شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أهم الأمكنة التاريخية في المدينة
سقيفة بني ساعدة: كانت لبني ساعدة، وقد جلس فيها النبي صلى الله عليه وسلم وتمت فيها بيعة أبي بكر رضي الله عنه، قال السمهودي: إنها جنوبي مقعد بني حسين بالمدينة، وتابع في هذا بعض المؤرخين، ثم عاد فعدل إلى رأي مؤرخين آخرين فقال إنها خارج سور المدينة قريباً من بئر بضاعة، ويرجح الأستاذ عبد القدوس الأنصاري صاحب آثار المدينة الرأي الأخير لثقة السمهودي وقوة أدلته، ولوجود بناء بالقرب من المكان المذكور يطلق الناس عليه اسم سقيفة بني ساعدة، وهو اسم السقيفة القريبة من البناء.
وادي العقيق: يصدر من أحضان بعض الهضاب في جنوب المدينة على مسافة خمسين كيلومتراً منها، ثم يمضي في انحداره حتى يحاذي جبل عير بالقرب من المدينة، ثم يلتوي شمالاً ليحيط بضواحي المدينة من ناحيتها الغربية، ويحاذي حرة الوبرة حتى يصب في زغابة.
وينقل التاريخ أن القسم الذي يحاذي حرة الوبرة مما يلي غربي المدينة كان منتجع سراة المدينة في العهد الأموي، وصدر من العهد العباسي، وكان ملتقى أصحاب البذخ من أولاد العاص والزبير، وأبناء الحكم، وأحفاد عثمان بن عفان، فقد كانت قصورهم تشرف على الحرة، وتتكاثف في العرصة الكبرى على ضفاف العقيق، ثم تمضي في ناحيتها الغربية حتى تنتهي إلى العرصة الصغرى تتخللها البساتين والحدائق الأريضة، وتنتشر المزارع على أكناف الوادي، وبين ليات هضابه، ثم تعرج على حوافي مرتفعاته في أجمل رواء.
وكان فتيان قريش وفتياتها يتخذون من حفافي الوادي منتديات لسمرهم، وكانوا ينتهزون الفرص في المناسبات التي يجود فيها وادي العقيق بسيوله فيحتفلون به احتفالاً صاخباً، ويحيون لياليه المقمرة لاعبين على ضفافه على نغمات المياه في خريرها بين شقوق الوادي. وقد عفى الزمان على كل تلك المعالم ولم يبق منها إلاّ ما يشبه الآثار مطموراً في الرمال، ولم تترك عادياته ما يدل على مكانها إلاّ بعض أطلال من قصر سعيد بن العاص صمدت جدرها العالية صمود الرجل العاتي على نوائب الأيام وبقيت بعض أروقته المتينة البناء، والمزخرفة بالطوب المجصص مشرفة على مجرى العقيق كأنها تجاوبه صدى ذكريات العهود الخوالي، وتذكره بما سلف من أيام الترف والنعيم.

أطلال قصر سعيد بن العاص وقد صمدت جدره مدى أجيال طويلة

* * *

جبل أحد: يقع في شمالي المدينة على سبعة كيلومترات منها، وهو الجبل المشهور بغزوة النبي صلى الله عليه وسلم المسماة به، الذي قال النبي عنه ((هذا جبل يحبنا ونحبه))، وفي الجبل مسجد صغير يقول الأستاذ عبد القدوس الأنصاري إن المطري يجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر يوم أُحد في مكانه على أثر انفضاض القتال.

جبل أحد

* * *

عين الزرقاء: كان أهل المدينة يستقون من آبار معروفة في المدينة وبعض ضواحيها، وفي عهد معاوية رضي الله عنه أجرى مروان بن الحكم عين الزرقاء إلى مصلى الأعياد من بئر تعرف بالجعفرية في قباء، ومروان هذا كان يلقب بالأزرق لزرقة في عينيه، ولهذا سميت العين الزرقاء. وفي القرن السادس الهجري أجرى الأمير الحسين أبو الهيجاء فرعاً منها إلى ما يجاور باب المدينة إذ ذاك، وهو الباب المصري اليوم، ثم سيقت في القرن نفسه إلى المنهل الموجود اليوم بالقرب من باب السلام. وأجري فرع منها بعد ذلك إلى صحن المسجد. وعني الخلفاء بعد ذلك بأمر العين واتخذوا لها مناهل عديدة في أطراف المدينة وجوانبها يستقي منها الناس ويسقون بعض بساتينهم في المناخة وغيرها. وقد أضيفت إلى مجرى العين آبار عدّة في أزمنة مختلفة من التاريخ لزيادة مياهها. وأهم الإصلاحات التي أجراها العثمانيون في العين هي الإصلاحات التي قام بها السلطان عبد الحميد.
وقد أسست أخيراً للعين هيئة شبيهة بعين زبيدة في مكة للعناية بشأنها وتعهدها بالتعمير، ولا تزال هذه الهيئة توالي جهودها في الإصلاح والتعمير، وتتلقى معونة الحكومة وتبرعات الحجاج والأهالي.
وفي ضواحي المدينة غير العين الزرقاء عيون أخرى كثيرة صادرة من آبار فيها، وقد أعد الخلفاء لها مجاري لسقي البساتين منها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 186
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.