شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإصلاحات العامة
وتضخمت الثروات في هذا العهد بزيادة الأموال التي كانت تنقلها البيوت المكية التي كانت تضرب في البلاد المفتوحة من آفاق الأرض والأعطيات التي كان يبذلها معاوية ومن خلف بعده من خلفاء بني أمية فزاد النشاط التجاري عما كان في عهد عثمان وتوسع المزارعون أكثر مما توسعوا في عهده فأصلحوا كثيراً من الأراضي البور وتنافسوا في حفر الآبار واتسعت إقطاعاتهم الزراعية في الطائف وضواحيها حتى ذكروا أن سليمان بن عبد الملك مر في الطائف أيام خلافته ببيادر الزبيب فظنها حراراً سوداء.
وعنى معاوية بأمر الشرب في مكة فأنشأ لها نحو عشر عيون ذكرها الأزرقي وعيَّن مواقعها وقال إنه اتخذ لها أخيافاً فكانت حوائط ((بساتين)) وفيها النخل والزرع منها عيون في المعلاة والحجون والشهداء وبعضها في ضواحي مكة وكان لبعضها مشارع يردها الناس ومنها عين في أسفل مكة تمر في بطن واديها تحت الأرض ولها مشروع يستقي منه الناس (1) .
واحتفل ابن الزبير بهذه العيون في عهده واحتفر بعض الآبار (2) وبذل جهوداً طيبة في تنمية الزراعة فأنشأ البساتين من ماله الخاص في مواضع من النقا والسليمانية مكان الحلقة اليوم (3) إلى أطراف المعابدة وفلق الطريق الموصل بين القرارة والنقا وكانت في موضعه تلال لا تزال آثار النحت فيها باقية إلى اليوم وعني بتخطيط الدروب وهدم بعض الدور لإنقاذ الشوارع بين الأحياء وترصد أصحاب الثروات الضخمة من قريش يحثهم على إحياء الأرض في ضواحي مكة لتوفير الحبوب والخضروات لأهلها وفعل مثل ذلك في الطائف حتى بلغت الطائف في عهده شأواً زراعياً لم تبلغه قبله وانتشرت البساتين في شمال مكة وجنوبها انتشاراً كبيراً وفاضت أسواق مكة بمنتوجات ضواحيها من الحبوب والخضر فأسسوا بيوتاً في مكة ولو دام ابن الزبير ولم تشغله الفتن والحروب لنهض بشؤون مكة، فقد كانت نظرته إلى حياتها تختلف عن نظرة الذين أرادوها لتكون مستودعاً للعجزة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :418  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج