شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العمامة في مكة
وكان بودنا أن نعرف شيئاً عن الزي الذي كان يرتديه العلماء في هذا العهد ولكننا لم نعثر على ما يدل عليه إلاّ أن الشيخ عبد الرحمن الجبرتي وقد عاش في أواخر هذا العهد وصف الشيخ أبا الفيض محمد بن عبد الرزاق المرتضى فقال في (ج1 ص230) أنه كان يعتم مثل أهل مكة عمامة منحرفة بشاش أبيض ولها عذبة مرخية على قفاه ولها حبكة وشراريب طولها قريب من فتر وطرفها الآخر داخل طي العمامة وبعض أطرافها ظاهر.
وقد عني العثمانيون في هذا العهد بشؤون التعليم عناية محدودة ولعلّها تناسب عصرهم فأنشأوا المدارس الأربعة التي كانت بين باب الزيادة وباب الدريبة ليدرس علماء مكة فيها مذاهب الفقه وكان مكانها بيمارستان أنشأه المستنصر العباسي وبعض أوقاف الملوك الشراكسة وعدة دور لأمير مكة الشريف حسن وقد استبدل بالبيمارستان غيره -ولعلّه القبان في رأي الشيخ باسلامه- كما عوّض البيوت الموقوفة بغيرها، أما دور أمير مكة فقد قدمها بدون مقابل.
وعندما احتفلوا بالبناء في المدارس طلبوا إلى قاضي مكة أحمد النشانجي وضع حجر الأساس وتقدم بعده كثير من العلماء فوضع كل منهم حجراً في الأساس وذلك في 2 رجب 972هـ ولما تم البناء عين العلماء للتدريس فيها واتخذ لهم فراشين ورسم لكل مدرسة خمسين عثمانياً في اليوم للإنفاق على مرتبات الأساتذة والموظفين والطلبة وأنفذ لها طريقاً إلى المسجد كان يسمى باب السليمانية وحبس عليها بعض الموقوفات في الشام لتحمل الغلّة إليها وتسلم إلى ناظرها في مكة وقد ظل هذا الوقف يحمل سنوياً مع الركب الشامي مدة طويلة ثم اختفى مع الأوقاف التي اختفت آثارها في بلاد الإسلام وكانت المدارس موجودة قبل توسعة المسجد يشغل بعضها المحكمة الشرعية ورئاسة القضاة كما يشغل بعضها مكتبة الحرم المكي، أما المدرسة الرابعة فقد تصرف فيها أحمد باشا خديوي مصر وأصبحت بعدها ممتلكة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :406  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 164 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.