شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
منع بيع الرقيق وثورة الأهالي
وفي أوائل عام 1271 تبلغ كامل باشا من دار السلطنة أمراً بمنع بيع الرقيق علناً في الأسواق تنفيذاً لمعاهدة خاصة بين عثمانيا وبعض الدول الأوروبية فامتثل كامل للأمر وبلغه لدلالي الرقيق فلما علم الأهالي بذلك تنادوا بالجهاد واجتمع طلبة العلم في بيت رئيس العلماء الشيخ جمال شيخ وطلبوا إليه ألاّ يرضخ لما يخالف الشرع وأن ينتقل معهم إلى دار القاضي ليمنع صدور ذلك الأمر فلما مشت جموعهم في الشوارع انضم إليها الجمهور ونادوا بالثورة واشتبكوا مع الأتراك في قتال عنيف وامتد القتال إلى المسجد الحرام فقتل فيه عدة أشخاص من الفريقين فلما انتهت الأخبار إلى الشريف عبد المطلب بالطائف غضب للأمر وجمع جموعه من القبائل لإعانة الأهالي في مكة ضد الأتراك فخفّ الأتراك إلى جدة وتحصنوا بها وأعلن كامل باشا في جدة أن المراسيم السلطانية قد وصلت إليه بعزل عبد المطلب وتولية الشريف محمد بن عبد المعين بن عون ثم استدعى عبد الله بن ناصر بن فواز بن عون من مكة وأقامه وكيلاً عنه وذلك في أواخر ربيع الأول عام 1271 (1) .
وفي هذه الأثناء وصلت جموع عبد المطلب إلى مكة فأعدّ كامل باشا في جدة عدته لقتاله في جيش من الأتراك وبعض العرب بقيادة عبد الله بن ناصر فمضى الجيش حتى عسكر في بحره ثم تقدم إلى الشميسي وكتب عبد الله بن ناصر إلى رؤساء القبائل وكبار الأشراف في مكة يطلب انضمامهم إليه فأجابوه وشعر عبد المطلب أن جموعه بدأت تتفرق فخف إلى الطائف بعد أن ترك الميدان في مكة يحتله عبد الله بن ناصر.
واستنفر عبد المطلب القبائل في الطائف من بني سعد وغامد وزهران وسفيان (2) وثقيف فاجتمعت لديه جموع كثيرة استأنف بهم الهجوم على مكة فلم ينجح فعاد إلى الطائف وجمع جموعاً أخرى أعاد بها الكرَّة فلم ينجح مرة أخرى فرجع إلى الطائف وذلك في أوائل شعبان عام 1271.
وفي 8 شعبان رست في جدة الباخرة التي تقل الشريف محمداً بن عبد المعين بن عون فشد ذلك من عزم المقاتلين له وأقاموا الزينات ابتهاجاً بمقدمه ثم ما لبث على أثر وصوله مكة بأيام أن قاد الجيوش المحاربة إلى الطائف فتحصن عبد المطلب فيها أياماً ثم هاجموه هجوماً شديداً في رمضان عام 1271 وأسروه ثم أرسلوه مخفوراً إلى دار السلطنة فعفا عنه الخليفة وأقامه في أحد القصور بالآستانة وبذلك انتهت إمارته للمرة الثانية بعد حكم خمس سنوات (3) .
محمد بن عبد المعين بن عون للمرة الثالثة: وهكذا تولى الأمر للمرة الثالثة محمد بن عبد المعين بن عون عام 1271 وقد استتبت له الأمور ثم ما لبث أن عزل كامل باشا من متصرفية جدة وولى مكانه محمود باشا الكردي ثم عزله وولى مكانه نامق باشا فوصل إلى مكة في أوائل عام 1274.
وفي 13 شعبان من هذه السنة 1274 توفي محمد بن عبد المعين بن عون (4) على أثر مرض لم يمهله إلاّ أياماً وبذلك انتهى حكمه للمرة الثالثة بعد أربع سنوات تقريباً.
وبوفاته أقيم نامق باشا وكيلاً للإمارة إلى أن تصل المراسيم بالتعيين الجديد (5) .
وكان الأشراف قبل هذا لا يقبلون توكيل الأتراك فقد كانوا في أوائل عهدهم إلى القرن الحادي الهجري تقريباً يقيّمون الأمير الجديد ويكتبون بذلك إلى دار السلطنة فيوافيهم التأييد ثم اختلف الأمر بعد القرن الحادي عشر فجعلوا يقيمون الأمير وينتظرون التأييد أو تعيين غيره أما في عهد العثمانيين الثاني فقد تغير الأمر كثيراً وأصبحنا نرى الوالي التركي يتولى الوكالة حتى يصل تعيين من تختاره السلطنة للإمارة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :566  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.