شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دخل الشتاء فصول نفسي
دخل الشتاء فصول نفسي.. في صهد الصيف!
فأرعشتني هذه البرودة القادمة من صقيعك..
كأنَّ شجرة عمري تتعرَّى من أوراقها..
هذه التي أزهرت يوماً.. بلمسة جنانك!
* * *
هذا الشتاء/الصيفي.. وقت لا مُتَّسع!
أدرتُ الشريط.. فكان صوت ((فيروز))، وأنت!
صوتها.. يُردد في أرجاء الحنين: ((كيفك إنت))؟!
وصوتك: يتقهقر.. يتقهقر، حتى لم يَعُد صيفاً، ولا شتاءً!!
وها أنا الآن.. أجلس فوق ((أنا))!
أنثى وحيدة تسكن كعصفورة -في قلبي/العُش!
تدري هي.. لكنها تتوجَّس من اعتيادية سأمها..
وأقِفُ لأصُدَّ البرد عن نافذة صدري!
* * *
تسللت الأصداء بين الجوانح..
استبدّ الحلم بخواطري.. متسائلاً:
- تُرى.. هل يتحول الحب إلى ملل..
إلى: ماضٍ بلا غد يُحرِّض القلب على الخفق الدائم؟!
أنا أشتاقك الآن.. ((الآن وليس غداً))!
حاصريني أكثر.. ودعيني الآن أغفو!
* * *
أين شَعْركِ الطويل.. أيتها البيضاوية الوجه؟!
أيتها العريضة بسمة. المختالة مِشْية، وتيها؟!
- ((يا ليت العمر يتوقّفْ على حالَهْ هِنَا جنبك..
نعِيشْ فيها، ولا نْخبّي من الشوق اللي ما يوصف))!!
من يُغنِّي ((بالعربي)) اليوم.. إلاّ الحزن؟!!
* * *
وانثالت الأسئلة.. تُغْرِقُ الانتظار..
بكيتُ حزناً بدمعٍ هادئ.. مُنسابٍ كالثقة!
كان ((الاستقرار)) يسكن فراغات الضلوع الآن..
وكان وجهك: هلالاً يكبر في سماء الدنيا..
وشَعْرك الطويل: ضاع.. في سماء المقَص، والذكرى!
كنا نتخاصم حين تقُصيِّنه..
ويبقى وجهك البيضاوي: هلالاً يسطع..
فيُضيء جوانب صدري المعتمة في غيابك!
* * *
سألتني في زمان عَمار قلبك بوجودي:
- هل يتحوَّل صدق الإحساس إلى أحزان؟!
حتى في الفرح.. لا بد أن يسكن الحزن جوانحنا..
تُحركه لحظات الضوء المنبعث من القلب!
تُناديكِ من الأمس: ((كيفك إنت))؟!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :495  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.