شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني ))
بسم الله الرحمن الرحيم.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
الحمد لله القائل يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات والصلاة والسلام على سيد المرسلين ورحمة الله للعالمين ما أشرقت الشمس في الأفق المبين وسطع النور في قلوب المؤمنين.
وبعد:
فإنه لشرف لي عظيم أن أنوب عن فضيلة الوالد الشيخ محمد علي الصابوني في إلقاء كلمته في حفل تكريم عَلم من أعلام الأمة الإسلامية هذا الحفل الذي أبى الوالد إلا أن يشارككم فيه ذلك إن لم يكن بجسده وحاله فبروحه ومقاله شيخنا الفاضل المكرَم العلامة المجاهد الأستاذ محمد نمر الخطيب أمد الله في عمره وأدام النفع به.
أستاذنا المكرم الشيخ عبد المقصود خوجه، أساتذتي الفضلاء، أيها الحفل لكريم. من أرض الفتوحات ومن مدينة إسطنبول يبعث إليكم سيدي الوالد الفاضل الشيخ محمد علي الصابوني هذه الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد:..
ففي كل أمة رجال يفخر بهم الزمان ويُشار إليهم بالبنان وفي الأمة عظماء ونوابغ تتحدث عنهم سيرتهم وتنطق بمآثرهم أعمالهم. وشيخنا الجليل العلاّمة الشيخ "محمد نمر الخطيب" المحتفى به في هذه الأمسية الكريمة في دار العلم والفضل ومنبر الأدب والريادة هو أحد هؤلاء النوابغ والعظماء. لا أقول ذلك مديحاً له وثناءاً بل هي الحقيقة تنطق بذاتها. فأستاذنا الجليل المحتفى به هذه الليلة عظيم ونابغة الأقران بدماثة خلقه وعلا صهوة المجد بنبله وعلمه؛ وكافح وجاهد؛ بلسانه وقلمه وبدنه وسيظهر لكم بيقين صدق ما أقول ولتعلمن نبأه بعد حين. كنت أتمنى أن أشارك حفلكم الكريم بالإحتفاء بالشيخ الجليل الفاضل؛ العالم المجاهد؛ ولكن كما قال الشاعر:
فإن كانت الأجسام منا تباعدت
فإن المدى بين القلوب قريب
 
فأعذروني فإن الظروف القاهرة؛ حالت دون هذه الرغبة؛ حيث أنني مدعوُ إلى ندوة علمية دينية لأشارك فيها مع زملائي الاساتذة الأفاضل حول "السنة النبوية المطهرة" التي أمتدت إليها الأيادي الأثيمة لتنال منها بالطعن والتجريح، في بلد مسلم كان يوماً من الأيام حصناً حصيناً للإسلام، أقض مضاجع الأكاسرة والجبابرة. بلد الخلافة الإسلامية في مدينة (استنبول) التي كانت تسمى (بالقسطنطينية) والتي فتحها الغازي البطل المسلم محمد الفاتح، والتي بشر عن فتحها سيد المرسلين وهذه إحدى معجزاته الغيبية (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) أقول وفاءاً لحق هذا العالم الفاضل المجاهد: إن فضيلته أديب ضليع وخطيب مفوه وفقيه متمكن، ولا عجب فإنه سليل أسرة علم وأدب؛ كتب وخطب وألف وصنف وقاد الثورات ونظم الجماعات، فهو رجل ثائر؛ مناضل مجاهد؛ عز عليه أن يرى الأرض المقدسة؛ التي بارك الله حولها (أرض فلسطين) تدنسها الأيدي الأثيمة، أيدي الصهاينة المجرمين أبناء القردة والخنازير. وتستبيح حماها تلك الفئة الضالة، التي غضبا الله عليها ولعنها، من شذاذ الآفاق؛ فقام ثائراً يخطب ويكتب يلهب المشاعر ويستهوي النفوس ويخوض المعارك يتقدم الصفوف يحمل راية الجهاد لإعلاء كلمة الله، حتى أصيب في إحدى تلك المعارك برصاص الأعداء؛ ولكن الله عز وجل شفاه؛ فلم تلن له قناة، فعاد إلى حمل السلاح في وجوه أعداء الله ولا يزال إلى اليوم يتحدث عن أرض القداسات مسرى سيد الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، كان فضيلته إذا كتب فإنما يكتب بدماء قلبه؛ ودموع عينيه، ولنستمع إليه وهو يكتب لنا في إحدى مقالاته عن أحداث النكبة تحت عنوان (من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) فيقول في ختام مقاله (وطارت فلسطين ولم يبق منها إسم ولا رسم ولا روح ولا جسم؛ وشتتوا أصحابها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ولكن واأسفاه كل هذه الدماء وكل هذه الضحايا، وكل هذه الإشارات والعبارات لم تكن كافية على ما يظهر لعربِ هذا الزمان ومسلمي هذا العصر، فلم تذهب فلسطين من أيديهم عنوة وقسراً، ولا اقتداراً وغصباً؛ بل ساعدوا وتآمروا، بل وجاهروا في تسليمها لأعدى أعدائهم ألا وهم اليهود واليوم تمر الذكرى والعالم الإسلامي قاتم مظلم؛ وبخاصة أهل القبلة الأولى؛ حيث لا يزالون يشعرون بالغربةِ في ديار العروبة والإسلام؛ حيث يطلق عليهم اسم اللاجئين.. ولكن أرى في سماء العروبة غيوماً وفي دنيا الإسلام رعوداً؛ وأرى الأسد يتجمع ليثب؛ ويتقهقر ليهجم).. ثم يقول فضيلته: (فيا رب محمد أحينا إلى ذلك اليوم؛ الذي نرى فيه علم الإسلام قد ارتفع وراية العروبة قد خفقت.. أحينا لنسمع بآذاننا زئير الأسود تعالى إلى عنان السماء؛ وتشق أجواء الدنيا وتزلزل الأرض..
يا لثارات دير ياسين، يا لثارات النساء اللاتي بقرت منهن البطون؛ يا لثارات مئات الأطفال الذين ذبحوا كالنعاج؛ يا لثارات مئات الصبايا اللاتي يصحن الليل والنهار واأعرباه واإسلاماه؛ يا رب محمد أحينا لننتقم لمحمد ممن أهانوا دينه؛ وداسوا كتابه.. أحينا لنرى بأعيننا جبال فلسطين ووديان فلسطين.. نحن عطاشٌ فروّنا من مائها ومرضى وشفاؤنا من عليل هوائها.. سلام عليك يا فلسطين يا أرض الأقصى ويا مهد الإسراء..) نقلاً عن كتاب "من نور الإسلام".
إن هذه الكلمات المفعمة بالآلام والملهبة للمشاعر كانت أشد على الأعداء من الرصاص والقنابل لأنها دفعت بالمسلمين ليقضوا مضاجع الصهاينة وحركت فيهم روح الجهاد لإستعادة الوطن المسلوب؛ إن أستاذنا الجليل محمد نمر الخطيب، الذي نجتمع اليوم للإحتفاء بتكريمه اسم على مسمى فهو نمر على الأعداء أسد في الهيجاء خطيب مفوه في المحافل والمجامع ثم هو أديب من الطراز الأول تنساب الكلمات عنده انسياب الماء السلسبيل في الجدول النمير وهذا نموذج آخر عن أسلوبه الأدبي؛ وعباراته الرشيقة الرقيقة حيث يقول في ذكرى مولد فخر الكائنات صلى الله عليه وسلم، (إن الناس يقدرون الشاعر أو الناثر لبيت من الشعر جمع حكمة أو ذهب مثلاً أو لقطعةٍ من القول؛ سالت رقةً وبياناً ونراهم يخلدون الخطيب لأنه أجج الشعور وهيج النفوس.. وأين الشاعر والناثر من محمد عليه الصلاة والسلام. وأين الخطيب والحكيم من بيان الرسول وحكمته وحديثه وفصاحته وبلاغته؟ ذلك هو المعجز في كل شيء ذلك هو الذي وصل إلى النهاية في كل شيء).
هو البحر من أي الجهات اتيته
فلجته المعروف والجود ساحله
 
هل يختلف الناس في جمال الحديقة الغناء أو الجنة الفيحاء أو الغادة الهيفاء، هل يختلف الناس في إستحسان الهواء العليل والنسيم البليل.. الخ.
وبعد.. فتحية إجلال وإكبار لشيخنا الجليل المفضال محمد نمر الخطيب، في يوم تكريمه نرسلها له من مدينة اسطنبول على موجات الأثير وتحية إجلال وتقدير للأخ العزيز المضيف الشيخ عبد المقصود خوجه على تكريمه لهؤلاء الأعلام وتحية للأخوة المستمعين الحاضرين لهذا الحفل الكريم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- الكل الآن يتطلع إلى الاستماع إلى ضيف الاثنينية فضيلة الشيخ العلاّمة الدكتور محمد نمر الخطيب، ونأمل من الإخوة الحضور ممن لديهم أسئلة للضيف الكريم أن يبعثوا بها إلينا ريثما نستمع إلى الشيخ الفاضل وليته يكون سؤالاً واحداً ومختصراً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :794  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .