شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإنسان.. ودولاب العربة
(1)
لا بأس أن نستعيد بعض الكلمات..
تلك التي نكتبها في زمن البوح.. أو الثرثرة!
تستعيدنا الكلمات.. نستعيدها..
تنشلنا من لحظات بلادة مُسْتغرقة..
نشعر فيها بالصدأ يُغطِّي ضلوعنا..
يتنكَّب عقولنا.. حتى يُغشي رؤانا!
(2)
الكلمة التي تعود بالذاكرة.. أو تلحُّ عليها..
هي التي انحفرت كَيِّةً فوق جرح غائر..
هي التي تُصبح: همسة في تأمل حنون.. ماتع!
(3)
ما الذي يُمكن أن نستعيده.. ويستعيدنا؟!
لتكون العودة اليومية إلى وهج وجدان..
لا نُطيق هجرانه.. ولا الانسلاخ منه!
إلى ((إنسان)) يحفل بمن يُمحِّضه صدق نفسه..
من ذاته.. لذات الآخرين!
(4)
قلتُ كثيراً.. وخلدت إلى الصمت!
وكلي -ما زال- يفيض بحب ((الإنسان))..
كتبتُ.. تجرَّحت!
انكفَأت الجراح على الجراح..
فإذا هي: ذكرى يشتعل الحنين فيها..
حتى يتحوّل الحنين إلى: سلوك، وعاطفة!
لكنّ ما يتّقد في أعناقي.. هو:
إسقاطٌ ضروري لقشعريرة العواطف في برودة الحنان!
(5)
كأني بهذا التلفُّت.. أُبصر الناس في العالم:
كأنهم ينتفخون كما دولاب العربة..
ثم يُفرَّغون.. كأنّ مسماراً تافهاً خرم انتفاخهم!
ولا بد أن أبتسم ببرود لهذه الصورة..
أن أتجشَّأ الصدأ!
(6)
هذا هو المسمار التافه.. ينغرس في عاطفة الإنسان..
يستاوى الإنسان، ودولاب العربة..
تتساوى أرضية زماننا.. بأرضية أي شارع:
منهوك بركض الناس، وتلفُّتهم، وتعبهم!
وها أنذا.. أعود بهذه الكلمات..
أتقافز على مؤثرات صوتية.. يُسمّونها اليوم: لحناً!
ويهمني: وَصْل وشائج الإنسان التي تراخت..
أن ((أركب سبعين مساء.. حتى يلد اللؤلؤ))!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :566  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.