأ جائزة مكة لتلميذ الابتدائي هناك تبدأ تنمية الإنسان وشكراً.
الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني: شكراً للدكتور معتوق، وترى أنني أعطيتك مزيداً من الوقت لأنك كتبت مرة أنكم ستجدون علاجاً جديداً للسكري، فهذا ما جعلني أعطيك نصف دقيقة، فأسرعوا في الدواء، الأستاذ عبد اللطيف الزميل القديم تفضل.
الأستاذ عبد اللطيف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، معالي الدكتور لكي نرقى إلى العالم الأول ينبغي الاهتمام بالإنسان ذكراً وأنثى، من المهد إلى اللحد، نقدم له جُلَّ معطيات العصر لينهل العلم والمعرفة وبالتالي نتيح له فرص العمل بصدق وأمانة وإخلاص؛ لتطبيق العلم واكتساب الخبرة مع التمسك بثوابت الدين الحنيف المؤتمنون عليه، فما هي الخطة الاستراتيجية لإعداد هذا الإنسان؟
الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني: شكراً يا أستاذ عبد المعطي. تفضل يا معالي الدكتور.
معالي الدكتور عبد العزيز الخضيري: أولاً: أحببت أن أشكر معالي الوزير لأنه أثار في الحقيقة قضية هامة وهي وجوب رمي ثقل الجائزة نحو الإنسان وأنا أيضاً أشكر لمعاليه لقاء قد لا يذكره، لكني أذكره عندما عرضنا الاستراتيجية العمرانية على مجلس الوزراء وكنا نتمنى على المجلس في حينه وعلى الأمانة العامة أن يستوعبوا معنا أهمية الرؤية المستقبلية، أن نتجاوز التخطيط التقليدي، في الحقيقة كانت له كلمتان لا أنساهما في ذلك اللقاء شددا على أهمية الخروج من الغرق في العمل اليومي، وهو اليوم يعيد لي العطاء بأنه فعلاً يجب رمي الثقل خلف الإنسان، وأعتقد أننا لو نجحنا في تقديم نموذج ولو بسيط في تغيير سلوك الإنسان سنغير حياتنا كثيراً. أنا قلتها لك أمام الأركان الستة للحكومة، وإن كنت تريدني أن أعيدها أمام الكاميرا أعيدها ليس لدي مشكلة، وذكرت أن الفساد أحد مشاكلنا الأساسية فيها ولا أستطيع في الحقيقة أن أتكلم لأنني كتبتها في عشرات المقالات في هذا المجال وتساءلت هل إن الوظيفة تسرقها أم تسرقك؟ وسألت: هل العمل في الحكومة يدفع للسرقة؟ وسألت: إن العمل الحكومي بين البيروقراطية والانقيادية وقلت إن أكبر مشكلة تواجه العمل أيضاً في مقالة "التنمية بين طموح القيادة وتخاذل المسؤولين التنفيذيين" واعترفت على نفسي قبل غيري أن أكبر عدو للتنمية في المملكة هم المسؤولون التنفيذيون، هؤلاء الذين لهم خمسة عشر.. ستة عشر.. وقصة الحقيقة تطول وأنت ربما عشت التجربة، ونأمل من الله سبحانه وتعالى أن يكون هنالك تغيير، وبما أننا بدأنا الخطوة الأولى فالتغيير بإذن الله سبحانه وتعالى سيكون قريباً إن شاء الله وسنرى خيره.
الدكتور عبد العزيز معتوق: إن الإنسان أحياناً مُسيَّر وليس مُخيَّراً وأحياناً مُخيَّر وليس مُسيَّراً، أنا في الدكتوراه كنت مُخيَّراً.. بالمناسبة أنا قطعت المحيط ذهاباً وإياباً آلاف المرات، لأنني درست الماجستير في بريطانيا، لكني خفت أن يقول الناس إن هذا الرجل لم يترك شيئاً. أنا درست الماجستير في جامعة لندن، وقد كان هدفي أن أدرس جيداً قبل مباشرة أي عمل وأستعد أن أضيع -أن أصرف آسف على كلمة أضيع لأنني الحمد لله لم أضيع- أصرف من وقتي للتعلم لأني أؤمن بالتنظير وأهمية القراءة وأهمية البحث والدراسة قبل أن أخوض في مجال العمل، دَرَستْ في بريطانيا واشتغلت في لندن، ثم نلت الماجستير من جامعة لندن.
عندما ذهبت إلى أمريكا -ونحن جميعاً نعرف بالمناسبة أن الذي يريد أن ينجح حقيقةً يتعلم- قررت أن أدرس الدكتوراه فالماجستير هناك عبارة عن كورسات، بينما في بريطانيا عبارة عن بحث أنت وأستاذك، في أمريكا كورسات تدرس سنتين تدرس ثلاث حسب قدرتك وتنال الماجستير.. بدأت الدكتوراه في أمريكا إلاّ أن طموحي كان أكبر لأني كنت أشتغل مع أحد الأساتذة في جامعة "هارفارد" هو البروفيسور بيتر هول، كان متخصصاً في التنمية الاستراتيجية، وكان يُعنى بدور التنمية في تحقيق التوازن، وأنا أذكر أن كتاباتي المبكرة كانت عن هذا الموضوع، وقد أتت الدكتور بيتر هول، وظيفة جديدة في جامعة لندن، كعميد كلية الدراسات العليا، وذلك بعدما أنهيت سنتين في الدكتوراه وبدأت في كتابة الرسالة.. انتقل فانتقلت معه، وأنهيت الدكتوراه من جامعة لندن لكنها في الواقع كانت من الجامعتين، واضطررت أن أتأخر، إذ حاولت أن ألازمه كل العمر لأنه كانت هناك فرصة أن أعيش معه، وأعمل معه وأسافر معه.. يعني كنت كما نسميه بالعربية "تلميذ مع أستاذه" (مع شيخي)، فسافرت معه كثيراً، سافرت إلى بعض المواقع التي لا يجوز أن أسافر إليها من السعودية أيام كانت الشيوعية تسود دول شرق أوروبا وغيرها، كنت أتمنى أن أعيش معه فترة أطول حتى أتعلم أكثر، لكن هو أدركه العمر وكبر في السن فقال لي بعض الإخوان: إلحق وأنهِ الدكتوراه، ربما لا قدر الله آتاه الأجل ستبدأ عندها من المربع الأول "from Square one"، فأنهيتها واضطررت أيضاً أن أصرف أكثر من سبعة شهور حتى أُعالج خطئي في نقل الرسالة، جامعة أمريكا أصرّت أن تُكتب الرسالة بالطريقة الأمريكية، وبريطانيا أصرَّت أن تُكتب الرسالة بالطريقة البريطانية، كانت الحكومة تدفع لي رسوم الدراسة في بريطانيا، وكنت أدفع رسوم الجامعة الأخرى التي تتجاوز 40 ألف دولار سنوياً، فقط كي لا أخلق لي مشكلة في المستقبل، وفي النهاية دفعت تذاكر المحكِّمين لأنهم اختاروا واحداً من "هارفارد" وواحداً من "ام آي تي" وواحد من "جامعة لندن" وأسكنتهم على حسابي وبالكاد اقتنعوا بعد سبعة شهور. ثم طبعت نسختين، وتذكرت بالمناسبة أن بها مشكلة؛ إذ إن بعض المسؤولين وبالذات رؤساء البلديات في المملكة، الذين أسميهم دائماً المرأة المتزوجة من رجلين، عندما يريدون إجراء أي محضر يجب أن يعتمده الوزير ويعتمده الأمير، الأمير لا يوافق إن اعتمد الوزير عليه، والوزير لا يعتمد إن وافق الأمير عليه، فماذا يعمل رئيس البلدية؟ يكتب أعضاء اللجنة ويكتب يُعتمد أمير المنطقة، ويجري محضراً ثانياً ويوقع ويعتمد وزير الجهة الثانية، يذهب للوزير يوقع.. هذا منه؟ ويذهب للأمير يوقع.. هذا منه؟ وسألت مرة وقلت طيب لو اجتمع الاثنان وطلبا المحضر ماذا تفعل؟ قال لا هذا عاد أستقيل، فأنا عشت التجربة هذه في رسالة الدكتوراه والحمد لله سلكت الأمور.
عندما كرّمت الجائزة في دورتها الأولى من كرَّمت إنما هي نَظَرتْ إلى من تركَ الأثر، نحن اليوم نبحث عن القدوة، القدوة هي الأساس في تغير الثقافات، أنا لا أجامل ولا أقولها والله مجاملة للشيخ عبد المقصود.. أنا والله لما التقيت به قبل أكثر من خمس وعشرين سنة وجدته طاقة متفجرة بالفكر والاعتزاز بالشخصية، قلت إن هذا هو النموذج الذي يستحق الإنسان أن يتعب في سبيل أن يصل إلى شيء قريب منه، هذه هي الرسالة التي نحاول أن نوصلها اليوم.. يا شباب عندنا نماذج سعودية.. ليس مهماً أن نسعى خلف مايكل جاكسون أو خلف لا أدري من؟ كي نقول هذا نموذج.. لدينا نماذج في مجالاتنا المختلفة، وسنصل إن شاء الله في يوم من الأيام عندما ترشحون أنتم شاباً أو طفلاً متميزاً، طبعاً لي تحفظ على تميز الأطفال في بعض القضايا وسأناقشها إن شاء الله في لقاءات أخرى لأنه قد لا يكون هذا مكانه، لكن عندما تقولون والله يا جماعة الخير هذا طفل متميز أعطوه نموذجاً للأطفال، نقول لكم حاضر، عندما تقول هذا مدرس أو هذه مدرسة ناجحة متميزة، نقول لكم حاضر، والأثر عائد عليكم، أنا مُحَرَّم عليّ أن أُرشِّحْ، أو أُرَشَّحْ للجائزة ومن معنا كفريق عمل، كل فريق العمل يقولون لي لا نُرَشِّح ولا نُرَشَّحْ لأننا أحياناً نُحرَج. وقد قال الأمير خالد الفيصل اليوم لأحد الإخوان الذي سأله في ما إذا لم يكن هناك ترشيح لأحد الفروع، قال: نحجبها، بكل بساطة وبأريحية، لكن لا بد أن يكون متميزاً، فأنا أرجو من الله أن تكون العون لنا بإذن الله سبحانه وتعالى في هذا التوجه. وهذا يشمل أيضاً سؤال الأخ عبد المعطي حول قضية الاهتمام بالإنسان من المهد إلى اللحد، والله نحن مهتمون به، حتى إن الحكومة بالمناسبة مسؤولة عن حفر القبور والدفن، ولو لا قدر الله شراً جاء سيل ونزلت يسمونها "ضمت القبور" نعود وندفنها من جديد ومن ثم نصلحها، فنحن مهتمون ولكن اهتمامكم أهم.
الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني: شكراً معالي الدكتور. الآن تبقت عشر دقائق أو ربع ساعة بالكثير وأرى الأيادي ترتفع وإلى الآن لم أذهب صوتاً إلى القسم النسائي. لو تتفضل الأستاذة نازك إذا كانت هناك أسئلة.
الأستاذة نازك: لدي هنا سؤال من الأخت ثريا زكريا عضو اللجنة النسائية بنادي مكة الثقافي الأدبي، تفضلي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. دكتور عبد العزيز بالتأكيد الكل هنا رأى وقرأ الخبر المأسوي الذي حدث للدكتور ناصر بن علي الحارثي -رحمه الله- مؤخراً والذي قدّم حوالي أربعين مؤلفاً وكتاباً أغلبها عن مدينة مكة المكرمة وآثارها العظيمة، وآخرها موسوعة عن آثار مكة، فهل بالإمكان ترشيحه -رحمه الله- لجائزة مكة للتميز الثقافي، أم إن وفاته تتعارض مع شروط الجائزة؟ وشكراً.
معالي الدكتور عبد العزيز الخضيري: والله دعيني أقل لكِ أولاً الله يغفر له ويرحمه ويجعله إن شاء الله قدم إلى دنيا أفضل من الدنيا التي هو فيها، ويعوضه إن شاء الله خيراً عما كان فيه، وأنا أتمنى أن يُرشَّح لكني في الحقيقة لا أستطيع أن أذكر هذا.. لو كان أحد الإخوان من أعضاء لجنة الجائزة هنا لذكّرني ما إذا كان بإمكان المتوفى حديثاً أن يُرشَّح للجائزة، لكن الذي أعرفه أنه لا يُرشَّح لها أشخاص متوفون من فترة طويلة، لكن شخصاً كـ الدكتور ناصر -الله يغفر له ويرحمه- أنا أتمنى أن يُرشَّح ويجد الدعم بإذن الله سبحانه وتعالى.
الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني: شكراً، الكلمة الآن للشيخ محمد علي الصابوني، وأرجو أن تختصر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :410  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.