شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من فصاحة العرب
-1-
كان الأصمعي نديماً لهارون الرشيد، وقد حدّث عن أول اتصاله بالرشيد فقال: عندما عزم الرشيد على اختياري نديماً له استدعاني إليه وشرع يوصيني فيقول:
((يا عبد الملك، أنت أحفظ منا ونحن أعقل منك، لا تعلمنا في ملأ ولا تسرع إلى تذكيرنا في خلوة، واتركنا حتى نبدأك بالسؤال، فإذا بلغت من الجواب قدر استحقاق فلا تزد، وإياك والبدار إلى تصديقنا وشدة العجب بما يكون منا، وعلمنا من الكلام ما نحتاج إليه، واروِ لنا من الأشعار غريبها، وإياك وإطالة الحديث إلاّ أن نطلب ذلك منك، ولا إضجار إلاّ بطول الترداد)).
قال الأصمعي فقلت له: يا أمير المؤمنين أنا إلى حفظ هذا الكلام أحوج مني إلى كثير من البر والعطاء.
-2-
لما دخل الخليفة المأمون بغداد بعد قتل أخيه الخليفة الأمين، دخلت عليه زبيدة أمّ الأمين فجلست بين يديه وقالت:
الحمد لله، إني أهنئك بالخلافة فقد هنأت بها نفسي قبل أن أراك، وإن كنت فقدت ابناً خليفة فقد اعتضت عنه ابناً خليفة، وما ضرَّ من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أمٌّ ملأت عينها منك، وأنا أسأل الله أجراً على ما أخذ، وإمتاعاً بما وهب فقال المأمون: ما تلد النساء مثل هذه، أما تراها ضارع كلامها بلغاء الرجال.
-3-
شاعر نحوي
قد مر عليك طبعاً في القواعد النحوية أن الاسم الموصول يحتاج إلى صلة وعائد يعود إليه.
وتعرف في اللغة أن زائر المريض يسمى (عائداً).
اغتنم هذه المناسبة أحد الشعراء وكان مريضاً، فكتب إلى أحد الأمراء قصيدة قال في آخرها:
أنا (كالذي) يحتاج ما يحتاجه
فاغتنم دعائي والثناء الوافي
وهو يريد: إنني كالاسم الموصول يحتاج إلى عائد وصلة، كأنه يريد من الأمير أن يعوده ويصله، وكان الأمير نبيهاً ذكياً ما فاتته هذه التورية وأعجبته براعة الطلب، فوجه إليه بمال وكتب إليه: إن هذه الصلة وسأكون عائداً لك: أي زائراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :311  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 158 من 186
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.