شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عمر الحب!
كلهم هجروني:
أخي، وعيونكِ، والأصدقاء
ولم يتركوا غير بعض الجرائد والذكريات
ورائحة من جنون قديم
ومائدة.. وبقايا غناءْ!!
عزت الطبري
(1)
عندما افْتقدتُكِ.. غمر الفراغ كلّ شيء حولي:
لفَّني صمت من عذاب الانتظار لسطوع صوتِك.
اشتقتُ لعينيكِ.. أبصر في عمقها لمعة عمري.
احتجْتُ لصدركِ سكناً.
وكفّي يلمس في أنمل إصبعك وردة الميلاد!
واستقبلني طريق سفركِ ذات مساء.
يعوي في صدري الفراق.
يُمزِّق شريان الحياة في عروقي: الصمت.
كأنني برحيلكِ.. فارقْتُ طبيعة الإنسان في داخلي!
خبَّأتُ في عينيّ كل الحزن.
كل دفء الشوق لليالي أهدَتْكِ إليَّ.
وفي كفيَّ -ما زال- تذكار من رعودك.. أودعته خزانة الأيام التي أبْعَدتْكِ عني.
وفي لياليَّ أصداءٌ من ضحكاتك.. تلك التي مَنَحْتُها غفراناً لرحيلك!!
(2)
ها أنذا -من جديد- أدخل في أبعاد الوفاء لك.. بكل خفقة دقَّتْ صدري، حين استقبل سمعي صوتك.
فأعلنْتُ باسم الخفقة، والشوق، واللهفة: حبي لك!
بكل همسة قادمة من جليدك الجديد.
أعلنتُ باسم الفرح أن يوم مولدي ((أحديًّا)) في كل الأوقات!
تَشَرْنَقتُ في سمعك عمراً جديداً!
وأناديك: آه لو تعلمين.. كم أحبك؟!
أنتِ عمر لا ينتهي.. في زمن فرحتي، وجنون حلمي.
تبقينَ في زماني: أنتِ النبضة التي تحيي، وتقتل!!
أنتِ الحنين/الشوق/النداء!
(3)
توقَّفَتْ حدَقاتي عند نبراتِ صوتكِ
هذا القادم من أبعادِ الشَّوْقِ، والهجر معاً!
كنتُ أراكِ في صوتك.. وأنتِ تسمعينني بأبعاد نظرتك!
صرتُ أتحسس كلماتك برفق، وحنان.
أدعوكِ، بخفقة قلبي.. لحظة فَرَحه بصوتك العائد:
- أرجوكِ.. دعي جليدك المتراكم على خفقك يذوب.
وما زالَتْ كفُّكِ بين كفَّيَّ.. في وداع السفر،
تتشكل تذكاراً من رعودك!
صرتُ مقتنعاً أن أجعل لأذني باباً.. أوصده، لتبقي -وحدكِ- خلفه أبداً!!
(4)
يبقى زمنُكِ في عمري.. هو الأنبل، والأنقى.
أسْتَلهمَهُ في وحدتي، وفكرتي، وسهادي.. حين يسرقُكِ الغياب، والنَّوى إلى جليدكِ!
أنت خيمتي المشرعة في رحابة سنيني.. أتقدّم للاختباء في دفئها من برودة الزمان.
وما زلتِ أنت.. وأنتِ.. وأنتِ:
((السلطانة)) الحاكمة لاستفهاماتي، وتعبي، وأفراحي!
(5)
أنتِ -وحدك- زَرعْتني فرحاً.. رَوْيتني وجداً.
وأنتِ -وحدك أيضاً- طعنتني بالعطش!
وحدكِ -فجأة- تقلعين جذوري، وتطوّحين بها في العراء.
في أعماقكِ ((أنثى)) متمردة.. تختصر نساء الأرض في نظرتها.
في داخلك ((امرأة)) الحضور أمام ما تريد.
تُباشرين الزمن برغبتك.. كأنك ((تعاشرينه))!!
وتَقْدرين أن تخفضي إضاءتي في خفقتك!
وتبقين -في هذا الرغم- أنتِ.. وأنتِ.. وأنتِ:
أنت روحي.. التي هي روحك!!
(6)
صوتُكِ القادم.. يحمله إلى كل مسافات الأرض: إصغائي!
يطوفُ به الحدائق، والأنهار، ورؤوس النوافير!
في هذا المساء المتلألئ بالاندهاش
المزروع حقول رقة، ونقاء.. وميلاد!
حتّى تضاحكنا.. فكان ((صوتك)): عمر الحب!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :586  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج