شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شهقة الحلم
(1)
كان سؤالي إليك -في البدء- شهقة الحلم!
وجاء سؤالك بعد: يجرح الأجوبة التي عجزنا أن نخترق بها جدار اليُتْم في الوجدان..
سؤالك، وسؤالي.. كأنهما تنهيدة عُمر، تموّهت في الأنواء!
وحين كنتُ أخوض بحرك.. وأتحاشى حيتانك المفترسة..
كان السؤال يتكرر: لماذا نفقد ما نريد..
في اللحظة التي تشتد فيها حاجتنا إليه؟!!
تُرى.. من سيلكز الانتظار للفرح.. للتوحّد؟!!
عمر طويل.. كان الانتظار فيه نسيانا!
كان النسيان فيه.. ذاكرة محاصرة بالخوف، وبالتوجّس!
فلماذا نفترق.. عندما نلتقي؟!
(2)
يا سيدة الفجر الذي سكب ((النور)) في حشاشتي:
من ها هنا -من عينيك- يزدهي انتحاري فيها!
أُشاغل الموت بالحياة فيهما..
أُجئ: مانح النيران من صدري.. إلى أشواقكِ المعذَّبة!
من عمق صدرك.. إلى أشواقيَ الحزينة، المبدّدة..
من حدقتيك.. يبدأ العطش!
(3)
الله.. ما هذه الأمجاد تهطل ممطرة؟!!
من أبعاد ((كَرْتِ)) التهنئة.. بالحب والميلاد..
من روعة التصوير في ضمير كِلْمتك..
من شعْرك.. المحتلك السواد..
من افترارات ثغرك المُنغّمة
من جيدكِ المُتْلع مثل الصبحْ..
من قامتك المستشقة..
من طلوعك/هذي الفَرَس المُطَهّمة؟!
الله.. مِن أضلعي: القناديل.. لا تُضئ إلاَّ لك!
الله.. من خفقاتٍ سكنَتْها روعتك!
(4)
علمني وجهك: ترف الحزن الممتنع عن الدمعة!
لكني -في الهجر- بكيت الوقت المهدر في الجفوة..
بكيت الأيام.. تُعلِّمنا: أن القلب المكسور..
عصفورٌ/طفل.. موت يتأسَّى!
إنّ الحب: عطاء.. لا يتعب!
إنّ الإنسان: دروب متعرجة.. ممتدة..
والخطوة تِلْو الخطوة.. تبدأ: غربة!!
(5)
ويصحبنا -في الفجر- إلى الأمل: سؤال!
يصحبنا: رَجْع النَّاي المكلوم..
وبقايا الليل الموجوع بكل مُحال!
وأشواك الغيرة، والغضب.. وفُرْقَة لحظةْ!
والآهة: تُدمي قلبينا.. حتى تنجرح الخفقة!
لكني أحببت العالم.. لأنك -وحدك-:
سيدة الفجر الدائم في عمري..
يسكب النور في حشاشتي.. ويضيئني.. يضيئني!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :413  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.