شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أملي بلا عينين
(1)
الآن.. سمعتهم يُغنون الموال الحزين
يرددون: ما عادت القلوب هي التي تعشق!
إن عشقنا يسكن جنوننا، وغربتنا..
إن ما بين وجداننا وأمانينا يا حبيبتي:
- ((حروب.. طاعنة في السن))!
نبتدئ بها التفاؤل.. وننتهي بها وفيها:
ونحن فراشات ملونة.. تحوم حول السراج..
حتى تسقط محترقة في اللهب!
(2)
أتأملت الشاطئ الرحب، كحضن مشتاق..
كان الشاطئ يحتاج إلى مزيد من الرمل..
حتى يتكسر الموج على عنفوانه، واندفاعه..
وكان صدري يحتاج إلى طهارة حنانك..
حتى يحتوي أمواجي، وجنوني بك!
(3)
تأملت الشاطئ النقيّ.. فرأيت أعماقك!
تابعت تكسر الموج كل لحظة..
استرجعت معه: انفعالك، وغضبك القديم.
تساءلت: ألا يتعلم الإنسان؟!
أردتُ الاستغراق في التأمل بعدك..
أن أهرب من زحام الناس إلى ضجيج صدري بك..
أن أحبس فكرةً تهرب مني.. لأنها تقربني منك!
وأصبحتُ أُعاني أكثر.. وأنا أجدف:
التأمل، والهروب، وانحباس الفكرة.
(4)
بكل أمواجكِ: العنيفة/البيضاء..
كنت أحمل لك ((الحلم)).. وأنشره شراعاً في بحرنا!
ووعداً يشرق من ملامح وجهك.
كنت أنثرك بين أضلعي:
غرسة حنان، ووجيب قلب، و.. ((عهد))!
كنت أُمطرُ من ثنايا ضحكتك: فرحتي
ومن بين أصابعك نثار عواطفي..
وأفتتحُكِ: ((لحظةً)) بحجم العمر!
(5)
صرت تشلحين مناخاتي.. وتتنكَّرين لها!
تترددين على رؤيتي كل لحظة.. كموجات الضوء..
تنبعثين في إصغائي.. كنغم فريد، أثيري من النور!
لكنْ تُكافئين زمني/زمنك هذا.. ..
بواجهة زجاجية باردة.. تطل على المطر..
ولا نغتسل نحن بهذا المطر!
(6)
تغرب صوتكِ بعيداً عن إنشادك..
صار يضغط على الكلمات التي تُلْحن بالجحود!
وها أنت.. صرت شهقة الفرح..
كلما غنى القمر للنجمة التي تطارده!
حين كان أملي يتسع.. وأنا أحدق في عينيك..
أصبح أملي الآن.. بلا عينين!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :395  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.