شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كيف.. أنساك؟!
(1)
رأيتك مثل قطة أليفة وديعة..
تسندين رأسك الصغير على زجاج المطعم النيلي
كأنك المنبعثة لتوّك من صمت الليل
وعلى امتداد النهر من ورائك:
تناثرت على المياه خفقات أكثر صدقاً!
(2)
تأملت وجهك.. كقطة سيامية!
نظراتك بعيدة عن تحديقي في وجهك
وأنت تتجمعين مع نفسك في فصل الشتاء:
قريرة تبدين.. شاردة خواطرك..
خلفك: النهر، والليل، والأضواء المنعكسة
وأمامي.. يشعّ منك سحرك:
هذا الليل الآخر الذي يتوسط عينيك الكحيلتين
هذا الليل الثالث.. الذي ينثره شعرك الكثيف، الدامس!
هذا الليل الرابع.. الذي اخترته: حجباً لبوحك لي!
(3)
و.. فجأة/كأنها الفرح..
تملأ وجهك الأسمر: ضحكة الحلم
وندائي عليك ملازم لشرودك.. لتأملاتك!
وتفيض من عينيك: لحظة وعد للمجهول
مع دفئك.. هذا المتكئ على زجاج المطعم وحده!
وأطرد وراء نظرة عبرت من عينيك
ظننتها: لحظة وعد للجنون.. مع صمتك المتأمل!
حتى ترتد نظراتي حسيرة إلى عيني..
وهي تفقد نظرتك المحملّة بالوعد.. للجنون!
(4)
ها أنت ثانية، و.. كل زماني
ها أنت.. مدى العمر، ودفأه، ومبتغاه!
على ((ورقك)) الذي اقتطعه لي..
من كراستك الصغيرة.. السرية:
كتبت ((وجهك)) المتعب بالأحلام..
الما زالت حتى الآن: مخاضاً في رحم العمر!!
(5)
ها هنا.. من وراء نافذة تتمتع بدفء النهر
رأيت حدسك في الريح المثقلة بوعودك
كان حدسك -ذلك المساء- في عيني..
مثل الشفة المبتلة بالطل
وأنا أسكن -يا حبيبتي- حدسك
وأرسم انتكاسات المرايا..
فكيف أنساك؟!!
كيف أنساك؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :475  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.