على سُنْدسٍ من نِسيجِ الخَيَالِ |
تغنَّى الرَّبيعُ بأَفراحنا |
وطافت بنا همسات النسيم |
تُقَبلُ أزهارَ بسِتاننا |
وكان المساء كحلمٍ جميل |
يُصَاغُ على قدرِ أفهامنا |
كأنا ملكنا عِنان الزَمان |
فلا هَمَّ يخطُر في بالنا |
كأنا اقترحنا عليه الحياة |
فراح يُغَنِّي بآمَالِنا |
وكانت تمر الثَواني خِفافاً |
وتزرع ورداً بوجنَاتنا |
تَزُف إلينا مِلاَحَ المرآئِى |
فيهمي البَريقُ بأجفاننا |
وتَطْرُدُ عنا طُيوفَ الهُموم |
إذا عَبَرتْ فَوقَ أبصارنا |
وَتُدْنِي إلينَا كُنوز الأعالي |
فنحكُم فِيها بأَهوائِنا |
وكيف ارتحلْنَا لِتلك الجنان |
صَعِدنا إِلَيها بأَرْوَاحنا |
سَلكنا إليها طَرَيقَ الغمام |
وما ضَاقَ أفقٌ بأشباحنا |
نُقَبِّلُ فيها خُدود النُجوم |
ونُلقي إليها بأسرارنا |
نَفِرُ من العالم المزدَرَىَ |
إلى عَالمٍ صُنعُ أوهامنا |
ودنيا خُرافية أَو لمنتهى |
تُشادُ وتُبْنَى بأفكارنا |
أَتسألني كيف حال القَريضِ |
أما باحَ بَعْدُ بأشواقنا |
أما زَاَلَ في الوتر العَبقري |
لحونٌ تُغَنِى بامالِنا |
أَجل يارفيق الصِبا والمَرَاح |
ويا دَيمَةَ العِطر في حَيِّنا |
أُريدُكَ مثلي كطير الربيع |
طَرُوُبٌ تُغَردُ في دارنا |
أريدك نَجماً فَريدَ المثال |
تشِعُ زُهوراً بآفاقنا |
تُطِلُ فيولد كونٌ جديدٌ |
يزف الحياة لأحلامنا |
وينسُج من أَلَقِ الذكريات |
حريراً يَليقُ بأفراحنا |
كَفَانَا نُواحاً أيا صاحبي |
فقد شُغِلَ الناسُ عن حالنا |
أَنُسْقيهُمُ من رَحِيقِ الحياةِ |
ونجرَعُ سُماً بأَكَوابِنا |
لقد هَانَ في الناس سحْرُ القريض |
وَرَانَ الكسَادُ بإبداعِنَا |
وَمَرَّ الزمانُ وغَاَضَ الشَبابُ |
فهيا نَفِرُ بأَعمارَنا |