شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحسين ونجد
مر بنا فيما سبق من فصول أن الخلاف بين أشراف مكة وحكّام نجد قديم العهد وكان العثمانيون يستفيدون من هذا الخلاف لتدعيم سلطتهم في بلاد العرب. لقد كانوا يعلمون أن الحركة الدينية التي ينادون بها تلازمها حركة واسعة لبسط النفوذ والفتح على حساب السلطة العثمانية فهم لهذا كانوا يكلفون أشراف مكة ويمدونهم بالذخيرة والأموال ليستعيدوا بعض ما يفقده النفوذ العثماني من سلطان في شرقي الجزيرة أو جنوبها.
وعندما تولى الحسين إمارة مكة كان الاتحاديون العثمانيون قد زاد استياؤهم من نجد فأوعزوا إلى الحسين أن يعمل على إرهابهم وكان استياء الحسين لا يقل عن استياء العثمانيين لأنه شعر أن دعوة نجد شرعت تستميل بعض القبائل التي تواليه وأهمها (عتيبة) وتمد نفوذها إلى غيرها وإن انتشار الدعوة تعني انتشار الفتح على حساب إمارته فأعدّ جيشه للمسير إلى ديار عتيبة في عام 1330.
وفي هذه الأثناء كان سعد بن عبد الرحمن شقيق الإمام عبد العزيز آل سعود قد دخل ديار عتيبة فاستطاع الحسين أن يغريهم بالقبض عليه وتقديمه مأسوراً وبذلك استطاع أن يشترط على إمام نجد (الملك عبد العزيز آل سعود فيما بعد) أن يعترف تلقاء إطلاق أخيه بسيادة العثمانيين وأن يدفع ستة آلاف مجيدي تعويضاً للدولة فقبلت نجد ما طلبه منها.
ولما اشتعلت الحرب العامة وثار الحسين ثورته المعروفة على الأتراك واتصلت الأخبار بنجد رحب إمامها بالفكرة وتبادل والحسين كتب الود والمجاملة والهدايا (1) إلاّ أن الحسين ما فتئ أن أعلن نفسه ملك العرب وشرع يتكلم في مؤتمرات الصلح باسم العرب فأثيرت الشكوك في نجد وخيف أن يطمع الحسين في ضمها فانطلق ابن السعود يحتج ويعترض ويطلب تحديد الحدود التي تفصل نجد فاستاء الحسين وعظم عليه الأمر.
واشتد استياء الحسين أكثر عندما بلغه أن دعوة نجد تنشط بين القبائل المتاخمة وفيهم من والاه في حروب الأتراك وساعده في جميع أعمال الثورة فأرسل إلى تلك القبائل حملات تأديبية حاول أن يدعم بها نفوذه فلم تنجح محاولته بقدر ما بثت من الاضطرابات بين القبائل المتاخمة.
وأراد الحسين أن يضرب بقوة تترك صداها في ديار نجد فأوعز إلى ابنه وقائده الظافر في المدينة الأمير عبد الله (ملك الأردن فيما بعد) أن يميل بجيشه ومعداته الثقيلة إلى تربة والخرمة فتقدم حتى انتهى إلى تربة في 24 شعبان سنة 1337 وبات ليلته فيها فلم تمهله العشائر التي استثارها حماس الدعوة الدينية في نجد من قبائل عتيبة وسبيع والبقوم بل فاجأته على غرة ووضعت السيوف في جيشه ولم تترك سبيلاً للفارين إلاّ نفراً قليلاً استطاعوا النجاة بأنفسهم وكان من بينهم القائد والأمير عبد الله.
وفي هذه الأثناء كان الإمام عبد العزيز (الملك فيما بعد) قد زحف على رأس جيوشه إلى تربة فوافته قبل أن يصلها أخبار هزيمة الجيش الهاشمي فيها فمضى في طريقه حتى دخلها.
وأهلَّ عام 1338 والعلاقة بين الحسين ونجد على أشد ما تكون سوءاً وحلت أشهر الحج فأعلن منع النجديين من الحج واستمر على ذلك في العام الذي يليه ثم توسط الخلفاء بينه وبين جيرانه فأذن لهم في عام 1340 بالحج على أن يكون عددهم محدوداً فقبلوا، ثم عادوا في سنة 1341 يطلبون الإذن لقدر غير محدود فعاد الحسين إلى آبائه وأعلن منعهم من الحج إلاّ إذا أخلوا البلاد التي اكتسبوها في الحدود وتوسط الحلفاء فهيئوا مؤتمراً في الكويت يجمع بين مندوبي الحسين وأولاده في العراق والأردن فلم ينجح المؤتمر وانفض المندوبون على غير وفاق، وسنعود إلى تفصيل ذلك في البحث عن العهد السعودي الثاني (2) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :455  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 233 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج