شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الناحية العمرانية
ينقل القطبي في الأعلام عن الفاكهي أن من آثار النبي مسجداً بأعلى مكة عند بئر جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ثم يقول: وكان الناس لا يتجاوزون في منازلهم في قديم الزمان هذا البئر، وما فوق ذلك خالٍ من الناس وفي ذلك يقول عمر بن أبي ربيعة:
نزلت بمكة من قبائل نوفل
ونزلت خلف البئر أبعد منزل
حذراً عليها من مقالة كاشح
ذرب اللسان يقول ما لم يفعل
ونستطيع أن نفهم من هذا أن قديم الزمان الذي يشير إليه الفاكهي هو عهد بني أمية وفي شعر ابن أبي ربيعة وهو من معاصري الأمويين ما يؤيد ذلك. فقد نزل خلف البئر أبعد منزل. إذاً فقد كان العمران في هذا العهد لا يتجاوز البئر والمسجد المذكورين وقد أدركت العامة وهم يسمون المسجد الموجود الآن أمام الحلقة مسجد الراية وكنت لا أستبعد أن يكون البئر المذكور هو بئر الكمالية الموجود اليوم على بُعد أمتار منه ولكني علمت أن الأستاذ عبد القدوس الأنصاري حقق مكان البئر، والمسجد وانتهى في ذلك إلى أن مسجد الراية هو المسجد الموجود في الجودرية وتقع عمارة شركة الكهرباء الآن خلفه وبجواره مباشرة بئر جبير بن مطعم وأجدني اليوم أميل إلى متابعة رأيه لأسباب أذكرها وقد يكون ذكر غيرها.
1- بعد أن ذكر القطبي في كتابه الأعلام أن العمران كان لا يتجاوز البئر قال أما في زماننا ((وزمانه في أوائل العهد العثماني)) فقد تجاوز العمران كثيراً صوب المعلاة فإشارته إلى تجاوز العمران كثيراً صوب المعلاة فيها ما يدل على أن مسجد الراية كان بعيداً عن المعلاة فإذا افترضنا أن مسجد الراية الموجود أمام الحلقة فإن المدى بينه وبين المعلاة مدى يسير وأن أقل العمران يصله بالمعلاة مباشرة.
أما إذا جعلنا مسجد الراية في ((الجودرية)) (1) فإن جملة العلامة القطبي تستقيم تماماً لأن المدى بينه وبين المعلاة يحتمل قوله أن العمران تجاوز كثيراً صوب المعلاة.
2- يذكر مؤرخو مكة أن ابن الزبير عندما فلق الطريق الذي نسميه اليوم ((الفلق)) كما سيأتي كان غرضه أن تتصل بيوته في نواحي سويقة ببساتينه من ذلك الطريق فتعيّن لدينا أن بساتينه لا تبعد عن الفلق كثيراً وأن المتوقع أن يكون موقعها في الحلقة أو بالقرب من ذلك لأن الحلقة كانت موقع بساتين ولا تزال آثار ذلك بجانبها إلى اليوم فإذا صح أن بساتينه في الحلقة أو ما يقرب منها فإننا نستبعد أن يكون عمران مكة ينتهي إلى ما يسامت البساتين لأن المعروف في تخطيط المدن العربية في العادة أن تقع بساتينها في ضواحيها ولما كان عهد ابن الزبير متصلاً بعهد الأمويين فإن المظنون أن بساتينه كانت تقع في ضاحية مكة وأن العمران ينتهي بعيداً عن بساتينه بنحو مائة متر وهو ما يتفق مع موقع المسجد الموجود خلف عمارة شركة الكهرباء اليوم لهذا فالأوفق أن يكون مسجد الراية وبئر مطعم هما الموجودان اليوم أمام شركة الكهرباء في الجودرية حيث كان ينتهي عمران مكة في عهد الأمويين.
ولا أعتقد أن العمران تجاوز من الجهة الأخرى الشبيكة لأن حدود حارة الباب لم تعمر إلاّ بعد هذا العهد كما سيأتي في حينه، ولم يكن لمكة في هذا العهد سور لأن المفهوم من سياق ما ذكره التقي الفاسي أن العمران في هذا العهد تجاوز السور الذي عرفناه في العهد الجاهلي بالقرب من المدعاة فهدم السور وظلت مكة على ذلك إلى أن سورت في المعلاة في عهد قتادة كما سيأتي.
على أننا لا نعني بتحديد العمران في مكة في هذا العهد التحديد المتبادر إلى الذهن لأن المعروف أن كثيراً من السكّان كانوا يسكنون إلى مسافات تتجاوز هذه الحدود فشعب عامر كان مسكوناً في العهد الجاهلي وكذلك كانت الحجون والمعابدة. وإذن فالمراد بالتحديد هو العمران المتصل وهو لا يمنع وجود المساكن في الضواحي القريبة أو البعيدة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :436  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج