شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور علي الخضيري ))
- الكلمة الآن لسعادة الدكتور علي الخضيري الإذاعي المعروف ووكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الإذاعة.
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن التكريم والاحتفاء لمن يستحق التكريم والاحتفاء، ومن يقوم بهذا التكريم والاحتفاء فإنه يستحق الشكر والثناء، لأنه كرَّم؛ ويكرم الرجال الذين يستحقون الإشادة والتقدير، وسعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه رجل فضل، وعلم، وأدب، ولهذا فهو يختار رجال الأدب والعلم والفضل، ليكرمهم في بيته ويوم اثنينيته ويشهد هذا التكريم رجالٌ يقدرون الأدب والعلم وأهلهما؛ لأنهم من أهله، فلهم منكم، ومني، وممن سبق، وإن سعدوا بحضور هذه المناسبات الخيرة كل التقدير والعرفان..
في يوم تكريم أستاذ فاضل وعلم من أعلام النقد، والأدب، والشعر الأستاذ الدكتور عبد القدوس أبو صالح، أستاذ الأدب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونائب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ورئيس مكتب البلاد العربية ورئيس تحرير مجلة الرابطة.
عبد القدوس أبو صالح لست أدري كيف ابدأ الحديث عنه، لن أقول كما يقال إن شهادتي له؛ فيها نظر لأنه أستاذي، بل أقول إن شهادتي له موثّقة موثوقة لأنني عرفته عن قرب، عرفته طوال سنواتٍ، كما لم يعرفه تلميذ آخر تتلمذ على يديه شهوراً وسنة أو سنتين، عرفت الدكتور عبد القدوس أبو صالح يوم اخترت موضوع رسالتي للدكتوراة "علي بن مقرب العيوني حياته وشعره" يوم ناقشني مع أساتذةٍ فضلاءَ آخرين؛ لقبول موضوع الرسالة، فكان نقاشه دقيقاً ومفصلاً، وكان حواره؛ حواراً منهجياً نقدياً، ولما اختارته الكلية مشرفاً على الرسالة؛ كان نعم الموجه والمعلم، على تشجيعي في المضي على إعداد الرسالة، رغم قلة المصادر وبعدها عن موطن دراستي، فكان الرائد في هذا الميدان، وأول مشرفٍ على أول رسالة دكتوراة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن لم تكن في المملكة.
ووجدت فيه أستاذاً متمكناً غزير العلم يناقشني في خفايا الموضوع الذي أكتب فيه وكأنه قد قدم دراسات عديدة عنه، أستاذاً شاعراً ذا أسلوب أدبي رفيع يريد من تلميذه أن يكتب كما يكتب، وأنَّى له ذلك وهو في منتصف الطريق؟! أستاذاً قضى في تحضير رسالة الدكتورة سبع سنوات أو تزيد بإشراف الأديب والناقد المعروف الدكتور شوقي ضيف، في تحقيق ديوان ذي الرّمة لكثرة شعره وغرابته وقوته، وتعدد مخطوطاته، وسافر إلى عدد من البلاد العربية يجمع مخطوطاته، وقف في بعضها مادحاً متكسباً لا للمال وإنما للحصول على مخطوطةٍ حينما لم ينفع المال في شرائها منهم؛ فكان أول من جعل التكسب بالشعر للممدوحين لا للمادحين، فقلب القاعدة المعروفة في التكسب بالشعر إلى كسبٍ للعلم والأدب لإظهار كنوزه وإشهار مخطوطاته..
وكنت أفكر في صبره وَجَلَدهِ هذا، وأقول في نفسي في كل مرة يطلب مني إعادة كتابة فصل من الفصول (أتراه يريدني أن أقضي في كتابة رسالتي سنوات كتلك التي قضاها في كتابة رسالته؟!) مع الفارق بين صعوبة رسالته وطولها؛ وبين يسر رسالتي وقصرها، وكان يرى ملامح هذا الضيق في وجهي كلما طلب مني إعادة فصل آخر، حتى وصلت إعادات الباب الأول إلى خمس إعادات وحين ذاك أجاز ما كتبته، وقال لي كلمةً ظلت ترن في أذني طوال سنوات تحضير الرسالة وتدفعني إلى الجد والإبداع قال: لأن تظل سنوات طويلة لإنجاز عمل أدبي متميز يُذكر لك فتعتز بنشره؛ خير لك من أن تقضي وقتاً قصيراً تحصل فيه على الشهادة وحدها، وما أكثر من سعوا إليها فنالوها ولكنهم لم ينشروا رسائلهم.
معذرةً إن كنت قد أطلت، ولكنها خواطر جالت في ذهني، فلم أجد أسعد من هذا اليوم أبثها لإخواني، لأذكر فيها مآثر أستاذي ومناقبه الجمة وأدبه الرفيع في يوم تكريمه، الذي أشعر فيه أن سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه يكرمه بالنيابة عني، وعن كل من عرف أدبه، ونقده، وشعره وعلمه، وفضله وحماسته، ليس في قضية الأدب الإسلامي فحسب، بل في قضايا الأمة كلها يعطيها من فيض مشاعره، وعواطفه، ما نقرأه في كتبه التي ألفها أو حققها، وفي مقالاته التي نشرها أو أذاعها أدباً وشعراً، ونقداً، يجد فيه الأدباء ضآلتهم المنشودة بأسلوب أدبي جميل، يملك فيه القلوب والعقول حينما يكتب ويطرب الآذان والأذهان حينما يخطب.
أمد الله في عمره؛ لمزيدٍ من العطاء والإثراء، في طاعة الله ورضوانه وعفوه وغفرانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(عريف الحفل الأستاذ حسان كتوعة يتمنَّى على الإخوة المتحدثين عدم الإطالة):
- الحقيقة محبو ضيفنا الكبير؛ كثيرون، والذين يودون الحديث عن سعادته أيضاً كثيرون ويودون أن يضيفوا بكلماتهم التي تضىء نوراً عن هذا الرجل العظيم، نتمنى من باقي المتحدثين في هذه الليلة أن يختصروا كلماتهم، حتى نتيح الفرصة في النهاية بعد أن نستمع إلى ضيفنا الكريم للحوار والأسئلة التي ستلقى على سعادته.
- الكلمة الآن لسعادة الدكتور عبد الباسط بدر، مدير البحوث والدراسات بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :624  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 118 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج