شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
محمد بن عبد المعين للمرة الثانية
عاد محمد بن عبد المعين بن عون من مصر في عام 1256 إلى ينبع فالمدينة بعد أن مر بمواطن حرب وعمل على إقرار أحوالها كما أسلفنا وقد أشرف أثناء ذلك على ترحيل الجيش المصري الذي يعسكر في مواطن حرب ثم تابع سيره إلى المدينة وأقام فيها أشهراً رتب في أثنائها أعمالها الإدارية على أساس الحكم العثماني الجديد.
وكان ابنه عبد الله قد سبقه في هذه الأثناء إلى مكة وقام بشؤون إمارتها نائباً عنه ولما وافت أشهر الحج من السنة نفسها وصل محمد بن عون إلى مكة فشرع في تنظيم ترحيل الجيش المصري منها.
وصدرت إليه أوامر العثمانيين بتعيين عثمان باشا شيخ الحرم المدني في إدارة الحامية بجدة مع إضافة مشيخة الحرم المكي إليه وتوجيه مشيخة الحرم المدني إلى شريف بك مدير المدينة سابقاً فانتقل عثمان باشا إلى جدة وباشر أعماله الجديدة فيها وأناب عنه في مشيخة الحرم المكي عبد الله بن محمد بن عون أمير مكة.
وتشكلت لجنة على أثر هذا لتصفية الأموال المصرية في الحجاز فأحصت جميع الأرزاق والمهمات والذخائر الموجودة بها للمصريين وقومت ذلك بأثمانه وأبقته في الحجاز بعد أن تعهد العثمانيون بقبوله مما تستحق لدى مصر من إخراج المقرر عليها للعثمانيين.
وبحثت اللجنة موضوع المرتبات التي رتبها محمد علي باشا لكبار الأشراف وغلال الصدقة التي خصصها للمحتاجين في مكة فاستقر أمرها على بقائها كما كانت بعد تحويلها إلى الخزانة العثمانية وقد وافق الخليفة على هذا الإجراء وأقرّه كاملاً (1) .

(صورة مرسوم أثري ويبدو من قراءته أنه أخذ المراسيم التي أصدرها عبد المطلب إلى أمراء النواحي بمناسبة توليته وقد وجد ممزقاً في الأطراف التي لم تظهر الكتابة فيها)

ولادة عون الرفيق: وفي هذه الأثناء ولد للشريف محمد بن عبد المعين بن عون ابنه الشريف عون الرفيق وذلك في أواخر ذي الحجة عام 1256 في بيت بالشامية يقال له دار الجيلاني (2) وهو اليوم مستودع للكتب التي وقفتها الحكومة بجوار بازان الشامية وظل الوفاق تاماً بين الإمارة ووالي الأتراك في جدة عثمان باشا عدة سنوات ثم نمي إلى عثمان باشا أن بعض الأشراف المختصين بجباية الزكاة يتلاعبون بأموال الخزينة فأغلظ لهم القول فاستاء محمد بن عون من ذلك فبدأ الخلاف بين السلطتين واشتدت وطأته في عام 1260 و 1261 ثم انتهت الأخبار إلى تركيا فأمرت بعزل عثمان باشا من ولايته ووجهتها إلى شيخ الحرم المدني في عام 1263 وقد مات عثمان على أثر وصول الخبر وتسلم الأعمال في جدة شريف باشا (3) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :596  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 188 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.