فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
يقظة عمر بن الخطاب روى الطبري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رحمه الله -إلى حرة واقم حتى إذا كنا بصراء إذا نار تؤرث، فقال: يا أسلم إني أرى هؤلاء ركبانا قصر بهم الليل والبرد انطلق بنا، فخرجنا نهرول حتى إذا دنونا منهم فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على النار يتضاغون، فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء، وكره أن يقول يا أصحاب النار، قالت: وعليك السلام، قال: أأدنو؟ قالت: اُدن بخير أو دع، فدنا فقال: ما بالكم؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد، فقال: ما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع، قال: وأي شيء في هذه القدر؟ قالت: ماء أسكتهم به حتى يناموا. الله بيننا وبين عمر؟ قال: اى رحمك الله ما يدري عمر بكم؟ قالت: يتولى أمرنا ويغفل عنا، فأقبل عليّ فقال: انطلق بنا، فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق فأخرج عدلاً فيه دقيق وكبة شحم فقال: احمله عليَّ، فقلت: أحمله عنك، فقال لي في آخر ذلك. أَنت تحمل عني وزري يوم القيامة لا أم لك؟ فحملته عليه فانطلق وانطلقت معه نهرول حتى انتهينا إليها، فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئاً فجعل يقول: ذرّي عليَّ وأنا أحرك لك وجعل ينفخ تحت القدر، وكان ذا لحية عظيمة فجعلت أنظر إلى الدخان يخرج من خلل لحيته حتى أنضج القدر ثم أنزلها وقال: ابغيني شيئاً، فأتته بصحفة فأفرغه فيها ثم جعل يقول: أطعميهم وأنا أسطح لك، ولم يزل حتى شبعوا، ثم ترك عندها فضل ذلك وقام فقمت معه، فجعلت تقول: جزاك الله خيراً أنت أولى بهذا الأمر من أَمير المؤمنين، فيقول: قولي خيراً إنك إذا جئت أمير المؤمنين وجدتني هناك إن شاء الله، ثم تنحى عنها ناحية ثم استقبلها وربض مربض السبع فجعلت أقول له: إن لك شأناً غير هذا وهو لا يكلمني حتى رأيت الصبية يضحكون ثم ناموا وهدأوا، فقام وهو يحمد الله ثم أقبل عليّ وقال: يا اسلم إن الجوع أسهرهم وأبكاهم فأحببت أن لا أنصرف حتى ما رأيت منهم.
طباعة تعليق  القراءات :303  التعليقات :0
صفحة 162 من 186

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج