شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الشيخ عثمان ناصر الصالح ))
- أيها الإخوة: الآن الكلمة للأستاذ والمربي الكبير الشيخ عثمان بن ناصر الصالح:
- أيها الإخوة الأعزاء أيها الأصحاب النبلاء، أيها القادة في الفكر والعلم والأدب؛ الذي يستقي من الثقافة التي نهلناها من هذا البلد، فأول شخص مرَّ على ذاكرتي، وأول شخصية كنت أعتز بها، وأقدرها غاية التقدير، إنه الشيخ محمد طاهر الدباغ، الذي كان – رحمه الله – قوة عظيمة أقنعت الملك عبد العزيز بأن يُوجدَ تعليماً في المنطقة الوسطى، ليمشي في ركاب منطقتنا العزيزة المنطقة الغربية، قال له الملك عبد العزيز: "إن الأموال ليست عندنا متوفرة، حتى نستطيع أن نفتتح بها مدارس". فقال محمد طاهر الدباغ: يا صاحب الجلالة إنك تستطيع ذلك لأن لك من الهمة العالية، ولك من الفكرة الصحيحة، ولك من الرأي الناصع، ما تستطيع به أن تحقق هذه المدارس.
قال الملك عبد العزيز رحمه الله. ومن أين نأتي بالمعلمين؟
أين نأتي بالمعلمين؟ وأنتم تعرفون أن المنطقة الوسطى منطقة لم يتغلغل فيها التعليم الحديث، ولم يصل ويتغلغل إلى أذهان أبنائها، نعم كانوا شجعاناً كانوا أمناءاً، كانت عندهم عقيدة، ولكن هذا كله يحتاج إلى مدرسة حديثة تعلمهم كتاب الله وسنة رسوله والأدب العربي الفصيح.. قال له السيد محمد طاهر الدباغ - ولا أقول لكم هذا فقد سمعته بأذني وقد رويته عن غيري مما تحدث به - قال له الشيخ محمد طاهر الدباغ: لديَّ المدرسين، إن المدرسين عندي؛ لدينا في المنطقة الغربية رجال أهل علم، وأهل دين، وأهل لغة فصحى، فاترك أمر المعلمين علي..
فوافق الملك عبد العزيز رحمه الله على ذلك وقال: اعمل ما كنت تفكر فيه؛ فكوَّن تسع مدارس، هذه المدارس نعتبرها معاهد، نعتبرها كليات؛ أذكر منها في المجمعة واحدة، وفي حائل واحدة، وفي عنيزة واحدة، وفي بريدةَ واحدة، وفي ينبع واحدة، وفي الإحساء واحدة، ولا أتذكر الباقي من التسع، وأرسل لها معلمين من خيرة أبناء هذا البلد؛ الذي نتحدث في بيت من بيوته الشريفة، بيت هذا الرجل المعلم الأديب ابن الأديب، عبد المقصود خوجه؛ فافتتح المدارس ولم يرسل لنا شباناً، أرسل لنا كهولاً، وأنتم تعرفون الكهول يعني شيوخاً ليس الشيخ المهدم مثلي أنا مثلاً، شيخ يعني بلغ الأربعين أو الخمس وأربعين عاماً، ولكنه متطلع إلى الحياة، والتربية، والتعليم، والكفاح الصادق.
فتحت المدارس وأقبل عليها الأهل بشغف، ونهم، وشوق، لأن الأستاذ الذي أمامهم متضلع بالعقيدة واللغة ومجرب للتعليم، واستمرت هذه المدارس حتى نجحت في السنوات الست، ففكر الملك عبد العزيز رحمه الله وقال: هنا خطة أعلى من هذه، سأوجد معهداً للطائف، وهو مصيف ليس لنا غيره من المصائف، سنأخذ حصيلة هذه المدارس ونجعلها في معهد "دار التوحيد" بالطائف، ولا أطيل عليكم هذا الكلام ولا أحب أن أتحدث أكثر؛ لأني سأتيح الفرصة للشيخ عبد المحسن وقد عرفته إبناً لي وتلميذاً لي، وقد عرفته نجيباً من النجباء، من هذه الأسرة التي لها عمادتها في المملكة، ولها عمادتها في الوسط التعليمي في المملكة، وهي عين من العيون في المنطقة الوسطى، وفي بريدة بالذات، وفي سوريا وفي المجمعة، وفي كل أنحاء المملكة لهم أعلام معلمون.
أولاً اثنينية الأستاذ الأديب عبد المقصود خوجه ابن الأستاذ الأديب الراحل كرمت كثيراً من الشخصيات الأدبية والعلمية والاجتماعية، مما جعل الاثنينية في بلادنا مَعلماً من معالم التقدير الوطني، من مُواطن إلى مواطنيه البارزين في كل مجال من مجالات التقدير والاحترام للعالِمِ والشاعِرِ والأديب، واليوم، يدخل الشيخ عبد المحسن بن محمد بن عبد المحسن التويجري هذا المعلم، والمربي والواعظ والصحفي، إنه من أُدبائنا البارزين وعلمائنا المبارَكين وإنه من الصحفيين المعروفين وهو من الطلائع الأولى في التربية والتعليم، وكان أول نابغ من آل التويجري الأسرة المعروفة في الرياض، والمجمعة، وبريدة، وأول شخص يحصل على الشهادة العالية في الشريعة، ولعلكم تدركون أن الشريعة كان لها وضع كبير، وكان لها تأثير كبير في أوساطنا حتى في العالم الخارجي، وهو كذلك أول شخصية بارزة في ميدان الصحافة في هذه الأسرة، التي فيها نابهون وبارزون في كل مَعْلَمٍ من معالم الأدب والقيادة والسياسة، وهو من أوائل الكاتبين في جريدة الرياض وعنوانه معروف "هذه سبيلي" وكان يكتب في "قريش" وكلكم تعرفون مجلة السباعي (1) رحمه الله "قريش" تلك المجلة التي أوراقها قليلة ولكن فوائدها كثيرة، وكلكم تعرفون أصالتها طيلة السنوات التي كانت سائرة وكانت محبوبة وكان هذا الرجل من كتّابها البارزين، بارك لنا الله في أولاد السباعي الذين كلهم صالح وكلهم مصلح، ولا توجد خدمة اجتماعية إلا وله فيها صوت مسموع.
وميدان الصحافة صعب ومجال الوعظ أصعب، وله فيهما مجال أي مجال ناجح، وكانت صراحته وبلاغته يلتقيان في صعيد واحد، وكان موهوباً ارتجالياً وخاصة في مجال التفسير، وموهوب كل الموهبة في حضور البديهة واستحضار الدليل من الكتاب والسنة، وكلماته تنفذ إلى قلوب الناس، لم يكن شاعراً ولكنه يَشْعرُ بالناس، ويشعر بمصالح الناس ويشعر بما يفيد الناس، وكان وعظه ينفذ إلى القلوب ويتغلغل فيها، إنه رجل فاضل، رجل صفاء ووفاء، وصفاء قلب مع حسن نية، لها مكانها في النفوس وتقديرها في المجتمع، وصوله إلى المعرفة، والمعارف العلمية، والشرعية، والعربية عن طريق سليم من الابتدائية حتى تخرج من الجامعة، كلية الشريعة، لا أحب أن أعيد ما قاله معلق هذا الحفل؛ عن خطوات الشيخ عبد المحسن، ولكني أترك للشيخ عبد المحسن الذي أعد كلمةً؛ أعتقد أنها ستكون مشرفة وستعرفون ما لهذا الرجل من كفاءة، وبلاغة، وبيان، وحسن تعبير، أما بقية الحديث الذي عندي الآن فلا أحب أن أعيده وقد قيل قبل قليل.. وأرجو لكم الصحة والعافية وأرجو لكم التوفيق وأن ينفعنا الله بما نسمع وبما نعمل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :828  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج