شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مدينة قديمة
تحت مدينة طيبة
يدلل الأستاذ عبد القدوس الأنصاري صاحب كتاب آثار المدينة على وجود مدينة قديمة تحت مدينة طيبة الموجودة اليوم، ويسرد لذلك هذه الأدلة الآتية قال:
حدث في سنة 1352هـ أنه بينما كان العمال يحفرون أساس القسم الشمالي لمدرسة العلوم الشرعية الواقعة بقرب باب النساء، إذ عثروا بعد عمق أربعة أمتار على مصباح زيت قديم؛ ومما وجده العمال أيضاً بركة صغيرة ومجاري مياه وقطعاً من قلل الماء.
وفي عام 1335هـ بينما كان العمال يحفرون لوضع أساس النصب التذكاري الذي أمر فخري باشا بإقامته بالمناحة جنوبي السبيل تذكاراً لتولية الدولة العثمانية للشريف علي حيدر على إمارة مكة.
بينما كان العمال يحفرون هناك إذ انفتحت لهم هوّة كشفت عن بيوت سقوفها تحت طبقة هذه الأرض، فنزلوا إليها ووجدوا بها ثياباً معلّقة على حبال، ومع بلاها فإنها كانت محتفظة بهندامها، متماسكة بحكم الرطوبة وعدم تخلل الهواء للغرف الموجودة بها، ولكن بمجرد لمس العمال إياها تناثرت كما تناثر الرماد، وتساقطت الأجساد المحنطة إذا مستها يد، فدمروا البيوت وشادوا عليها بناية التذكار، وقد دمرت هي أيضاً في عهد الحكومة الهاشمية.
وفي عام 1333هـ بينما كان العمال يحفرون لغرس الودِيِّ (1) في القسم الشمالي في بستان آل السيد محيي الدين بالطرناوية إذ انفتحت أمامهم هوة واسعة عميقة متصلة بنفق واسع عالٍ، فهبط إليها بعضهم وسار في النفق ولإظلامه ارتعب فعاد أدراجه وصعد إلى ظاهر الأرض، وكذلك فقد حدث منذ أعوام أنه بينما كانوا يحفرون في القسم الجنوبي من هذا البستان إذ انفتحت هوة وجدوا فيها فرشاً من الطوب الأحمر المربع الكبير.
وكم من حفيرات غير هذه وتلك جرت بالمدينة فعثر الحافرون في أعماقها على آثار وأزيار وخلافها، وقد لا نكون مبالغين إذا قلنا إن كل من يحفر بداخل المدينة وخارج سورها إلى حد ليس بالبعيد يجد آثار الأولين.
إذاً فقد ثبت علمياً وحسياً أن المدينة القديمة مدفونة تحت المدينة الحديثة.
ومما يوطد مركز هذه النظرية قول السمهودي: ((وقد علا الكبس على كثير من البلاط ولم يبق ظاهراً منه إلاّ ما حول المسجد النبوي وشيء من جهة بيوت الأشراف ولاة المدينة)). فإذا كان هذا في عصر السمهودي (القرن التاسع الهجري) فما بالك بالحال الآن وقد مر بعد ذلك العصر ما يقرب من أربعة قرون؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :334  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 178 من 186
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.