(( كلمة الأستاذ عبد الحميد الدرهلي ))
|
- بسم الله الرحمن الرحيم، السادة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعدتم مساءاً.. بادئ ذي بدء يفرض علينا الواجب أن نعرب لسعادة الأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه عن تقديرنا البالغ واعتزازنا للحفاوة الباشة التي يلقى بها ضيوفه والتكريم الحاتمي الذي يحيط به الرجال الأفذاذ في داره هذه العامرة بالحب والجمال، فهذه اللفتة المباركة التي تنم عن الأصالة تنمي روح الصداقة الشفافة بين الناس حتماً سيخلدها التاريخ له بالمجد والفخار. |
امتاز هشام ناظر في سني دراسته دائماً بالتفوق والنجاح، وكان موضع تقدير أساتذته واحترام أقرانه، باراً بوالديه وبأخوته وبجميع أفراد آل ناظر، ومن التقليد المحبب والذي يوطد أواصر العلاقة العائلية أنهم - أي جميع أفراد آل ناظر - يلتقون في دار الأستاذ هشام ناظر في اليوم الثالث من عيد الفطر، كل عام يأتون وأرحامهم من كل حدب وصوب يجددون الولاء للعائلة ويوطدون أواصر القربى والمعزة، والتآزر فيما بينهم. |
|
هشام ناظر يتمتع بروح رياضية مثالية، إنه بالواقع رياضي يمارس الرياضة إلى وقتنا هذا ويشجع الرياضيين، وشغوف بالقراءة ما إن يسمع بكتاب مهم إلا ويقتنيه ويقرأه ليلاً وإلى ساعات متأخرة من الليل على أنغام الموسيقى الدافئة الهادئة، ويحب الشجرة ويتركها تنمو ولا يقطعها أبداً فهي بحد نظره رمز الخيمة التي تظلل الحب والخير والرفاه، وكثيراً ما نادى وشدد على أن تربية النشء هو في البيت أولاً، وهو صادق في قوله. |
|
لقد امتاز هشام ناظر بنجاح منقطع النظير في أعماله الرسمية أينما حل، نظَّم وزارة البترول والثروة المعدنية عند إستحداثها بمعية معالي الشيخ عبد الله التريكي، ونمت وترعرعت في إدارته لها في عهد معالي الشيخ أحمد زكي يماني، ولما ولاه صاحب الجلالة المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز رئاسة الهيئة المركزية للتخطيط رسم هيكلها وأهدافها وركز الكفاءات السعودية في مكانها المناسب لتخصصاتها، فخرج من خلال إدارته وتدريبه الحكيم الحازم للوزارتين رجال انتفعت بهم البلاد والعباد ويخدمون الوطن والمواطنين بالتفاني والإخلاص ويحصدون النتائج الباهرة لمستقبل المملكة العربية السعودية التليد. |
|
أذكر عندما غادر أساتذة جامعة الملك سعود عائدين إلى مصر تلبيةً لنداء جمال عبد الناصر، ظن البعض أن الجامعة أقفلت أبوابها، بل الذي حدث كان العكس فقد جمع الأستاذ هشام ناظر لفيفاً من أقرانه وحلوا محل الأساتذة المصريين الذين تغيبوا بعيداً من الرياض، يدرسون ويحاضرون بنجاح وكان هذا العمل موضع استحسان جلالة المرحوم الملك سعود، والمسؤولين في الدولة والشعب السعودي قاطبةً، هل هناك وفاء وولاء وانتماء أكبر من هذا في عالم الوطن العربي؟ رجال وهبوا حياتهم وعلمهم لخير المجموعة، تطوع دون منة وتعظيم. |
|
هشام ناظر هو رائد النهضة السعودية الحديثة، هو واضع أسس التنمية الشاملة الاقتصادية الاجتماعية التي انبثق منها خطط التنمية والمشاريع التنموية حيث نتج عنها الإنجازات البارعة التي أدخلت البلاد الشاسعة الأطراف في الحضارة الحديثة التي تستحقها، أذهلت هذه الحقائق والإنجازات أنظار الاقتصاديين وعقولهم في العالم قاطبة. |
|
وأذكر عندما عرض أخي الأستاذ هشام ناظر الدراسة الاقتصادية عن الحالة الراهنة الاقتصادية الاجتماعية للمملكة عام 69 على أنظار المرحوم الملك فيصل، التي بينت تجاوزات وتداخلات وقصوراً وتقصيراً ومعوقات، وكذلك الازدواجية وذلك في لقاء خاص في مكتب المرحوم الملك فيصل بالطائف في بداية مهامه للهيئة المركزية للتخطيط، وكنت برفقته مع الأخ معالي الدكتور فايز بدر ومعالي الدكتور عبد الوهاب عطار، قال له جلالته (اليوم تعلمت منك يا هشام الشيء الكثير عن الاقتصاد وأهميته لصالح البلاد ومستقبلها، سر على بركة الله وأعد خطة التنمية الخمسية)، وظهرت على إثر هذه اللفتة المباركة مد يد جلالته لخطة التنمية الخمسية الأولى، وأدى نجاحها وتحقيق جل أهدافها أن تكون نبراساً وعهداً لمواصلة مسيرة الخير والنماء والازدهار التي ينعم بها القريب والغريب، فكانت بحق درساً ونواةً وضوءاً أخضر أنار السبيل إلى العالم العربي ليحذو حذوها ويسير على نهجها، وقد أصبح ذلك حقيقة واقعة. |
|
هشام ناظر صديق الصحافة، والصحافيين والإعلاميين والاقتصاديين، كان يعقد الندوات واللقاءات معهم، من أجل توعية الرأي العام؛ لا لتلميع شخصه وأعماله، كان لا يبخل عليهم بأي إجابة تنور الجميع في هذه البلاد ما ينبغي عمله ويواكب النتائج ويتفاعل مع التنمية، هشام ناظر عاد إلينا اليوم سليماً معافى هو الآن في ريعان الشباب لا يعرف الملل ولا الكلل دائم الحركة والتفكير، وسوف يواصل العمل كما عهدناه وبخبرته الواسعة وعلمه وثقافته، سيواصل ويستمر في العطاء وخدمة الوطن والشعب والملك، وسوف يدفع قريباً للمطبعة كتاباً انكب مؤخراً على تأليفه يدون فيه مذكراته بعنوان (تجربتي الطويلة).. ليبقى نبراساً عن نهجه الصحيح لأجيالنا القادمة إن شاء الله، وسوف يجتمع إليه في صالونه الخاص الرواد من أحباء هذا البلد العظيم من رجال العلم والفكر والاقتصاد والأعمال، ولن يبخل على أحد برأي وتوجيه لأنه كان وما زال نصيراً للضعيف والقوي على حد سواء بالعدل والحق، صريحاً إلى حد الوضوح، ولا يستسيغ المبالغة ولا النفاق سمة هذا العصر العربي الحديث، نهجه الحوار العفيف والمشاركة في الرأي، وبرأيه من كان أحسن الناس معرفة بنفسه؛ كان أقل الناس تقديراً لها وثناءاً عليها. |
|
هشام محي الدين ناظر هو أخي ونصيري وطالما أشعرني هو وآل ناظر بأني واحدٌ منهم، وأحاطوني بكل أوجه الكرم والرعاية، تخلو طبيعته من العنصرية والتفرقة، عملت معه وزاملته زهاء ثلاثين سنة كان لنا ولموظفيه وأعوانه بمثابة الأخ والصديق الصدوق، يوجه ويكافئ بالحق والقسطاس للأداء الناجح إنه قدوة مميزة وممتازة سوف تخلده أعماله وصفاته في التاريخ العربي بصفحات من نور. |
|
أطال الله عمره وبارك في ذريته. وأكثر من أمثاله في الوطن العربي الكبير الذي هو في حاجة لمثل مداركه وخصاله الحميدة وشجاعته والثقة بالذات، إخوتي اسمحوا لي أن أذكر عبارةً كثيراً ما رددتها في نفسي، وهي (وجدت الحسنة نوراً في القلب، وليناً في الوجه، وقوة في العمل، ووجدت الخطيئة سواداً في القلب وشيناً في الوجه ووهناً في العمل). |
|
وفي الختام لا يسعني إلا أن أزجي شكري وعظيم امتناني، لسعادة أخي وأخ الجميع في هذا البلد الخير أبي سعيد خوجه. كونه أتاح لي الفرصة في هذه الليلة المباركة وأمام هذا الحشد العظيم من صفوة المجتمع العربي السعودي، أن أعبر بصدق وشفافية عن وفائي وتقديري ومحبتي وشعوري الحميم لمعالي الأستاذ هشام محي الدين ناظر.. بارك الله فيكم، وسدد خطاكم. |
والسلام عليكم. |
|
- آمل التكرم من الإخوة الحضور، الذين يودون سؤال ضيفنا أن يكون سؤالاً واحداً ومختصراً حتى تتاح الفرصة للجميع.. لأن الكل يتطلع إلى سماع معالي ضيفنا الشيخ هشام محي الدين ناظر فليتفضل: |
|