شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عجلان وثقبة في السجن
وكان محمد بن عطيفة يقيم في مصر فتوجه إلى مكة في فرقة عسكرية من المماليك فيهم أربعة من الأمراء واستطاع محمد بن عطيفة أن يتولى الحكم ثم ما لبث أن وصل سند فشاركه فيه (1) .
وهدأت الأمور في مكة على أثر ذلك وألغيت المكوس التي كان يتقاضاها عجلان وثقبة فرخصت الأسعار ونادى قائد العسكر في مكة بمنع حمل السلاح فعمّ الأمن في البلاد.
وهكذا ثبت أن عجلان وثقبة ومن والاهما من الأشراف يسيئون إلى إدارة البلاد بتصرفاتهم القاسية وخلافاتهم وأن تأمين البلاد ورخاءها -مع كل أسف- رهين بإدارة عسكرية حازمة تقضي على بواعث الخلاف من أصولها.
واستطاع قائد العسكر أن يقبض على عجلان وثقبة ويصحبهما معه إلى مصر ليعتقلا فيها.
ويبدو أن أعمال الخلاف السالفة بين عجلان وثقبة وما ترتب على ذلك من اضطرابات وفتن هيأ للمماليك الأتراك فرصة جديدة للتدخل في شؤون البلاد تدخلاً عملياً لأن الفرقة العسكرية التي صحبت مجيء محمد بن عطيفة والتي استطاعت أن تقضي على أسباب الفتن ما لبثت أن أقامت في البلاد بحجة الإشراف على شؤون الأمن فيها.
ويحدثنا الفاسي (2) أن هذه الفرقة عندما اعتزمت الرحيل إلى مصر في عام 761 كان قد وصل إلى مكة غيرها من عسكر الأتراك ليحلوا محل الفرقة القديمة. وإحلال فرقة جديدة في مكان فرقة قديمة يعطي دليلاً على أن البلاد باتت من عام 760 محتلة احتلالاً عسكرياً وأنها أصبحت تابعة للمماليك تبعية مباشرة.
إلاّ أن أمر ذلك لم يدم طويلاً لأن الأشراف ما لبثوا أن اشتبكوا معهم في عام 760 في غارة عظيمة انتهت بإقصاء الفرقة وإنهاء الاحتلال.
وذلك أن عسكرياً من الترك سكن بيتاً عند باب الصفا فطالبه صاحبه من الأشراف بالأجرة فرفض دفعها ولا بد أنه أبدى شيئاً من العنجهية التي يبديها المحتلون في العادة فثار النزاع واشتد فضرب التركي الشريف فاشتد غضب الشريف فقتله فاجتمع الأتراك للثأر واجتمع الأشراف للدفاع فكانت الواقعة.
ووجد الأشراف خيلاً للأتراك عند باب الصفا تنتظر أصحابها للسعي عليها فامتطوها ومضوا بها إلى مستودع للترك بأجياد فاستولوا على ما فيه من سلاح وخيل ومضوا يحاصرون الأتراك حتى حصروهم وأوقعوا فيهم القتل فالتجأوا بالمسجد الحرام وأغلقوا عليهم أبوابه، واستجار قائدهم ببعض نساء الأشراف.
ولحق بعض الأشراف بالمحصورين في المسجد ولم يقتحموه عليهم بل ظلوا يرمونهم بالنشاب ويطالبونهم بالتسليم حتى سلموا أنفسهم وقبلوا أن يغادروا مكة دون أن يتخلف منهم أحد وأن لا يصطحبوا من عتادهم شيئاً وأن يكتفوا بما خف حمله من أموالهم، وقتل في هذه الموقعة جماعة من الأشراف كان منهم الشريف مغامس بن رميثة (3) .
وبهذه الموقعة انتهى أمد الاحتلال وعاد الأشراف إخوان عجلان إلى حكمهم بعد أن نقلوا أسراهم من مماليك الأتراك إلى ينبع وأعلنوا بيعهم في الأسواق ولما بلغ الأمر الملك الناصر الصالح في مصر أمر بتشديد السجن على عجلان في مصر وأن ينقل إلى برج في الإسكندرية كما أمر بتجهيز حملة قوية لاستئصال الأشراف إلاّ أن أمر الحملة لم يتم لأن المماليك كانوا قد ثاروا على مليكهم بعد ذلك بأيام فاعتقلوه في سجن القلعة وولوا مكانه المنصور محمد أبو المعالي ابن المظفر (4) .
ورأى ابن المظفر أن يعالج أمر الأشراف في مكة بغير ما اختاره سلفه فأمر بإطلاق عجلان بن رميثة من البرج في الإسكندرية واتفق معه على ترحيله إلى مكة مزوّداً بما يلزمه من عتاد وجيش ليستخلصها لنفسه من أخيه سند وابن عمه محمد وأن يحكمها بنفسه مستقلاً بأمره لقاء الدعاء لهم فوق المنبر.
وقد رضي عجلان بعرضهم وارتحل من توه إلى مكة فاستولى عليها وذلك في سنة 762 بالاشتراك مع أخيه ثقبة إلاّ أن أخاه ثقبة ما لبث أن توفي فاستقل عجلان بالحكم (5) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج