شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإعداد للثورة في مكة
وما كاد الحسين ينتهي من مباحثاته مع الجانب البريطاني في جمادى الأولى عام 34هـ (مارس عام 16) بالصورة التي أسلفناها حتى كان نشاطه قد تضاعف في مكة. كانت اجتماعاته تغص بكبار الأهلين وأعيانهم ومشائخ الحارات والبارزين من رجال القبائل -((إننا يا أولادي ليس لنا مطمع إلاّ أن نحافظ على ديننا وعروبتنا.. إننا آخر من يعصي أمر الخليفة بشرط أن لا ينال الاتحاديون من ديننا)).
ويفيض الحسين في أعمال الاتحاديين التي أحدثوها في الإسلام ويصورهم تصويراً دقيقاً يثير النقد حتى استطاع بلباقة أن يصرف أذهانهم عن الهالة التي كانت تتألق على جبين خليفتهم وكانت مثل هذه المجالس لا تخفى على (غالب) والي الأتراك في مكة ولكن الغالب وقد رأى خذلان الولاة قبله كان أضعف من أن يتعرض بشيء حاسم.
وتلقى الحسين في هذه الأثناء أمر الاتحاديين بأن يعجل في تجهيز المتطوعين من الحجاز وإرسالهم للاشتراك في حملة القناة فاستطاع أن يستفيد من ذلك لتخليص فيصل الذي استبقاه جمال السفاح في دمشق ليأمن غائلة الشائعات حول الحسين.
استطاع الحسين أن يستفيد من ذلك فقد كلف بعض المتطوعين أن يبرقوا إلى جمال بأنهم تواقون إلى القتال وأنهم يرجون أن يكون فيصل على رأسهم فخلصت الحيلة إلى جمال وأذن لفيصل أن يعجل في سفره ليزحف بالمتطوعين في الحجاز.
وانتهى فيصل إلى المدينة في رجب عام 34هـ فاجتمع بأخيه (علي) فيها كان قائد الجيش التركي فخري باشا يساوره فيهما نفس الريب الذي يساور جمال في الشام ولكن الحيلة جازت عليه كما جازت على جمال، فقد استأذناه ليسرعا بالمتطوعين إلى القناة وفلسطين بحجة أن الاتحاديين في تركيا هددوا والدهما وأن الوالد أمرهم بالإسراع تلبية للأوامر الشاهانية.

عبد الله بن الحسين (ملك الأردن فيما بعد)

فيصل بن الحسين (ملك العراق فيما بعد)

وهكذا تركا المدينة في أوائل شعبان عام 34هـ على رأس فريق كبير من المتطوعين للقناة بعد أن تسلما من فخري مبلغاً طيباً من المال وقسماً لا يستهان به من الذخيرة (1) ومضيا بالمتطوعين في الطريق الشرقي إلى غير بعيد ثم عادا في حركة التفاف إلى (أبيار علي) فعسكرا هناك انتظاراً لأمر الثورة في مكة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :484  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 221 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.