شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور حسن الهويمل ))
- الكلمة الآن لسعادة الدكتور حسن الهويمل رئيس النادي الأدبي بالقصيم:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحديث عن الأستاذ الدكتور عبد القدوس أبو صالح حديث عن النفس، فما أنا إلا نبتة من غرسه، وغصنٌ من دوحتهِ، وفيضٌ من كنز معارفه، تلقيتُ عليه درسَ الأدب وعرَفْتُ من خلال محاضراته؛ كيف أتعامل مع الأدب فناً وتاريخاً، وتلقيتُ عليه درس النص الأدبي فعرفت من خلال تقويضه للمتن؛ كيف أَخترق فضاءاتِ العمل الأدبي، فكنت كما ترون، فما كان من قدرة وتميز فإنما هو بعض لمساته، وما كان من إخفاقٍ وضعفٍ؛ فإنما هو تقصير مني، على طريقة الطلبة الذين لا يسايرون طموحات أساتذتهم، ولا يعرفون قدرهم. تلك هي علاقتي بالدكتور، وهذه صلتي به. كان أستاذاً قدوةً، وكان زميلاً كأفضلِ ما يكون الزملاء، تواضعاً وتفاعلاً وإنكاراً للذاتِ اختارني على ما فيَّ من ضعفٍ وكسلٍ؛ لأكون عضواً في رابطة الأدب الإسلامي، ثم زادَ تفضله فاختارني عضواً في مجلس أمناءِ الرابطة، وكنت وما زلت أقل الفاعلين، وأقل الملتزمين، في هذا الصرح الأدبي الممتد عبر آفاق العالم الإسلامي، وإذا سئل عن زملائه جهل نفسه، ونسب منجزه إليهم. والحق أنه عَالَمٌ كعَالمِ النحل، دائب الحركة والعطاء، لا يكل ولا يمل، تتهاداه المسؤوليات، فما يحط من عمل، إلا ليأخذ بأطراف عمل آخر، والمعنى من يضع يده في يده.
أنشأ مجلة الأدب الإسلامي، وكنا نشفق عليه ونقول فيما بيننا: إن الرجل يغرق في الأحلام ويحول هواجسه وتفكيره إلى فعل، وولدت المجلة كاملةَ الخلقة فلم يكن لها عدد الصفر أو عدد التجربة؛ ومضت كما ترون حافلةً بالبحوث، والمقالات، والدراسات، والأعمال الإبداعية، وأخبار الأدب الإسلامي في آفاق العالم الإسلامي وأخبار الأدباء، والمفكرين الإسلاميين، مَجَّدها قومٌ ونال منها آخرون، وطلب البعض توقفها فيما طالب آخرون توسيع انتشارها، وتهافت عليها القراء والمشتركون، وشقت طريقها عبر أجواء غير ملائمة لمثلها، كل ذلك بفضل ما يوليه إياها، من جهد استئنائي، يؤازره رفاق درب، أنكروا أنفسهم في هذا الطريق الدعوي المأجور.
لقد كان دوره في الرابطة دوراً يكبره العاملون معه، لقد منح هذا المشروع كل طاقاته، وكل وقته، ونسي في سبيل ذلك نفسه فكان في بياض النهار، يلوب أروقة الجامعة وقاعات الدراسات العليا، وفي سواد الليل يجاهد أعمال الرابطة، وقضاياها وشؤون المجلة ومشاكلها، وكان في كل ذلك صابراً محتسباً، فله منا الشكر والتقدير، والدعاء الصادق بالتوفيق والسداد.
قلت إنه خلق ليعمل، وآثاره تنبئ عن أخباره، ويكفي أنه خرَّجَ أجيالاً، من الأدباء والمفكرين، وأن عدداً من أساتذة الجامعات يدينون له بالفضل، ويكنُّونَ له ما يُكنُّه التلاميذ الأوفياء للأساتذة الفضلاء. أشرف على رسائل، وناقش مثلها، وأسهم في توجيه التلاميذ ومؤازرتهم، ودرّس في قسم الدراسات العليا، وخدم التراث تحقيقاً وتدريساً، وكان في كل ذلك من خيرة العاملين، لا أقول ذلك من باب المجاملة أو تغطية المناسبة، وإنما هو الحق والعدل والصدق في القول،. ذلك ما أكنُّه وأعتقده، وذلك بعض ما يستحق منا الأستاذ الدكتور عبد القدوس أبو صالح، لقد تفضل الأخ الكريم الشيخ عبد المقصود خوجه، ونهض ببعض ما يجب أن ننهض به وهو سَبَّاقٌ إلى الفضل، أنعم الله عليه بالمال وحب الأدب، فكان كصاحب الرئاستين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، وزاده الله من نعمه، وحمله على شكرها، وأدام عليه نعمة الصحة والعافية.
قلت في أكثر من مناسبة، إننا بحاجة إلى رجال يقومون بحق وطنهم وأمتهم، فينفقون مما آتاهم الله من فضله على سبل العلم والأدب، يضعون الجوائز ويطبعون الكتب، ويكرمون العلماء والأدباء ويقيمون اللقاءات والندوات، ويدعمون المشاريع العلمية والفكرية، والأدبية، ويتركون لهم أثراً حسناً، وذكراً طيباً، فالتجارة موقف، والثراء فلسفة، وليست القيمة بما يملك الإنسان من أرقام، وإنما بما يقدم من عطاء، وصديقنا عبد المقصود، من أولئك الذين عرفوا قيمة الثراء فتركوا لهم ذكراً جميلاً وقدموا أنفسهم قدوةً صالحةً لكل الأثرياءِ المترددين، بارك الله له بما أعطاه، ومتعه فيه وأثابه على ما أنفق. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :890  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 117 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.