شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أحصد الليل في الصباح
(1)
في ثمالة المساء.. كان رمل الشاطئ: مكاني..
كان امتداد البحر: نظراتي.. وسبحاتي..
أسترجع -لحظتها- أصداء من الذكريات الأحلى..
تلك التي لم تقدر السنون -في تلاحقها- على خنقها..
ولم يقدر البشر -في جحودهم- على وَأْدِها!!
(2)
هناك.. عاودني ذلك الصوت القديم/نفسه..
الصوت: الغامض.. الحنون..
التذكار: الذي يلوح في عمق السنين..
حين نظن أن السنين فقدت ذاكرتها!
النغم: الذي يشيع في النفس:
رؤية للآن.. وانتظاراً للغد!!
(3)
داعبت (صدَفَة) كانت مليئة بالرمل..
أفرغْتُ ما فيها.. وغمرتها في البحر/أغسلها..
وحين لَمَعَتْ أكثر.. جفّفتُها، وخبأتُها في ثوبي!
كأنني التفتُّ إلى نفسي.. فرأيت من الداخل:
إنساناً أضناه الرمل، ورَجْع الصدى..
حين الأصداء: تخون!
ما أن يسري الصدى في اللحظات، والزمان..
حتى يتبدّد -من جديد- في الغياب
حتى يختلط بتمويهات الزمان لعواطفنا!!
(4)
بعد انحسار الليل.. وبزوغ الفجر:
أخرَجْتُ (الصدَّفَة) للنور القادم..
كانت أحشاؤها تومض باللؤلؤة في داخلها..
لم أخرج اللؤلؤة من الداخل.. حتى لا تبهت!
كأنني -في هذه الكلمة- حرف من كلمة جميلة..
سقطت من عبارة ((وفاء)) نادرة..
صعبة على أحياء هذا الزمان!!
كأنني معنى اللقاء المتجدد في الحلم:
- أن أجدك في عمري.. وتجدينني في زمنك!!
(5)
غسلت (الصَّدَفَة) ومحتواها.. وغمرتها في البحر!
غابت (الصَّدَفة) في الأعماق..
كأنَّ المدّ: أبلغ من الإنسان في الاحتواء!
كأنني رضيت بهذه الظلال منها..
رداء.. يصدُّ عني لسعة البرد في ضلوعي!
(6)
ما زلت منذ تلك الجلسة:
أحصد الليل في الصباح..
ولم يَبْق إلاَّ التأمل: رائعاً، وعظيماً!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :724  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.