شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(3)
((مُدّي شراعك في دنياي دون أسى
فالبحر حبك، والأيام صِرْن لنا
دمي جداول عشقٍ أنتِ منبعها
تنساب حالمة، والحب ثالثنا))!
إبراهيم العواجي/السعودية
يا طفلة قلبي:
أغمضي عينيك -من فضلك- لحظة، وتخيّلي: ماذا يحدث حينما تستيقظ الحياة في إنسان؟!
أنتِ التي أيقظتِ الحياة في داخل هذا الإنسان -أنا- الماثل بين حنانك!
استيقظ البحر من سكونه وغفوته.. فوجدته يراك معي.
كان الشطّ في ظلال الليل الصامت.. يموج.
هرعت إلى شاطئ البحر، بعد يوم ((سخيٍّ)) جداً.. منحني بهاء صوتك ثلاث مرّات.. ارتويت فيه من معين نفسك الصادقة، ومن صدقك النفيس: ثلاث مرات.. توحَّدت مع شجونك، ودموعك، وبوحك، ثلاث مرات.
حتى حسبت بعد ذلك أنني صرت الشاطئ لهذا البحر، وكنت أنت البحر.. وهذه الحياة هي مَدُنا وجزرنا.
آه يا أنثى النبض: كيف تطالبينني بالمفاتيح؟!
ألم تشعري أنك استقرَّيْتِ في واقعي وحلمي: المفتاح الوحيد لبوابة نفسي، وروحي، وعقلي؟!
لم أجد أصدق من البحر.. أُوَشْوِشه، ويُسمعني، ويُصغي، ويحتوي لمعان الدمع في عيني، ويَحفظ السر.
كان الشط في ظلال الليل يستقبل أصداء صوتك، ويسترجع حواراتنا.
كنتِ أنتِ نجمة الليل، وقمره، وهمساته.
تحدّث الشط إليّ، وتحدثت إليه، وإليك: إنساناً قد ارتمى هناك على رمْلِه المبْتَل.
أنتِ.. ويملأني الجنون، كلما توسَّدَتْ ملامحك مفارق لحظاتي.
أود أن أخطفك بكل هذا الجنون.. وأنت تضحكين راضية.
أود أن أغني لك كلمات الأزهار.. التي يوقظ عطرُها المستحيل.
مشكلة.. أن نفلسف أمانينا، وأن نَعْقل، أو ((نُعَقِّل)) أحلامنا، وأن نرصد أفراحنا العفوية/كتمثال!
أنتِ.. وتأخذني شهقة الفرح، إلى تأمّل الصباح القادم الذي يشرق بوجهك.
جعلْتُك -حينما استيقظت الحياة في داخلي- أنت الخلاص من الغربة، ومن الوقوف المملّ في أزقة ((البكم))!
تجعليني: الرجل الذي يمزّق الفرار.. ويصل إلى الوجود.
صرتُ أجيء إلى وجهك.. وأتفتّح كزهرة، كهمسة، كمساء ربيعي، كقُبْلة.
أتفتَّح.. لأنه وجهك، وكل الوجوه -إلاّ وجهك واحدة!
* * *
أرجوكِ لا تستغرقي في كلماتي، وتصويري.. على أنهما بوح محب، ولا عاشق!
لا.. أرجوك: أيقظي حتى عقلك، فالذي أكتبه لك هنا هو ((خلاصة)) هذا الإنسان في داخلي: عقلاً، وخفقاً، ونفساً.. هو ((مخاض)) إحساس جديد، مختلف، منصهر، محترق، مضيء.. وأنت التي فعلت ذلك كله في ما أحرص على نصاعته بداخلي!
هل أواصل تسليمك كل المفاتيح؟!
لا بأس.. حبًّا وكرامة.. شوقاً وأمانة.. وفاءً وصدقاً.
كل مساء أراك فيه.. يصبح ((ذاكرة)) وجدان نقي، تدخل حدود شجوني.
ألا تعرفين أنني صرتُ أراك كل لحظة؟!
ألا تعرفين أنك صرتِ رؤيتي، ورؤاي؟!
ها أنتِ: جبهة العشق التي تلمع فوق هامتها أفراحي، ويتمجّد بومضها عمري.
ها أنذا: قادر أن أجعل اللحظة التي أراك فيها.. هي كل عصوري.
أحلم بتلك اللحظة القادمة معك، دوماً.. وسوف تتعبين من اللحاق بجنوني.
لن أكون في عمرك حكماً عرفيًّا.. لئلا يُصبح قلبك حباً انقلابيًّا!!
بل.. أعرف أن حبك ((ثوري)) ناضج.
في عينيك: أرتاح، وأغني، وأعثر على من هي أبدع من ((هيلانه))!
أنمو حولك -كشجرة ياسمين- وأعزف مزاميري معك لأطفال الفجر!
* * *
((وقال البحر)).. في مسائي الحافل بأصدائك:
- هذا قلبك.. دعه يبلغ حدودها ومناخاتها.
قلبي تعتصره آلامك. ولم أكن أعلم، وفي رسائلي السابقة كنت أنافحك، وألاحيك.
لماذا تحتملين ذلك كله.. وحدك؟!
ألستُ توأم روحك، ونفسك، وعقلك؟!
تقفلين صدرك البريء، المعشب بالحب، على أسرار ألمك، وكل ما يقضّ مضجعك، ويستدعي دموعك؟!
دعي صدري يحمل معك آلامك.. يُشاركك -على الأقل- البوح.
صدقيني -أيتها الأغلى- أنني أمين عليك.. أقسم لك بالله الذي قدّر فوحَّدنا بدون أن نُخطط لذلك، وبدون أن ندري!
الحب: أمين، والفهم: أمين، والنضج: أمين.. وكلها قواعد ثابتة لبنيان صداقتنا، ومشاعرنا.
لا أريدك أن تستسلمي للهموم.. ترى ماذا ستقولين عندما أحكي لك متاعبي، وهمومي؟!
أعرف أنها تلاحقنا، وأننا بدونها لا نعيش.
وأنت يُحفّزك طموحك أينما ذهبت.. ولا بد أن تكوني محسودة!
مُستفَزَّة من الطامعين، أو الفائزين، أو الذين ((غارت)) ضلوعهم!
إنها همومي أيضاً.. وفي كل مكان.
أريدك أن تُعيدي إلى شفتيك.. أجمل ابتسامة أشرق بها وجه امرأة.. وأحلى ضحكة عزفت بها شفتا أنثى رائعة.
حقاً.. أنت أقوى!
لا بد أن تُحاربي.. أن نحارب: الظلم، والقهر، والظلام النفسي!
أنتِ طموحة، وجميلة، ومثقفة.. ولا بد أن تُحَارَبي!
أنتِ وأنا.. نفعل هذا ((السلوك)) كل يوم، وكل لحظة.. إننا نصرخ في وجه الزمن: نريد أن تتعرّى خطواتنا، لتبادرنا الحقيقة.. حقيقة هذا الزمن الذي اختار الناسُ فيه ((الأقنعة)).. يرتدونها حسب الظروف، والوقت، والمصلحة، والحاجة.
زمن.. صرنا لا نعرفه إلاّ بعلامة تعجُّب، وبعلامة استفهام.
التعجّب، والاستفهام.. صارا مِنَّا، ونحن منهما: عائلة واحدة!
أرجوكِ: إهدئي الآن.. هاتِ رأسك على صدري.
هل أغني لك؟!
هل أهمس لك؟!
أقول لك مُحباً، وفارساً، وعاشقاً:
- حيث بذرت العشق قمحاً.. كان الحصاد.. حروف اسمك!
هل أدع صدري.. يُحدّث رأسك/التاج.. المُتْعَب؟!
هل يحتاج رأسك/الأثمن، لحديثي؟!
بل.. إن رأسك هو الذي تعرَّف عليّ في البدء.. قبل قلبك.
بدأت أحلامي تتشرنق في رؤاي ومخيّلتي.. وقد احتلها وجهك، فقط!
جبران، ومَيْ.. مَيْ، وجبران!
لماذا طرحت ذلك الاقتراح، أو تلك الفكرة؟!
هل -حقاً- راودَتْك نفسك أن لا نلتقي.. وأن تُشعلنا كلماتنا المسافرة منّا وإلينا؟!
هل شاغلك الخوف بخاطرة، أو سؤال؟!
لماذا.. ((نفرض)) الحرمان، ونقدر أن ((نرفضه))؟!
في زمن مَيْ، وجبران.. كان ارتواء الروح يطغى على المعايشة.. المحسوس أقوى وأعمق من الملموس!
أنتِ وأنا.. التقينا بنداء الروح.. بالمحسوس قبل الملموس.. هو اللقاء الذي يبلور عشق الروح ((اللي مالوش آخر)).
لا أرفض الاقتراح، أو الفكرة.. أن نمارس ((ماسوشية)) ضد قلوبنا!!
فهل نصمد؟!
* * *
لقد وجدتك بعد غربة روحي.. بعد أسفار أسئلتي بحثاً عن هذا ((المضمون)) الذي يميِّز عمقك الإنساني.
روحك تدخل مداراتي، وتمتزج بشموسي، وبأقماري، وبنجومي.. وأغتسل في أمطارك التي صرتُ أحلم بانسكابها لتُروي أرضيَ العطشى.
ها هو الفرح يشملني.. يسكنني، فلا أقدر أن أغادرك أبداً!
أحلم أنني -الطفل- الذي يضع رأسه على صدر حنانه.. فأمتلك الراحة.
أحلم أن يتحوّل كتفي إلى عشب يتوسّده رأسك المُتْعب.. فأمنحك الأمان، ولحظة الصدق المشعة بأجمل اتساع للكون!
ها أنذا.. أخبّيء لك في زوايا الصدر ألف ضلع يخفق بعهدي لك.. وأرفع كفّك إلى شفتيّ تبتُّلا.
أرسم وجهك فوق بزوغ الفجر.
أرسم ابتسامتك -الأجمل- فوق سيف المتنبي: شموخاً ولمعاناً.
أرسم صوتك في ذاكرة المطر، وبين خطوط قوس قزح!
أتقاسم الآن مع ((طيفك)) هذا الصدق.. هذا الحب.
أتقاسم معه الظل، والفضاء، وعطش الرمال، وعذوبة ماء النيل!
هل أثور عليك.. أم أثور عليّ.. أم أثور على الحب؟!
ها أنذا.. أركض بك في أعظم وأرحب مساحات الفرح.
دمعت عيناي، وأنا أكتب لك الآن!
هل رأيتِ دموع الفرح.. في عيني رجل يُحب؟!
كم أغار على هذه الحديقة.. عندما تُعانق قطرات الندى أوراقها.. كل صباح!
عندما تنعكس شمس حبي على ((أوراقك)).. أرى ألوان الطيف من غصنك.
تتمايل كلماتك الغصن (ووجهك بُعْدَها القريب) كنسمة ناعسة، تداعب جفوني.. فأهمس لأوراقك بأجنحة فراشة.. من الخوف عليك، تكاد لا تلمسك!
كل يوم.. أكتب على إحدى ورقاتك: ورقة نداء!
هل ترينني الآن منطلقاً مثل حصان جموح نحو ساحاتك؟!
هل تطلبين مني أن أكبح جماح الحصان في داخلي؟!
ولكني عفوي، طبيعي.. اجتزت معك الثرثرة، وتنميق العبارات، واختيار الألفاظ، حتى لا تنفلت كلمة لا أقصدها، وتجرحك!
لا أريد أن أجرحك.. ليست هذه مشاعري نحوك.
أريد أن أُضمِّد كل جراحك، وأن أجفف عرقك، وأن أروي عطشك، وأن أبذر -معك- بذور المحبة، والأمان، والفرح في تربة حياتنا.
عندما أجلس للكتابة إليك، أحس أنك أمامي، وبجانبي، وأيدينا متشابكة، و.. أحياناً يُحدِّق كل منّا في الآخر.. ويستمتع بأحلى صمت!!
لذلك.. رسائلي صارت مطوّلة، حتى أبقى معك أطول وقت.. حتى أسرقك من نفسك!
طباعة

تعليق

 القراءات :660  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج