شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(14)
قال وقد سرَّه أن ينحو الحديث بينهما هذا النحو الرمزي:
- يعجبني أنك تتغلغلين في نفسي، كما يعجبني هذا التلميح بالوقوع في الأشراك.
- ولكنه لا يعجبني. أن أنشر وتطوي، وأن أستقيم وتلوي.
- وأن يعجبك أن أكون مكشوفاً؟ وأن لا أستحيي.
- هو خير عندي من الالتواء والغمز!!
- ولكن.. ولكني لا أجرؤ.
- أأنتَ تخافني؟
- أخافكِ. هذا الإِشعاع الذي تتألق به أهدابكِ الوطف فوق أجفانك الفاترة، يترك أثره السحري في نفسي، ليته كان سحراً ممّا تعوَّد الناس في بيوت الشعوذة والباطل.. إذن لصمدتُ له بما أوتيت من قوة الثبات، وصدق العزيمة، ولكنه سحر من نوع آخر ينقل النفس من عالم المادة والحقيقة إلى عالم تفقد فيه النفس مواهبها من القوة واليقين.. فأنا إذا كنت أشخص أمامك بما تظنينه حقيقتي المادية، فليس فيما تظنين أكثر مِن وهْم.. لأن حقيقتي تبخَّرت في أول سيال شعّ من أجفانك الدعج في أول يوم قابلتِني.
قال هذا ثم انطرح على نفسه كمن يستريح من هم ثقيل آده زمناً طويلاً فرفَّه عن نفسه بإلقائه عنه.. فما زادت على أن رنت إليه بلحظ ساهم، ونظرات حائرة!!
وانطبعت آثار الجهامة على جبينها العالي، والذبول على زوايا شفتيها الدقيقتين، وخدها الأسجح الجميل. ثم حجبت وجهها بطرف ردائها وندت منها آهة طويلة عميقة. ولم تجب!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :334  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 186
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج