عمر الحب! |
كلهم هجروني:
|
أخي، وعيونكِ، والأصدقاء
|
ولم يتركوا غير بعض الجرائد والذكريات
|
ورائحة من جنون قديم
|
ومائدة.. وبقايا غناءْ!!
|
|
(1) |
عندما افْتقدتُكِ.. غمر الفراغ كلّ شيء حولي: |
لفَّني صمت من عذاب الانتظار لسطوع صوتِك. |
اشتقتُ لعينيكِ.. أبصر في عمقها لمعة عمري. |
احتجْتُ لصدركِ سكناً. |
وكفّي يلمس في أنمل إصبعك وردة الميلاد! |
واستقبلني طريق سفركِ ذات مساء. |
يعوي في صدري الفراق. |
يُمزِّق شريان الحياة في عروقي: الصمت. |
كأنني برحيلكِ.. فارقْتُ طبيعة الإنسان في داخلي! |
خبَّأتُ في عينيّ كل الحزن. |
كل دفء الشوق لليالي أهدَتْكِ إليَّ. |
وفي كفيَّ -ما زال- تذكار من رعودك.. أودعته خزانة الأيام التي أبْعَدتْكِ عني. |
وفي لياليَّ أصداءٌ من ضحكاتك.. تلك التي مَنَحْتُها غفراناً لرحيلك!! |
(2) |
ها أنذا -من جديد- أدخل في أبعاد الوفاء لك.. بكل خفقة دقَّتْ صدري، حين استقبل سمعي صوتك. |
فأعلنْتُ باسم الخفقة، والشوق، واللهفة: حبي لك! |
بكل همسة قادمة من جليدك الجديد. |
أعلنتُ باسم الفرح أن يوم مولدي ((أحديًّا)) في كل الأوقات! |
تَشَرْنَقتُ في سمعك عمراً جديداً! |
وأناديك: آه لو تعلمين.. كم أحبك؟! |
أنتِ عمر لا ينتهي.. في زمن فرحتي، وجنون حلمي. |
تبقينَ في زماني: أنتِ النبضة التي تحيي، وتقتل!! |
أنتِ الحنين/الشوق/النداء! |
(3) |
توقَّفَتْ حدَقاتي عند نبراتِ صوتكِ |
هذا القادم من أبعادِ الشَّوْقِ، والهجر معاً! |
كنتُ أراكِ في صوتك.. وأنتِ تسمعينني بأبعاد نظرتك! |
صرتُ أتحسس كلماتك برفق، وحنان. |
أدعوكِ، بخفقة قلبي.. لحظة فَرَحه بصوتك العائد: |
- أرجوكِ.. دعي جليدك المتراكم على خفقك يذوب. |
وما زالَتْ كفُّكِ بين كفَّيَّ.. في وداع السفر، |
تتشكل تذكاراً من رعودك! |
صرتُ مقتنعاً أن أجعل لأذني باباً.. أوصده، لتبقي -وحدكِ- خلفه أبداً!! |
(4) |
يبقى زمنُكِ في عمري.. هو الأنبل، والأنقى. |
أسْتَلهمَهُ في وحدتي، وفكرتي، وسهادي.. حين يسرقُكِ الغياب، والنَّوى إلى جليدكِ! |
أنت خيمتي المشرعة في رحابة سنيني.. أتقدّم للاختباء في دفئها من برودة الزمان. |
وما زلتِ أنت.. وأنتِ.. وأنتِ: |
((السلطانة)) الحاكمة لاستفهاماتي، وتعبي، وأفراحي! |
(5) |
أنتِ -وحدك- زَرعْتني فرحاً.. رَوْيتني وجداً. |
وأنتِ -وحدك أيضاً- طعنتني بالعطش! |
وحدكِ -فجأة- تقلعين جذوري، وتطوّحين بها في العراء. |
في أعماقكِ ((أنثى)) متمردة.. تختصر نساء الأرض في نظرتها. |
في داخلك ((امرأة)) الحضور أمام ما تريد. |
تُباشرين الزمن برغبتك.. كأنك ((تعاشرينه))!! |
وتَقْدرين أن تخفضي إضاءتي في خفقتك! |
وتبقين -في هذا الرغم- أنتِ.. وأنتِ.. وأنتِ: |
أنت روحي.. التي هي روحك!! |
(6) |
صوتُكِ القادم.. يحمله إلى كل مسافات الأرض: إصغائي! |
يطوفُ به الحدائق، والأنهار، ورؤوس النوافير! |
في هذا المساء المتلألئ بالاندهاش |
المزروع حقول رقة، ونقاء.. وميلاد! |
حتّى تضاحكنا.. فكان ((صوتك)): عمر الحب!! |
|