شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأماكن التاريخية في مكة وضواحيها
في مكة أماكن تاريخية جديرة بالبحث، لا ليرجو الحاج عندها شيئاً لا يتفق وقواعد الإسلام، بل ليذكر فيها صفحات من التاريخ عاصرت الإسلام في أمجاده الأولى. ونحن هنا نورد أقسامها الهامة:
المساجد:
مسجد الراية: هو من المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم وموضعه أمام قصر ((النيابة)) الحالي الذي كان يسمى القصر المحروق، وله مئذنة صفراء من ((القاحوط)) بنيت في القرن الثامن، وذلك حسب ما حققه المحقق التاريخي الأستاذ عبد القدوس الأنصاري في كتابه المخطوط ((التحقيق المدعم)).
مسجد الصديق: وهو في المسفلة، ويقول بعض المؤرخين إنه جزء من دار أبي بكر التي هاجر منها إلى المدينة.
مسجد الإجابة: على يسار الذاهب إلى منى في شعب بالقرب من ثنية أذاخر، ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى فيه، ويقول تقي الدين الفاسي من مؤرخي القرن التاسع الهجري إن الحضارم كانوا ينزلون به في عهده أيام الموسم.
مسجد البيعة: هو عند حدود منى على أمتار منها مما يلي مكة في شعب على يسار الداخل إلى منى، وفيه بايع النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار يحضره عمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

مسجد الخيف في منى والحجاج يخيمون حوله ويبدو في الصورة بعض العمارات في منى ويسكنها أهل اليسار من الحجاج

* * *

مسجد المنحر: بين الجمرة الأولى والوسطى على يمين الصاعد إلى عرفة، ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى فيه الضحى، ونحر هديه، وقد ظل المكان الذي بجوار المسجد منحراً إلى عهد من التاريخ، وكان الخلفاء ينحرون هديهم فيه في عهود مضت.
مسجد الكبش: في منى على يسار الذاهب إلى عرفة. والكبش هو الذي فدى الله به إسماعيل أو إسحق عليهما السلام، ولعلّ الكبش ذبح في غير هذا الموضع، وحققه بعضهم بأنه ذبح في مكان مسجد المنحر المتقدم ذكره بين الجمرتين، وهو أَقرب إلى الصواب.
مسجد الخيف: هو على يمين الذاهب إلى عرفة قريباً من أواخر منى. قال الأزرقي عن جده ((إن الأحجار التي بين يدي المنارة، هي موضع مصلّى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزل الناس وأهل العلم يقولون به)).
مسجد الكوثر: في أحد المنعطفات المتصلة بالشارع العام في منى على مقربة من الجمرة الوسطى يقع مسجد الكوثر، وهو مسجد قديم لم أعثر على تاريخ بنائه.
مسجد التنعيم: هو عند حدود الحرم من شمالي مكة الغربي حيث اعتمرت السيدة عائشة أم المؤمنين بعد حجها حجة الوداع. وقد اختلف في شأنه، أهو المسجد القائم اليوم؟ أم هو مسجد آخر -كان بجانبه بئر- في الطريق بعد هذا المسجد إلى وادي الجموم، والمتعارف أنه القائم اليوم عند حدود الحرم وليس للمسجد الآخر المختلف فيه أثر في هذه الأيام.

مسجد السيدة عائشة أو ((التنعيم))

وتبدو أعلام الحرم في يمين الصورة وإلى يسارها المسجد

* * *

مسجد الفتح: بالقرب من الجموم من وادي مر الظهران، ويقال إنه من المساجد التي صلّى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المدينة كما ذكره القاضي زين الدين المراعي في تاريخه للمدينة.
مسجد نمرة: هو على حدود عرفة للصاعد إليها من مكة وعلى مقربة من أعلامها، وهو جامع كبير أنشئ أول ما أنشئ في القرن الثاني الهجري، وبعض الحجاج يجمعون فيه بين صلاتي الظهر والعصر يوم عرفة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بينهما قريباً من ذلك المكان، وقد جدد المسجد بعد القرن الثاني مرات عدّة في عهود مختلفة من التاريخ، وقد أجرى جلالة الملك عبد العزيز آل سعود به من سنوات إصلاحات كثيرة، وبنى له منارة وفتح له باباً جديداً، وزوّده بماكينة خاصة لإضاءته بالكهرباء في أيام الحج.
الدور التاريخية:
دار النبي صلى الله عليه وسلم: في سوق الليل في مكان معروف بجوار الحراج القديم، وقد قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم ولد فيه وسكنه صدراً من حياته، وذكر الأزرق أن عقيل بن أبي طالب أخذه لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. وفي عهد الحجاج بن يوسف الثقفي اشترى الدار أخوه محمد بن يوسف وأدخله في داره التي يقال لها الدار البيضاء.
وفي عهد الخيزران جعلته مسجداً يصلي فيه، ويختلف المؤرخون في شأن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا البيت، فيرى بعضهم أنه ولد في الشعب، ويرى آخرون أنه ولد عند الصفا، ويرى غيرهم أنه ولد بالردم، وغيرهم بعسفان، ولم يثبت في هذا خبر صحيح، والمتعارف عند أهل مكة قديماً أنه ولد صلى الله عليه وسلم في البيت الذي كان يسكنه بسوق الليل.
دار خديجة بنت خويلد: في زقاق الصاغة كما يسمى اليوم، وكان يسمى زقاق العطارين. ذكر الأزرقي أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى فيها داراً لخديجة وسكنها معها، وأن فاطمة رضي الله عنها ولدت فيها هي وإخوتها من خديجة، ثم توفيت خديجة فيها، وقد وهب أرضها اليوم جلالة الملك عبد العزيز آل سعود لأمين العاصمة سابقاً الشيخ عباس قطان، فشرع يبنيها داراً لحفظ القرآن الكريم.
دار علي بن أبي طالب: في شعب علي من سوق الليل، ومكانها معروف عند أهل مكة.
دار حمزة بن عبد المطلب: كانت معروفة بالمسفلة، ويرى بعض المؤرخين أنه لا يصح الأخذ به، ولعلّهم يصيبون في هذا، لأن منازل بني هاشم كانت بعيدة عن هذا المكان، ولكن الباحث قد لا يستبعد أن يملك حمزة بيتاً في طرف من مكة بعيداً عن منازل أهله ليجعله مصيفاً، أو مكاناً للنزهة، وهو احتمال لا أكثر.
دار أبي بكر الصديق: ذكر الفاسي في زقاق الحجر أمام باب النبي صلى الله عليه وسلم دار لأبي بكر رضي الله عنه، وذكر ذلك ابن جبير، وقال إنها اليوم -في عهده- دار نقود الأمير، وذكر الخطيب الفهري شيئاً من ذلك في تاريخه، وقال إن فقيه الحرم علم الدين أحمد بن خليل أخبره بذلك، وقد كان في مكان الدار مسجد يعود إلى عهد الفاسي في القرن التاسع، ولا أعرف متى درس لأنه ليس له اليوم من أثر.
دار الأرقم، أو دار الخيزران: في أحد أزقة الصفا على يسار الذاهب إلى المروة، وفيها كان يختبئ النبي صلى الله عليه وسلم داعياً أصحابه للإسلام، وفيها أسلم عمر بن الخطاب في قصة مشهورة.
دار العباس بن عبد المطلب: بالمسعى عند الأعلام الخضراء أمام باب العباس.
دار أبي سفيان: على يمين الصاعد من المسعى قبيل المدعى كما ذكره بعض المؤرخين، ويسمى اليوم ((القبان)) وهي اليوم مستودع عام للصحة العامة، وفي مكانها كانت الدار التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم مأمناً لقريش يوم فتح مكة، فقال ((من دخل دار أبي سفيان كان آمناً)).
الجبال:
وفي مكة جبال لها علاقة بالتاريخ الإسلامي أول نشأته يحسن تعريفها فيما يلي:
جبل أبي قبيس: وهو جبل مشرف على المسجد الحرام من ناحية الحجر الأسود، قال تقي الدين الفاسي، في أعلى جبل أبي قبيس مكان يزعم الناس أن فيه انشق القمر، ولم أر ما يدل على هذا، بل لم أر ما يدل على أن الانشقاق وقع في هذا الجبل. أقول وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن الانشقاق كان في منى وقد شاهده بعض الصحابة.
جبل الخندمة: في ظهر أبي قبيس، وهو سلسلة تبتدئ من أسفل مكة إلى أعلاها في طريق منى ويحتضن في ثناياه شعب جياد، ثم شعب علي وشعب عامر حيث كانت منازل البطون من قريش.
جبل حراء: في ضاحية مكة على بضعة كيلومترات منها على يسار الصاعد إلى منى، وهو جبل صعب المرتقى كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد في مغارة فيه الليالي ذوات العدد ثم ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك ثم يرجع، وقد ظل كذلك حتى نزل عليه الوحي اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (العلق: 1) والغار في ميسرة قمته، وهو عبارة عن فجوة يبلغ ارتفاعها نحو قامة الرجل المتوسط، وسعتها أكثر من مترين.
جبل ثور: في أسفل مكة على بضعة أميال منها، وهو أصعب ارتقاء من جبل حراء، وفيه الغار الذي اختبأ فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه ثلاثاً في هجرتهما إلى المدينة ((ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا))، وهو عبارة عن صخرة مستطيلة مجوّفة من داخلها، وللغار فتحتان: فتحة من جهة الغرب عرضها ثلاثة أشبار في شبرين، يدخلها الداخل زاحفاً على بطنه وهي الفتحة التي دخل النبي صلى الله عليه وسلم منها وصاحبه، وفتحة أخرى جهة الشرق أوسع من الأولى، وهي فتحة يقال إنها مستحدثة لخروج من يدخل لرؤية الغار.
جبل ثبير: عند حدود منى من ناحية مكة على يسار الداخل إليها، ويقول بعض المؤرخين إنه الجبل الذي ذبح فيه كبش الفداء عن إسماعيل عليه السلام، وقال مجد الدين الشيرازي في كتابه عن منى ((إن بلحف الجبل مغارة كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد فيها قبل النبوة، وفي الأيام الأولى من ظهور الدعوة، وأن عائشة رضي الله عنها اعتكفت مدة من حياتها في هذه المغارة من جبل ثبير)) ويذكر المؤرخون أن ثبير اسم لعدة جبال في مكة وضواحيها ومنها هذا الجبل.
غار المرسلات: هو في منى خلف مسجد الخيف نحو الجبل مما يلي يمين الصاعد إلى عرفات، وفي هذا الغار نزلت سورة المرسلات على النبي صلى الله عليه وسلم، والغار عبارة عن صخرة كبيرة مستديرة إلى سفح الجبل مرتفعة عن الأرض تظلل ما تحتها، ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم استظل بها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :825  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 186
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.