شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من أبطال الإسلام
1- مسلمة بن عبد الملك
هو أحد أبناء الخليفة عبد الملك بن مروان، ومن خير قادة جيوشه الذين خاضوا المعارك وأبلوا فيها أحسن البلاء.
وكان على شجاعته وشدة بأسه، دمث الأخلاق سمحاً كريماً، معروفاً بالطيبة والعدل والبر بأجناده، كما كان مشهوراً بعطفه وحبه للعدل.
وكان موضع ثقة أبيه عبد الملك، يعتمده في مدلهمات الأمور، ويقدمه إذا اشتبكت الأمور، ويسمع إلى نصائحه ومقترحاته.
ولما توفي أبوه ظل على حاله من النصح للدولة، فأخلص العمل لأخوته الوليد وسليمان ثم يزيد في أيام خلافتهم، فكانوا يضعون ثقتهم فيه ويستفيدون من خبرته في قيادة الجيوش ودك الحصون وفتح المدن المستعصية.
وقد ذكر التاريخ أن يزيد بن المهلب ثار على الدولة في عهد يزيد ابن عبد الملك؛ فاهتم الخليفة للأمر لما يعرفه من طغيان آل المهلب وقوتهم وشدة بأس زعيمهم يزيد، فلم ير في قادة جيوشه خيراً من أخيه مسلمة الذي جرب الحروب ومارس فنونها، وقد شاوره في ذلك، فأشار عليه بأن لا يضعف للثائرين ولا يخفض من جانبه لهم، ثم أبدى استعداده لخدمته فكان لذلك أحسن الوقع في نفس الخليفة.
وخرج مسلمة في جيشه إلى مواطن الثائرين فهاجمهم هجوماً عنيفاً، كسر فيه شوكتهم وفرق شملهم وصلت سيفه على رؤوس الفتنة من آل المهلب حتى أفناهم وعاد منصوراً يحمل بشائر الفتح إلى عاصمة الخلافة.
وبالرغم مما استعمله من الشدة والعنف في سبيل النصر، فإنه أبدى من أنواع الرحمة بالمستضعفين والعطف عليهم ما يستحق عليه الثناء والتقدير.
2- المثنى بن حارثة الشيباني
هو أحد قادة الإسلام، ومن أشهر شجعانه، خاض وقائع كثيرة في الإسلام، فأبدى من البسالة والإقدام ما خلد اسمه مع أبطال التاريخ المشهورين.
ذكروا أن خالد بن الوليد أمير الجيوش الإسلامية في العراق لما توجه إلى الشام استخلف المثنى بن حارثة على جند العراق، فأظهر في إمارة الجيش من البراعة ما دلّ على تفوقه في الإدارة والحرب.
وذكروا أنه في إحدى المواقع الحربية رأى المسلمين ينهزمون وكانوا في هزيمتهم يعبرون جسراً وقد كسر الجسر وراءهم، فساد الاضطراب بين الصفوف وسقط فريق منهم في الماء، فأراد المثنى بن حارثة أن يعيد الطمأنينة إلى النفوس ويهدئ روعها، فصاح في المنهزمين: ((أيها الناس أنا دونكم فاعبروا على هيئتكم ولا تدهشوا، فإني لا أزول حتى أراكم في ذلك الجانب)) وبذلك عرض حياته للمهاجمين ودافعهم عن المهزومين حتى عبروا الجسر عن آخرهم دون أن تزحزحه السيوف عن موقفه، فضرب بذلك أعلى مثل للتضحية والبطولة.
وأُصيب رضي الله عنه في هذه الموقعة بجراح كثيرة ظل يعاني آلامهم مدة طويلة حتى توفاه الله بتأثير آلامها.
وبموته فقد المسلمون بطلاً من أعظم أبطال التاريخ الإسلامي.
سل رُبى بغداد عما قد مضى
لبني العباس في تلك الديار
واسألنّ الشام عما قد أضا
للمعاويين فيها من فخار
كم ترى للمجد سيفاً منتضى
كم ترى للعلم فيها من منار
* * *
عجبي يا قوم كل العجب
هذه الآثار لم لا تقتفى
آه من رقدتنا واحرّ لي
آه من رقدتنا وا أسفى
* * *
يا أباة الضيم من عليا نزار
أين منكم ذهبت تلك الطباع
كنتم كالسيف مشحوذ الفرار
والذي حلّ حماكم لن يراعي
كم إلى العلم أقمتم من منار
بعقول هي أسنى من شعاع
* * *
قطعت أبواعكم عن كثب
كل مجد شاهق المقتطف
تلك واللَّه مزايا العرب
أورثوها خلفاً عن سلف
الرصافي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :385  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 151 من 186
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج