شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أعمال عبد الحميد في مكة
وأخبرني بعض المعمرين أن أعمال العنف التي شنها عبد الحميد ضد خصومه من الاتحاديين اتصلت بمكة وأنها أنشبت أظفارها أول ما أنشبت بأمير مكة لذلك العهد الحسين بن محمد الشهيد فقد أراد عبد الحميد أن يضع حداً لإمارة الحسين وعلاقتها بالاتحاديين فدبر أمر اغتياله -كما يذكر هذا المعمر- لأنه كان يرى رأي رجال الثورة من الاتحاديين كما أسلفنا.
ولم يشر أحد ممن أرخ لمكة إلى هذه الفترة التي ذكرها هذا المعمر.
وقد ذكر الدحلان (1) أن الحسين بن محمد طعن بخنجر مسموم في جدة في الوقت الذي كان يترجل فيه عند دار الشيخ عمر نصيف لدخول القصر وقابله رجل من الأفغان يأخذ شكل الدراويش وقبل أن يترجل عن فرسه عند دار الشيخ عمر نصيف أقبل عليه كمن يريد تقبيل يده حتى إذا اتصل به طعنه بخنجر مسموم في خاصرته وقد قضى على أثر ذلك، وبذلك سموه الشهيد.
وأدرك الناس الأفغاني فقبضوه وكانت الظنون قد حامت حول شتى الاحتمالات.
لكن الأفغاني لم ينبس بكلمة تضيء الموضوع وقد حاول الموكلون به أن يعرفوا الأسباب التي دعته إلى ذلك فلم يفلحوا بعد أن أذاقوه مر العذاب.
وكان أعيان جدة قد داخلهم الفزع من أن تحوم حولهم الظنون لأن الشريف كان مدعواً إلى مائدة بعض كبارهم فأدركته منيته وهو يترجل لدخول بيت الدعوة.
وذكر لي وجيه جدة الشيخ محمد حسين نصيف وهو ابن أخي الشيخ عمر نصيف الذي اغتيل الشهيد عند باب قصره سبباً آخر للاغتيال سمعه من بعض المقربين خلاصته أن عبد الله بن محمد بن عون شقيق الشهيد كان في عهد إمارته قد اغتال محمد شرواني باشا الداغستاني والي مكة فأراد أخو المقتول أن يثأر لأخيه فلما انتهى إلى مكة كان عبد الله بن محمد بن عون قد توفي فطعن أخاه الحسين وهو بهذا يريد أن يقول إن القاتل لم يكن أفغانياً بل كان داغستانياً وكان أخاً للشرواني باشا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :463  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 196 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.