شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثقبة يعود إلى المناوأة
وأهلَّ عام 752 فأهلَّت معه منازعات ثقبة، فقد ترك اليمن فيما يبدو وعاد إلى الحجاز يناجز أخاه عجلان ويناجزه لأننا نرى فيما ينقل الغازي عن ابن فهد في حوادث سنة 752 أن ثقبة اتخذ مقامه في وادي فاطمة وأنه أحاط بقوته بعض المراكب القادمة من اليمن واستحصل وإخوانه من أصحابها ضرائب جمركية عنيفة وأمرهم أن يبيعوا بضائعهم في وادي فاطمة ثم قال: وجاء أمر سلطان المماليك بمصر إلى الفريقين المتنازعين بالسفر إلى مصر فامتنع ثقبة وأراد عجلان أن يسافر ثم عدل فاعتذر بعدم استطاعته ترك البلاد وفيها ثقبة وإخوانه.
ثم لا نلبث أن نجد ثقبة في رمضان في مصر ليتسلم مرسوماً جديداً بالإمارة ويتلقى عروضاً وإعانات من رؤساء المماليك ثم يقفل عائداً إلى مكة فيناجز عجلان من جديد ثم يتريث حتى يقبل الركب المصري فيطلب منه العون عن فتح مكة فيمتنع ويغضب ثقبة لامتناعه ويهدده بمنع الركب من دخول مكة فتتفاقم المشاكل ويزداد الاضطراب ثم يعود الحال إلى الصفاء. لأن أمير الحج وفي صحبته قاضي مصر عز الدين بن جماعة يتوسطان في إصلاح الأمر بين الأخوين وتوفيقهما على أن يحكما مكة بالاشتراك.
وقد ظل الحال على هذا مدة قصيرة ثم عاد الخلاف بين عجلان وثقبة فأجلى ثقبة عجلان ثم عاد عجلان فأجلى ثقبة (1) .
ويبدو أن المماليك شعروا أن ثقبة يتجنى على أخيه وأنه لا بد من عمل حاسم مهما كلفهم ذلك فأسروا إلى أمير الحج في عام 754 أن يقبض على ثقبة بعد أن زودوه بقوة كافية من الجند فلما انتهى الركب إلى مكة علم أن ثقبة في وادي فاطمة فكتب أمير الحج يطلبه أن يوافيه إلى الزاهر (2) ليصلح بينه وبين أخيه فوافاه في نفر من أخصائه فاستقبله استقبالاً طيباً وخلع عليه ثم فاجأه فقبض عليه ومن معه من النفر وكبله بالحديد وسافر من توه بهم إلى مصر حيث سجنوا في الجب.
وفي هذا يقول الغازي الذي ننقل عنه هذا الخبر بعد أن نقله من ابن فهد أنه لم يتفق مثل هذا فيما سبق ويقول أنه لم يتفق له ذلك إلاّ لأن سكان البلاد من الأشراف والأهالي ضاقوا بمناوءات ثقبة وبشغبه الذي امتد لسنوات دون أن يظفر بطائل.
وأن غلاء الأسعار واضطراباتها طول تلك المدة جعل الناس يترقبون للأمر نتيجة حاسمة ويؤيد ذلك ما يذكره الغازي عن ابن فهد نفسه في تتمة الحديث وهو يقول: وقد سر الناس ذلك. إلى أن يقول وعاد جلب الغلال ورخصت الأسعار حتى بيع أردب القمح بعشرين درهماً.
وظل ثقبة في سجنه بمصر ثم ما لبث أن أطلق ففر من مصر وعاد إلى مناوأة أخيه فاقتتلا مرة ثم اصطلحا ثم عادا إلى الاختلاف (3) .
وفي عام 760 أرسل صاحب مصر يستدعي عجلان وثقبة إليه فرفضا ذلك فأصدر مرسومه بعزلهما وتولية أخيهما سند بن رميثة بالاشتراك مع ابن عمه محمد بن عطيفة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 96 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج