(2) |
وراء الحوار المستَطرد، المضني، المشتعل من أعماق نفسها.. كانت ((ليالْ)) تطارد أفكاراً غير واضحة! |
إنّ الحيرة تبدّدها كذرات رمل سافية في بيداء. |
يقضّ مضجعها هذا الشعور المرهف بالعجز التّام عن اتخاذ القرار الذي ينتشلها من ردهة البئر إلى سطحه! |
وهي تبدو في مرآة نفسها الآن، كما سنبلة.. في بيدر بور! |
عرفت أشياء كثيرة.. ولم تعرف أشياء أكثر. |
فهمت بعض الأبعاد مما جرى لها، ودار حولها.. وينقصها الكثير من الفهم لكيفيّة التصرّف، واتخاذ القرار، والقفز فوق عراقيل عمرها.. حتّى تبلغ شطّ الأمان! |
احتدّت أفكارها، وانفلشت روحها! |
غازلت انتصارات نفسها في قوالب من رغبات عديدة.. تتحقّق وتفشل.. تتقبل وترفض! |
آلمها جدًّا.. أنّها بسطت قلبها في صرخة الواقعية، بينما كانت طفولتها تعيسة، جافة، كأنّها يتيمة.. ودخلت بشبابها إلى مرحلة أخطر، وأكثر إلزاماً، ومسؤوليّة. |
إنّها تنقاد إلى حصاد طفولتها.. وتحاول أن تخلع هذا الرداء إلى الأبد! |
إنها تُطحن في تجربة حاضرها.. وصارت تخاف حتّى من الحب.. وليس في هذا الحاضر ما يتّضح من الآتي! |
الروح في داخلها.. تجادلها دائماً! |
تؤكد لها أن الحياة الحقيقية، هي التي تجتاز الماضي، وتوظّف الحاضر، وتَنْهَد نحو المستقبل.. وبذلك تقدر أن تنجح في إنضاج العلاقة الإنسانيّة! |
ولكن..كيف؟! |
في لحظة الحيرة، والأسئلة.. تتذكّر أغنية غربية في شريط تحتفظ به هديّة من ذلك الرجل الذي كثّف أسئلتها وحيرتها: |
- ((نحن جميعاً وحيدون تحت النُّجوم.. |
كلّنا غرباء.. ضيوف هنا على الأرض! |
إذا أمكن أن يكفل كلّ واحد منّا للآخر بعض الدفء.. بعض الرَّاحة.. |
فهل يعدُّ هذا شيئاً ضئيلاً؟!)). |
تطفر الدموع من عينيها، بلا صوت! |
وتطفئ ((الأباجورة)) بجانب رأسها، و.. تنام! |
* * * |
|