شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نشأة الطوافة
ولعلّ صناعة التطويف ابتدعت في هذا العهد لأن الشراكسة بحكم جهلهم اللغة العربية وميلهم إلى الأبهة والبذل كانوا يفضلون أن يعتمدوا على من يخدمهم ويدلهم على مشاعر الحج ويتلو أمامهم أدعيته.
وقد ذكروا أن السلطان قايتباي حج في عام 884 ولم يحج من ملوك الشراكسة غيره، وأن القاضي إبراهيم بن ظهيرة تقدم لتطويفه وتلقينه الأدعية (1) ولم يذكر المؤرخون مطوفاً قبل القاضي كان يلقن الحجاج في مكة فيما قرأته من تواريخ مكة.
ومما أورده القاضي في حديثه عن حج قايتباي أن صاحب مكة محمد بن بركات ندب من يستقبله في الحوراء -وهي بالقرب من أملج ينبع (2) - وأنه مد له فيها سماطاً عربياً كان بين أنواعه صنف من الحلوى أعجب به السلطان فسأل عن اسمه فقيل أن اسمه ((كل وأشكر)) (3) .
وفي هذا ما يدل على عنايتهم بالأسمطة وتصنيف أنواعها في ذلك العهد وفي تسمية الحلوى ((كل واشكر)) ما يدل على لون خاص من العاطفة الدينية.
وبعد أن يذكر القطبي (4) كيفية استقبال قايتباي واشتراك علماء مكة وأعيانها في ذلك يقول إنه عندما انتهى موكب السلطان إلى باب السلام الخارجي تخطى عتبته بفرسه فجفل الفرس فسقطت عمامة السلطان عن رأسه وفي هذا يقول ابن فهد (5) أن ذلك كان تأديباً من الله لأنه يتعين على السلطان أن يترجل ويدخل محرماً مكشوف الرأس. ثم قال وكان مدة إقامته كثير الصدقات وقد بذل من الأموال ما لم يسبقه إليه أحد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :466  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 131 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.